logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات جنتنا | Janatna.com، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


  1. منتديات جنتنا | Janatna.com
  2. الأقسام العامة General Sections
  3. القصص والروايات – قصص قصيرة – روايات رومانسية – أدب – خواطر | Stories & Novels
  4. رواية فارس الأحلام الوردية



22-01-2022 07:23 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10

t22029_8722

قصه قصيرة لكل بنت بدور على الحب وعلى فارسها اللي هايخطفها على حصانه الابيض.
اقتباس من النوفيلا

في الجامعة وتحديدا في كليه الآداب في قسم اللغة الفرنسية، يجلس مجموعة من الشباب يتحدثون، كانت من بينهم بطلتنا رغد، رغد هي بطلة هذة القصة، فتاة حالمة عاطفية اندافعية أحيانا، مذبذبة الشخصية أحيانا، تحلم بأن تعيش قصه حب قوية مثلها كباقي البنات ولكن لم تدر من أين ( العطل ) كما هي تقول دائما،

مثلًا شكلها، فهي إلى حد ما جميلة كما يقولون لها أصدقائها.. فهي بيضاء البشرة طويلة القامة وجسمها متناسق شعرها أسود اللون وعينها سوداء كسواد الليل تتميز باتساع عينيها، أنفها دقيق، أنيقة تهتم بمظهرها كثيرًا، إذًا لماذا لايحبها أحد أين فارس أحلامها، إذا كان الحب معتمد على الشكل فهي جميلة فأين الحب؟!... تحلم بفارس يخطفها على حصان أبيض، ويكون ذو ملامح جميلة وشخصية قوية و جسد رياضي ومكانة مرموقة في المجتمع، نظرت لأصدقائها منهم من على علاقة بدكتور وأخرى بمهندس وأخرى وأخرى وأخرى.. إذًا لن تتنازل عن أي صفة في مواصفات فارس أحلامها وهتفت لنفسها تشجعها بقوة : آه مش أصوم أصوم وأفطر على بصلة .
فصول نوفيلا فارس الأحلام الوردية
نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الأول

فتحت باب الحجرة وأطلت برأسها من فتحة صغيرة تناسب حجم رأسها الصغير وهي تبتسم بمكر، ثم دلفت على أطراف أصابعها وسارت بمهارة حتى وصلت للسرير اقتربت وجثت على ركبتيها، وأزالت الغطاء وهي تهتف بصراخ: رغد.
فزعت الأخرى من على السرير وقفزت سريعًا وهى تهتف: في إيه، مين، ليه؟

وقعت تلك (المصيبة) أرضًا وهى تضحك بصوتٍ عالي وتصفق بيديها بحرارة، بينما نظرت لها رغد شرزًا وهتفت بغضب: أنتي يامتخلفة، إيه اللي أنتي هببتيه ده، والله لأقتلك يامريم.

وقفت وهندمت ثيابها وهى تهتف بلامبالاة: بس بس أنتي بوق على الفاضي.
اندفعت رغد صوبها تجذبها من شعرها وهي تهتف بعصبية: أنا بوق على الفاضي، طيب أنا بقى هاوريكي البوق دي هاتعمل فيكي إيه، تعالي هنا.
أمسكت مريم بيديها التي تمسك بشعرها بقوة وهي تهتف بمكر: الحق عليا إن جايه أفكرك، وأقومك من النوم، صعبتي عليا وأنتي نايمة في العسل.
هزتها بعنف مردفة: تفكريني بإيه ياختي، يكشي ورايا امتحان وأنا مش واخدة بالي.

زفرت مريم بضيق مردفة: يوووة، هو أنا هاقولك وأنا كدة، سيبني عشان أقولك.
نفضتها رغد بقوة ثم هتفت متوعدة: قولي يالا، وأقسم بالله لو طلع أي كلام لأرزعك على وشك بالقلم.
حكت مريم رأسها بقوة وهتفت متصنعة الألم: آه ياني من إيدك كانت هتخلع شعري..
ثم تابعت وهي تنظر لها بمكر: أنتي ناسية إن فاضل أقل من شهر على عيد الحب، أنتي حضرتك نسيتي رهانك مع صاحبتك، أنتي لغاية دلوقتي مش لقيتي الهيرو بتاعك.

جلست رغد مكانها وهي تنظر في اللاشئ وشردت فيما حدث من خمس أيام.

( فلاش بااااك).

في الجامعة وتحديدًا في كليه الآداب في قسم اللغة الفرنسية، يجلس مجموعة من الشباب يتحدثون، كانت من بينهم بطلتنا رغد، رغد هي بطلة هذة القصة، فتاة حالمة عاطفية اندافعية أحيانًا، مذبذبة الشخصية أحيانًا، تحلم بأن تعيش قصه حب قوية مثلها كباقي البنات ولكن لم تدرِ من أين ( العطل ) كما هي تقول دائمًا، مثلًا شكلها فهي إلى حد ما جميلة كما يقولون لها أصدقائها، فهي بيضاء البشرة طويلة القامة وجسمها متناسق شعرها أسود اللون وعينها سوداء كسواد الليل تتميز باتساع عينيها، أنفها دقيق، أنيقة تهتم بمظهرها كثيرًا، إذًا لماذا لايحبها أحد أين فارس أحلامها، إذا كان الحب معتمد على الشكل فهي جميلة فأين الحب؟!، تحلم بفارس يخطفها على حصان أبيض، ويكون ذو ملامح جميلة وشخصية قوية و جسد رياضي ومكانة مرموقة في المجتمع، نظرت لأصدقائها منهم من على علاقة بدكتور وأخرى بمهندس وأخرى وأخرى وأخرى، إذًا لن تتنازل عن أي صفة في مواصفات فارس أحلامها وهتفت لنفسها تشجعها بقوة: آه مش أصوم أصوم وأفطر على بصلة.

استفاقت من شرودها على حديث أكثر شخص تبغضه في الحياة وهي نرمين المخطوبة لابن عمها الضابط وتعيش معه قصة حب قوية لسنين طويلة، دائمًا ما ترى منها بنظرات الشماتة، تأففت بوضوح وهتفت: معلش كنت بتقولي إيه يا نرمين.
هتفت نرمين بتسلية: بقولك أنتي زي كل سنه أوت، مش هتحضري الحفلة بتاعت عيد الحب.
قالت زميلة لهم وهى تضحك بسخرية: سيبك يا نيرمو، أصل رغد ملهاش في الكلام ده.

هتفت رغد سريعًا وباندفاع: وماليش ليه إن شاء الله، هو عشان مبقولش إني بحب وأجيبه معايا هنا الجامعة واتمنظر بيه، يبقى أنا كدة مبحبش.
فقالت نيرمن متصنعة الدهشة: أوووه، الحقوا ده رغد طلعت بتحب ومخبية، طب مخبية ليه يا حبيبتي خايفة عليه من الحسد.

تعالت ضحكات البنات والشباب معًا، بينما شعرت رغد بالغضب من سخرياتهم فهتفت بمكر: لا عشان مبحبش أقول وأفضح الدنيا أنا بحبه بجد وهو بيحبني جدًا وهانتخطب قريب، يبقى أنتوا مالكوش لزوم، وآه خايفة عليه من الحسد عشان أنتي لو شوفتيه هتسيبي خطيبك وتجري وراع.

رفعت نيرمن حاجبيها ببرود وهتفت: والله!، شوف إزاي أسيب خطيبي وأجري وراه.
ثم نهضت ووقفت في منتصف المكان تهتف بصوت عالي: انتبهولي بقى كدة يا جدعان أنا هيبقى بيني وبين رغد رهان حفلة عيد الحب يوم 14/2 تجيبي حبيبك معاكي ونصدقك يا إما هتطلعي كدابة ومنشوفكيش بتتكلمي تاني ولا حتى تقعدى معانا تاني.
نهضت هي الأخرى ورمقتها بتحدٍ: وإن جبته معايا يا نيرمين هتعمليلي إيه؟

قالت نيرمين: هاعتذرلك وقصاد حبيبك والجامعة كلها.
( عادت من شرودها على صياح أختها وأخوها التوأم وهم يتشاجران على الأيباد )
قالت بضجر: في إيه منك ليها.
هتفت مريم بضيق: خليه يديني الايباد هو أخده طول الليل من حقي النهاردة، عاوزة أقعد على الفيس.
نظر لها أخاها وهو يضيق عينيه بتركيز ويشير بسبباته في وجهها: تقعدي على الفيس، اوعي تكوني بتكلمي ولاد يابت.
هتفت مريم سريعًا: بت ما تبتك.

استغفرت ربها في سرها وحاولت تهدئة نفسها، وقالت بهدوء: سيبله الأيباد يا مريم، وأنت روح يا محمد أقعد عليه لغاية بليل وأنا هاديها تليفوني.
جذب منها محمد الأيباد وخرج من الغرفة بينما هتفت مريم بضيق: هاتي بقى تليفونك يا حلوة.

لكزتها رغد في كتفها بخفة وهتفت: حلوة إيه، يابنتي أنتي في أولى ثانوي وأنا في رابعة كلية احترميني، ثم تعالي هنا قوليلي بقى يا أم دماغ حلوة أنا هلاقي فين الوسيم أبو جسم رياضي وبيشتغل شغلانة حلوة، ده أنا لو لقيت حاجة واحدة من دول احمد ربنا.
ذهبت سريعًا صوب باب الغرفة تغلقه جيدًا، واقتربت من رغد وهي تبتسم بمكر: لا فيه الوسيم واللي شكله يجنن، وبيشتغل شغلانة حلوة وغني كمان.

قالت رغد سريعًا بحماس: مين ده يامريم قولي.
أجابتها مريم: الدكتور عبد الرحمن، دكتور خالتك بتاع العظام إنما إيه، قمر ما شاء الله طول بعرض، ورياضي وشكله مبسوط ماديًا، وأهو بيشتغل دكتور، أنا شوفته المرة اللي فاتت لما خالتك أصرت عليا أروح معاها، إيه رأيك في أختك حبيبتك.

ظهرت ابتسامة عريضة على وجهها وهتفت بحماس: طيب إيه أعمل إيه، خلي في بالك أنا عاوزاه يحبني بجد مش هاروح واقوله نمثل أنا عاوزاه يحبني وأعيش قصة حب, ونتخطب وتقلب بجوازة.
ثم تابعت بحزن: طب ويا ترى هيحبني في أقل من شهر، هيلحق يعجب بيا.
أومأت بقوة تلك الصغيرة اللئيمة وهتفت بمكر: طبعًا هيحبك وبقوة كمان، يابنتي الحب بيجي في ثانية، بس أنتي اسمعي كلامي وهو من أول مقابلة هيقولك بحبك بموت فيكي.

قالت رغد بحيرة من أمرها: طب أعمل إيه؟، قوليلى أنا لبخة أوي.
جذبتها مريم لمستواها وهتفت بالقرب من أذنها: بصي يا ستي، أول حاجة وهي إنك تروحي مع خالتك العيادة بتاعته...

وقفت على باب المصعد تجذب خالتها بقوة لداخله مع صياح خالتها عليها
لا والله أبدًا ما أركبه، عندي فوبيا منه يابت يا رغد.
هتفت بحنق: ياخالتو الله يرضا عنك اركبي بقى، أنا مش هاطلع 4 أدوار على رجلي وفيه أسانسير.
قالت خالتها بإصرار واضح: لأ يعني لأ.
زفرت بضيق وجذبت يد خالتها تساعدها في صعود الدرج، مع تأوهات خالتها بالألم من ساقيها، أخيرًا رأت تلك اللافتة المضيئة باسم بطلها ( دكتور / عبد الرحمن الفيومي).

هتفت لنفسها بفرحة: طب والله اسمه سينمائي.
دلفت وجلست تنتظر معاد كشفهم وهي تفكر مليًا فيما أملته عليها الوقحة أختها، استفاقت على لكزات خالتها في يديها وهي تقول:
يابت ركزي معايا، سرحانة في إيه.
قالت رغد بضيق واضح: عاوزة إيه يا خالتو؟، خير يا حبيبتي.

هتفت خالتها بمكر: بقولك لسه مش موافقة على الواد ابني، طب والله الواد مالك ده ابن حلال مش اكمنه ابني يعني، لا أنا لو ليا بنت حلوة زيك كدة، هاجوزهاله على طول ما شاء الله عليه أدب واحترام ومهندس قد الدنيا وبيشتغل في قطر.
ابتسمت ابتسامة مصطتنعة وهي تهتف بخفوت: آه وكملي بقى، إيه بقية مواصفاته، دبش في الكلام، بكرش، بيلبس نضارة كعب كوباية، مبيعرفش يقول كلمتين على بعض، إيه أكلمك ولا لسه...

ضربتها بخفة على رأسها وهتفت موبخة: ما تلاحظي ياختي إنه ابني، إيه نازلة تهزيق في الواد، طب والله هو طفش من كلامك اللي زي السم ده، وياعالم هيرجعلي امتى.
لوت شفتيها بتهكم وقالت: خليه هناك أحسن مريح والله.

نادت السكرتيرة على اسم خالتها، تعالت ضربات قلبها، وتوردت وجنيتها باللون الأحمر وشعرت بارتفاع درجة حرارتهما، هاجمتها آلام مفاجئة في بطنها كمن تقدم على امتحان، هندمت ثيابها جيدًا، وأمسكت يد خالتها تساعدها في المشي، رأت مرآة على جانب غرفة الطبيب صدمت مما رأت وجنيتها تزداد احمرار مع لون البلاشر الفاتح التي أصرت مريم على استخدامه، مدت يديها سريعًا تزيله بقوة، رأتها خالتها وهتفت موبخة: ياقليلة الربيا بتحمري خدودك يابت قبل ما تدخلي لدكتور.

هتفت بخفوت بنبرة محذرة: اسكتي يا خالتو، بالله عليكي اسكتي خالص.
دلفت للغرفة بخطوات ثقيلة، جابت بعينها في أرجاء الغرفة، رأته يجلس ويرتدي نظارة طبية أنيقة، ويبستم بلطف، دق قلبها بعنف وهتفت في سرها: الله إيه الحلاوة دي، ده زي ماقالت البت مريم، لا طلعتي بتفهمي.





تحدث الطبيب برسمية: إزيك يامدام وفاء أخبارك إيه؟
هتفت بعبوس: تعبانة يادكتور والله والعلاج كأنه مش عامل حاجة.

هتف الطبيب بعملية: معلش علاج الخشونة بياخد وقت، اتفضلي على أوضة الكشف مع الممرضة عشان نكمل كلامنا.
أومأت له وفاء وهي تسير مع الممرضة، بينما كانت رغد في عالم آخر، تراقبه بقوة كل حركة، كل كلمة يتفوه بها، وقميصه الأبيض، تخيلت حذاءه، انتبهت على حديثه:
أنتي حضرتك بنت مدام وفاء.
حمحمت بحرج وهتفت بخجل: آه، لا أنا بنت أختها.
أومأ وهو يبتسم بلطف: أهلًا وسهلًا، العيادة نورت.

جلست بأريحية أكثر بعدما أن كانت تجلس بتوتر، ومدت يديها سريعًا تصافحه بابتسامة عريضة: أنا رغد في سنه رابعة كلية أداب قسم فرنساوي.
تعجب هو لطريقتها تلك، فمد يديه يصافحها بود وهتف: أنا دكتور عبد الرحمن، دكتور خالتك.
اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بتعجب: دكتور خالتي.
ضحك الآخر ثم هتف بمزاح: إيه ده أنا قولت كدة، لا إزاي مقولتش كدة.

ساد الصمت في الغرفة ولكن ظلت الابتسامات على وجههم، حتى قاطع الصمت صوت الممرضة: اتفضل يا دكتور، المدام جهزت.
نهض عبد الرحمن وهو يتحرك صوب غرفه الكشف، ثم مال بخفة على رغد الواقفه تتابع بخبث حذائه، كما تخيلته بالضبط، هتف بهمس شديد:
متنسيش تبقي تسيبي رقمك عشان أطمن على خالتك، أصلها خشونتها صعبه أوي ومحتاجة متابعة.

ابتسمت بخجل وهي تهز رأسها بالموافقة، اختفي من أمامها، سرعان ما قفزت لأعلى بخفة وهي تهتف في نفسها بفرحة: الله، لقيت الحب أخيرًا، لا وإيه جريئ.

قفزت مريم عدة قفزات متتالية على الفراش وهى تهتف بحماس: الله عليكي يابت يامريم، طب والله أنا مفيش مني اتنين.
جذبتها رغد لتجلس على الفراش وهتفت: قوليلي إيه بقى الخطوة اللي بعدها، إيه المفروض يحصل.
أشارت لهاتفها الموضوع جانبًا وأردفت: المفروض إنك تكلميه طبعًا، تقوليله إزيك يادكتور، معلش أصل خالتو رجليها واجعاها أوي، وكلمة منك على كلمة منه والكلام هيجر.
طب أكلمه واتس ولا اتصال؟!

حركت بؤبؤ عينها بسرعة ثم هتفت باندفاع: لا كلمي مسجات واتس الأول يالا ابدئي.
قالت رغد: مش لسه بدري متهايألي، ده أنا لسه جاية من عنده.
أخذت الهاتف وعبث به وكتبت له: إزيك يادكتور عامل إيه؟!، .
اتسعت عيناها بصدمة وهتفت: أنتي بتعملي إيه يخربيتك يا مريم.
زفرت الأخرى بحنق وهتفت: أصلك باردة أوي وهتاخدي وقت لغاية ما تتعرفي عليه، احنا في عصر السرعة ياماما...

قاطع حديثها صوت نغمة وصول رساله على الواتس، نظرا بسرعة للهاتف فوجدا:
أنا كويس، صورتك حلوة جدًا يا رغد، آه اسميحلي أقولك يارغد.
أشارت مريم بسرعة للهاتف وهتفت بسعادة: أهو رد، رد اسم الله عليا، خدي بقى اتكلمي معاه، وأنا هاطلع اتخانق مع الواد محمد على الأيباد.
خرجت مريم من الغرفة وهي تغمز لها بشقاوة، بينما تمسكت رغد بقلبها وهتفت موجهة له الحديث: اهدا، أبوس إيدك، احنا لسه في الأول.

مسكت هاتفها وكتبت مع ابتسامة عريضة على وجهها: طبعًا قولي يارغد، وأنا هاقولك يا عبد الرحمن يعني لو مش هتضايق..
جاءها رده السريع: أنا أتضايق منك، أنا!، طبعًا قولي ياعبد الرحمن، أو عبده، أو حتى بودددي.
ضحكت بمرح وهي تهتف لنفسها: بودي، طب والله لأسجلك بودي
ثم كتبت له: احم، خالتو تعبانه جدًا يا عبد الرحمن.
بعث لها ملصق أو ما يسمى الأيموشن حزين مصحوبًا برساله: خالتك إيه بس دلوقتي خلينا في قلبي التعبان ده..

ألقت الهاتف سريعًا وهى تصرخ بجنون: قالي قلبه تعبان آه، آه ياقلبي، أخيرًا لقيت الحب...

توالت الرسائل والمكالمات اللطيفة بينهم لمدة خمسة أيام مع توجيهات مريم، حتى فاجئها بطلبه السريع:
رغد، احنا لازم نتقابل، نفسي أقعد معاكي وأتكلم كدة وش لوش.
تراقصت دقات قلبها بفرح كتبت سريعًا: أوك هاقابلك في...
وجاء اليوم الموعود وتأنقت بوضع ذلك الطلاء في أظافرها، حتى سمعت أختها وهي تقول: بقولك إيه كوني لطيفة، حنونة، خفيفة، تشربي إيه، مشربش، تعملي إيه ماعملش، تاكلي إيه، ماكلش...

قالت رغد مستنكرة: هو أنتي هتقوليلي أقول إيه كمان، لا بقولك إيه مش اكمني مشيت وراكي يبقى تقوليلي أتعامل إزاي لا ياماما، أنا بطريقتي معاه هاخليه يقولي بحبك يارغد النهاردة.
رفعت حاجبيها ببرود وقالت: بقى كدة يارغد، مع أول السكة تبعيني، ماااااشي.
هتفت رغد بلامبالاة: لا أقعدي متمشيش، يالا سي يو بقى أروح لقلبي بودي.

ذهبت سريعًا للمكان المنشود، وتجولت بأبصارها في المكان، وجدته يجلس بأناقته المعهودة بجانب النيل، تقدمت منه ببطء، رآها تتقدم منه، نهض وهو يبتسم لها ويهتف: أخيرًا يا رغد جيتي، ده أنا قولت قلبتيني.
هتفت بخجل: لا مش أقدر أقلبك أبدًا.
جلست وهو جلس مقابلها ويهتف بخفوت: ليه يارغد متقدريش تقلبيني؟!
توترت قليلًا وهتفت بتلعثم: عشان، عشان...
قاطعها وهو يتقدم بجذعه العلوي نحوها ويهتف بمكر: عشان بتحبيني صح.

ابتعد قليلًا وهي ترجع خصله من شعرها للخلف بتوتر: ها...
أمسك يديها، وطبع قبلة رقيقة عليهما وقال: وأنا كمان بحبك جدًا.
هتفت سريعًا وعلامات الذهول على وجهها: ها أنا، أنت بتحبني في خمس أيام، معقولة.
غمز لها بعبث وقال: زي ما أنتي حبتيني في خمس أيام، الحب مالوش وقت ولا كبير.

مالت بوجهها ناحية اليمين وهي تبتسم بسعادة، وتشرد في أيامها المقبلة المليئة بالسعادة والحب والورود الحمراء، وال، قاطعها صوته وهو يقول: رغد أنا هاقوم أدخل التواليت أوك، اطلبي حاجة لغاية ما آجي.
أومأت له وهي تمسك ذلك المجلد المخصص للكافية وتتفصحه بتركيز حتى قاطع انتباها صوت رنين هاتفه المستمر، جذبته وهي تنظر لصورة امرأة وتحمل طفل صغير يبتسم بمرح، قرأت الاسم وإذ به مكتوب my wife، اتسعت عيناها بصدمة...
تاااابع اسفل


v,hdm thvs hgHpghl hg,v]dm

 
 






look/images/icons/i1.gif رواية فارس الأحلام الوردية
  22-01-2022 07:23 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

جذبتها والدتها من مرفقها وهتفت بخفوت: خدي هنا يا مقصوفة الرقبة، أختك مالها يابت.
مطت شفتيها للأمام متصنعة عدم الامبالاة مردفة: مش عارفة ياماما ما تسأليها وأنا مالي.
ابتسمت خالتها بمكر وهتفت: بقى أنتي متعرفيش مالها، أقطع دراعي إن ماكنتي أنتي السبب.
أشارت لنفسها مردفة باستنكار: أنا!، هي أي مصيبة تلزقوها فيا وأنا مالي.

ضربتها والدتها على رأسها بخفة مردفة بتحذير: بت لمي لسانك أصل والله أضربك على بوزك ده، ادخلي دلوقتي واعرفي منها في إيه بالظبط، حصل إيه لكل العياط ده.

أومأت وتمتمت بضيق: طيب هادخل أهو.
تابعتها والدتها ببصرها وهي تدلف لغرفة رغد، ثم مالت قليلًا على أختها وأردفت بخفوت: ياترى في إيه يا وفاء؟
هزت كتفيها بلامبالاة وهتفت: معرفش ياختي، بس نصيحة مني ركزي مع بناتك شوية، هما بيكبروا يا سعاد ومحتاجين اهتمام منك أكتر من الأول، ميبقاش كل الاهتمام بالواد.

أنهت حديثها وتركتها واتجهت للبلكون و هي تمسك بكوب الشاي ترتشف منه بتلذذ، بينما غمغمت سعاد بحنق: هاخاد بالي من إيه ولا إيه..

جلست على طرف السرير بعيدًا عنها بحذر، وباتت تراقب المشهد الدرامي بابتسامة مكتومة، بداية من بكاء رغد وهتافها لنفسها بال (أنا غبية )، وأكوام المناديل التي تفترش السرير بكثرة، زفرت بحنق حسنًا يكفى نواح ألم تكتفي تلك الغبية كما تنعت نفسها بكاء إلى الآن، فحمحمت بصوت عالي وهتفت بحذر: رغد
هتفت من بين شهاقتها: نعم.
قالت والفضول يكتسي ملامحها بقوة: في إيه من وقت ما جيتي من برة وأنتي بتعيطي، حصل إيه؟

حولت رغد بصرها لتلك اللعينة التي كانت السبب الرئيسي في تعرضها لكم من الإهانات من ذلك الوقح، فاندفعت نحوها تجذبها من شعرها وتهتف بغل: أنتي السبب، أنا عيلة عشان أمشي وراكي، أنا إزاي أعمل كدة في نفسي.
قالت مريم بحنق: الله، الله وأنا مالي، هي كل مصيبة تعمليها تقوليلي أنا السبب ولا إيه، اوعي شعري يارغد.

نفضتها رغد بعيدًا عنها وهتفت وهي تلقي اللوم عليها: آه أنتي السبب في كل ده، كان يوم أسود يوم مامشيت وراكي.
حكت رأسها بقوة وقالت بتساؤل: ليه ماتقولي وتخلصي في إيه؟
نظرت لها رغد بغضب وتمالكت نفسها وهي تسرد الحكايه على أختها...

( فلاش باااك )
هتفت بصدمة لنفسها وهي تمسك بهاتفه: يالهوي ماي وايف، مراته، يعني إيه متجوز، لا لا لا مش معقول.
ضغطت على الزر المجيب بأصابع مترددة ووضعته على أذنها واستمعت: ألو، أنت فين ياحبيبي، مجتش على الغدا ليه؟

كتمت شهقتها وهي تضع يدها بقوة لعدم إصدار صوت، بدأت الدموع تتخذ مجراها في مقلتيها لاستماعها لباقي الحديث: أنت بردو لسه زعلان مني؟ أنا آسفة ياحبيبي مش هنام وأسيبك تاني، بس أعمل إيه البيبي مدوخني معاه طول النهار، وأنت شايف قد إيه أنا بتعب مع ابنك.
إلى هذا الحد وصدر صوتها وهي تهتف بصدمة: ابنه!

فردت المرأة سريعًا: إيه ده أنتي مين، أنتي بتردي على تليفون جوزي ليه؟، هو بيخوني تاني.
أنهت رغد المكالمة سريعًا، وهي تبكي بانهيار أحلامها الوردية، تقدم منها عبد الرحمن وهو يهتف بتساؤل: إيه ده مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟
تحولت نظراتها من الضعف إلى القوة وهتفت بغضب: حبيبتك!، أنت ليك عين تقولها، آه يا وقح ده أنا هافضحك.
رفع أحد حاجبيه وأشار على نفسه مردفًا: الكلام ده ليا أنا؟

أومأت بقوة وهي تهتف بنبرة عنيفة: آه ياخويا ليك، بتلعب بيا وبتقولي بحبك وأنت متجوز ومخلف كمان، آه يا كداب، خدعت كام بنت قبلي ياحيوان أنت.
استمع لحديثها بوجه خالٍ من التعبيرات، وأرجع ظهره للخلف وهو يضع ساق على الأخرى ويهتف ببرود: ميخصكيش خدعت كام واحدة,، وبعدين يابيبي أنا مش ذنبي إنك مغفلة وماشية تحبي على نفسك.

نهضت بغضب ونظرت له شرزًا وهتفت بتعالٍ: أنا مش مغفلة ولا ماشية أحب على نفسي، أنا محترمة غصب عنك يا سافل، أنت اللي وقح وماشي تضحك على بنات الناس وأنت متجوز ومخلف طب احترم نفسك واحترم مراتك اللي قاعدة في بيتها ونايمة على ودانها ومفكرة إن جوزها إنسان محترم وهو يعني إنسان وقح مترباش أصلًا.

قالت حديثها الأخير بنفس واحد، لدرجة أنها تنفست الصعداء فور انتهائها مسكت كوب الماء وهي تدفعه بالكامل في وجهه، شهق بصدمة من ردة فعلها المفاجئة والقوية، بينما كان هو تحت تأثير الصدمة اندفعت هي صوب الخارج تحت نظرات الناس الفضولية، سارت بخطى ثابتة وبتعالٍ، فور خورجها اندفعت عيناها بسيل من الدموع...
(باك).

يالهوي يعني الموكوس على عينه طلع متجوز، معلش يا رغد، خيرها في غيرها، والحمد لله إنكوا لسه على البر.
التوي فمهما بسخرية وأردفت: على البر!، آه ياختي ماهو اللي إيده في المياه مش زي اللي إيده في النار، أنا اللي اتهنت وسمعت كلام زي السم، وقلبي اتكسر.

رفعت حاجبيها ببرود وهي تهتف بتهكم: لا الإهانه دي ابلعيها واشربي وراها كوباية مايه، أصلها مش هتلزق ياحبيبتي، بس قلبك اتكسر ليه لامؤاخذة هو أنتي لحقتي تحبيه ده هما خمس أيام عمي.
نظرت حولها بسرعة فرأت تلك العلبة الموضوعة جانبًا، جذبتها سريعًا وألقتها في وجهها وهتفت موبخة: أبلعها وأشربها، اطلعي برة مشوفش وشك أنتي السبب.

تفادت العلبة بمهارة كأنها معتادة على تلك الحركات المفاجئة، ونهضت سريعًا وهي تتجه صوب الخارج وتتمتم بضيق: طالعة ياختي، يكونشي بتطرديني من الجنة.
وما إن أغلقت الباب حتى قالت بصوت عالٍ نسيبًا: مش ذنبي إنك هبلة.
وضعت أذنها على الباب وسمعت رغد تهتف بتوبيخ: بس يا حمارة، أصل أقوملك.
استدرات بسرعة رأت والدتها وخالتها في ظهرها يرمقونها بتركيز، فهتفت: في إيه ياجدعان خضتوني.

هتفت والدتها بتساؤل: أختك بتشتمك ليه يابت؟
قالت مريم: هي من امتى عاملتني حلو أصلًا، متركزوش أنتوا بس، ورحوا اقعدوا كدة في أي حته، مش كل ما أمشي في حته ألاقيكوا ورايا ياجنبي يا في وشي.
تركتهم وذهبت بصوب غرفتها، نظرا لبعضهما بصدمة فهتفت وفاء: الصراحة فشلتي في تربيتها، والله تربية شوارع.

بينما في غرفة رغد كانت مستمرة في بكائها على تحطم قلبها وأحلامها الوردية، فهمست لنفسها: أنا عمري ما أعمل اللي عملته ده تاني، أكيد الحب هايجيلي بس أكيد في وقته.

صباحًا
مسدت والدتها بحنان على رأسها وهتفت بخفوت: رغد.
تململت رغد في نومتها وفتحت عينيها بتثاقل فهتف والدتها بانبهار: سبحان من صورهم.
تأففت رغد بوضوح وهتفت: بلاش أم الجملة دي بتفكرني بمالك ابن خالتو، وأنا مبحبش افتكره.

هتفت والدتها بعتاب: ليه يا رغد بس، يابت من كتر كلامك الوحش ده عليه خالتك بتاخد في نفسها وبتزعل مهما كان ده ابنها الوحيد، ومالك ميستهلش منك كدة، أنتي ناسية كان بيسيب مذاكرته ويقعد يذاكرلك في الثانوي.
ابتسمت بتهكم: آه مش فاهمة يعني دي جميلة ولا إيه؟، ياماما أنا كنت بقعد بس معاه عشان خاطركوا بس هو ولا بيعرف يشرح ولا بيعرف يعمل حاجة في دنيته، طب تصدقي مالك ده عمره مايتجوز بشكله ده.

هزت والدتها رأسها بنفي وهتفت موضحة: لا لا لا، عمر الجواز ما كان بالشكل ياحبيبتي ولا حتى بالفلوس، الشكل رايح رايح والفلوس مسيرها تروح بردو.
تنهدت رغد بقوة وأردفت: انتي عاوزة إيه ياماما مني، أنتي بتصحيني عشان نتكلم عن مالك كوباية.
نهرتها والدتها بقوة: يابت بس بقولك، خالتك هتزعل منك تاني لو سمعتك وهاتروح بيتها، قومي يالا اغسلي وشك والبسي عشان تروحي معاها البنك.

أغلقت عينيها استعدادًا للنوم مرة أخرى وهتفت بخفوت: ليه؟ خير.
هزتها والدتها بقوة وهي تنهرها مرة أخرى: يابت بقولك قومي عشان تروحي مع خالتك، مالك باعتلها فلوس وهي ممكن يضحك عليها هناك في البنك.
أبعدت الغطاء ملقية إياه أرضًا، وهي تهتف بتذمر: يادي مالك على سنين مالك، على اليوم اللي مالك بقى فيه ابن خالتي.

خلعت نظارتها الشمسية بتأفف واضح مردفة: كان لازم ياخالتي نيجي النهاردة، ما كنا نستني بكرة ولا بعده البنك زحمة أوي وكدة مش هانخلص.
أجابتها خالتها بملل: البنك كل يوم زحمة، من امتى كان فاضي ياختي.
أرجعت رأسها للوراء وهي تراقب الأرقام على اللوحة الموضوعة أعلى، ففتحت تلك الورقة المطوية في يديها: يانهار أبيض كدة مش هنخلص والله.

مرت ساعه ثم اثنتين ثم ثلاث حتى أخيرًا أضاءت اللوحة برقمهما، فزفرت بضيق: أخيرًا، يالا ياخالتي خلينا نخلص من أم الموضوع.
وسع كدة يا أستاذ لو سمحت.
وأعطتها لموظفة، وبعد مرور دقائق هتفت بضجر: أومال في إيه يا آنسة؟
قالت الموظفة بعملية: الظاهر في عطل في السيستم ثواني بس أنادي زميلي يشوف العطل منين.
أمالت على خالتها تهتف بمكر: والله مالك ابنك ياخالتي باصص في الفلوس، معفن وأنا عارفاه.

لكزتها خالتها في يديها وهي تقول موبخة: ماتلمي نفسك يارغد.

انتبهوا على حمحمة رجل حولا بصرهما نحو مصدر الصوت، كانت كل واحدة في وداي آخر، وفاء الحزينة الذي أبلغها الموظف بوجود خطأ في السيستم وطلب منها التأكد من تحويل المال من الحساب الآخر، بينما كانت رغد تسبح في أحلامها الوردية مجددًا!، فارس أحلامها أمامها، تأملته جيدًا بداية من لحيته التي تذين وجهه وملابسه الأنيقة وطوله الفارع وعضلاته العريضة فتهتف لنفسها بصوت عالٍ: ومحاسب.

فالتفت إليها خالتها والموظف، فتنحنحت بحرج وهتفت بصوت ناعم: آسفة، حضرتك بتقول إيه؟
ابتسم الموظف بتهذيب وهتف: أنا قولت للمدام أبقي اسأليها عشان وقت العملاء
ثم تابع حديثه موجهه لوفاء: زي مافهمتك يا مدام.
أومأت وفاء برأسها، بينما كانت رغد تهرب بأعينها منه بسبب إحراجه لها، فاصبغت وجنيتها باللون الأحمر، تمسكت بخالتها وتحركت صوب الخارج تجر خلفها خيبة آمالها، فأوقفها صوته مناديًا إياها: لو سمحتي يا آنسة.

التفتت بحذر وهي ترمقه بتساؤل وتشير على نفسها: أنا
أومأ براسه وهتف: آه أنتي.
تركت يد خالتها وتحركت صوبه وهي تهتف بقلق: نعم.
رقمك بس، عشان أسجل بيه الشكوي.
قالت رغد: شكوي، آه اتفضل أهو 010.
فهتف مرة أخرى: اسمك بقى.
رغد محمود محسن.
أشار لها بالذهاب وهو يبستم: ماشي اتفضلي أنتي يا آنسة رغد.
ذهبت لخالتها، فامسكتها خالتها وقالت بفضول: كان عاوزك ليه؟
هتفت بلامبالاة: كان عاوز رقمي عشان يسجل بيه الشكوى.

قالت خالتها بتعجب: شكوى!، هو أنا قدمت شكوي.
أجابتها بضيق: أنا أعرف ياخالتي، تلاقيها إجراءات يالا نروح أصل صدعت.

جلست ليلًا وحدها في غرفتها تستمع لأغاني اليسا الحزينة وتدندن معها بحزن على حالها، أمسكت هاتفها تتصفح الفيس، وتراقب أكونتات أصدقائها ومنشوراتهم حتى هتفت بتهكم: حتى أنتي يا سلوى يا معفنة دخلتي في علاقة، الظاهر أنا اللي هاعنس ولا إيه.
ظلت تتصفح الفيس، الانستجرام وصور أصدقائها البنات حتى أغلقت الهاتف بملل وهتفت لنفسها: أنا أذاكرلي كلمتين ينفعوني بدل حرقى الدم دي.

وما إن لبثت تقرأ صفحة حتى أصدر الهاتف صوتًا ينبه بوصول رسالة على الواتس، فتحت هاتفها بملل حتى قطبت ما بين حاجبيها ولكن سرعان ما اتسعت عيناها بسبب ظهور صورة موظف البنك مبعوثًا برسالة: مساء الخير يا آنسة رغد.
فتحت الصورة تتأكد من صورته، فهتفت لنفسها: يالهوي ده هو هو، عاوز مني إيه، اهدي يا رغد.
فكتبت بأصابع مرتعشة وقلب ينبض بقوة: مساء النور.

فأتاها رده سريعًا: مساء الورد على عيونك ياقمر، أولًا أنا عمر مرسي موظف البنك، ثانيًا أنا آسف على طريقتي الصبح بس احنا لازم نكون جدين في الشغل.
ظهرت شبح ابتسامة على ثغرها ثم كتبت: لأ عادي مفيش مشكلة يا أستاذ عمر، خير في مشكلة في شكوى خالتو؟
أتاها رده سريعًا: لا شكوى إيه بس، دي كانت حجة عشان آخد رقمك، وبعدين أنا بكلمك عشان عاوزك تقبلي عزومتي على الغدا بكرة علشان أسامح نفسي من معاملتي الوحشة ليكي.

قطبت ما بين حاجبيها: ده سريع أوي، إيه الهبل ده، يالا خليني معاه للآخر.
ردت عليه: ميرسي لذوقك مالوش لزوم، أنا خلاص تفهمت الموضع.
لا والله أبدًا لازم أقابلك بكرة، يالا وافقي هاستناكي في مطعم، مضطر أقفل، سلام.
هتفت لنفسها: إيه داهبيحطني أمام الأمر الواقع ولا إيه.
فكتبت: لا مش هاينفع...

لكنها توقفت عن الكتابة، وهي تفكر جيدًا حتى لا تضيع تلك الفرصة، فارس أحلامها يطلب منها مقابلته لهذه الدرجة أعجبته، قاطع تفكيرها دخول مريم وهي تقول: رغد ماتجيبي التربون النبيتي بتاعك.
نظرت لها رغد بتركيز ثم نهضت وسارت نحوها بخطوات بطيئة وهتفت بابتسامة لطيفه مصطتنعة إلى حد ما: مريم، مريومتي..
عادت مريم خطوتين للخلف وهي تقول بخوف مصطتنع: في إيه هاتموتيني ولا إيه.

أمسكتها من يديها وهتفت بفرح: لا مش هاموتك، ده أنا عاوزة شورتك، أنا النهاردة قابلت فارس أحلامي كل اللي أنا عاوزاة يا مريم فيه، وكمان بيشتغل في بنك، وهو اللي طلب رقمي، وكمان كلمني دلوقتي بيعزمني على الغدا بكرة.
اتسعت عيناها بذهول من كم التطوارات فهتفت بحماس: لا أنتي تحكيلي بالتفصيل الممل.
أخذتها رغد وجلست وسردت لها كل ماحدث، فصفقت تلك المجنونة بحماس: الله عليكي يا رغود، مدوباهم ياختي بجمالك ده.

هتفت رغد بابتسامة على ثغرها: طب وطي صوتك هانتفضح، قوليلي أروح ولا لأ.
أومأت بقوة وهتفت: طبعًا لازم تروحي، ياحبيبتي خديها من أختك الصغيرة الفرصة بتجي مرة واحدة بس، ولما تجيلك بقى استغليها بسرعة.
أطلقت تنهيدة قوية وهتفت بحيرة: مش عارفه أعمل إيه، خايفة أوافق بسرعة كدة، يفهمني غلط.

قالت مريم: لا مش كدة على فكرة، طب أقولك ياستي مش هو اللي جري وراكي وطلب رقمك وكلمك أنتي مش سعتيله، لكن احنا سعينا للموكس الأولاني.
هتفت رغد بعصبية: يوووة مش تفكريني والنبي، أنا رزعته بلوك من حياتي.
قالت مريم: طب اسمعي كلامي، اضربي طقم نار بكرة وروحي.
رمقتها رغد برجاء: طب زوغي بكرة من الدروس تعالي بكرة معايا عشان خاطري، عشان بس ميفهمش إن أنا مدلوقة عليه.
هتفت مريم بسعادة: يا سلام من عنيا.

سارت بجانب أختها، متمسكة بيد مريم بقوة حتى هتفت مريم: إيه ده مال إيدك باردة كدة ليه؟
هتفت بقلق: أنا لما بتوتر إيدي بتبقى تلج.
هتفت مريم مستنكرة: ليه أنتي داخلة امتحان ثانوية، فكي كدة.
هتفت رغد سريعًا: أهو أهو يامريم اللي لابس تيشرت أسود.
حولت مريم بصرها إلى حيث أشارت لها رغد، فأطلقت صفيرًا خافت وهتفت: أووبااا إيه الحلاوة دي، ده أحسن من الصورة.
هتفت رغد بتحذير: بس بس جاي علينا.

أقدم عليهما عمر بابتسامة لطيفة، وعيناه متركزة على مريم: إزيك يارغد أنا سعيد إنك قبلتي عزومتي
ثم حول بصره لرغد متسائلًا: مين القمر؟
قالت رغد: دي مريم أختي، أختي الصغيرة.
مريم بمرح كعادتها: مش صغيرة أوي يعني في أولى ثانوي.
تفحصها جيدًا وهو يقول: صح مش صغيرة فعلًا، يالا بينا نروح على الترابيزة ونطلب الغدا.
جلسوا ثلاثتهم، عمر المبتسم، رغد المرتبكة، ومريم المجنونة التي تغمز بخفة لرغد.

قال عمر: نطلب حاجة نشربها قبل الغدا، إيه رأيكو.
مالت مريم على رغد تهتف بهمس منخفض للغاية: أمور ونزيييه.
وضع النادل المشروبات ساد الصمت بينهم حتى هتفت مريم: هو أنت مرتبط ولا سينجل.
ابتسم عمر: لا سينجل.
لكزت مريم رغد في ساقها بخفه مع غمزة خفيفة من عينيها.
اتسعت ابتسامة رغد وعادت من جديد ترسم حياتها مع عمر فارس أحلامها.

توالت الأيام مقابلتهما ومكالمتهما وكل شخص تعرف على الآخر أكثر ولكن مع وجود مريم في كل مقابلة ومع إصرار عمر بمجيئها...
وبعد مرور 8 أيام طلب عمر من رغد مقابلتها على انفراد دون مريم، فتراقصت مريم فرحًا وهي تهتف: ايوة بقى مش عاوزني آجي عشان يقولك بحبك.
هتفت بابتسامة عريضة: أنا متفائلة المرادي، إن شاء الله خير أنا هاروح أقابله بقى.

جلست أمامه وعلى ثغرها ابتسامة جميلة وتورد وجنتيها، تنتظره أن يتحدث حتى قاطع الصمت صوت عمر المرتبك قليلًا: رغد أنا عاوز أفاتحك في موضوع، بصي أنا عارف إنك ممكن تقولي عليا اتسرعت شوية، بس لا مدام لقيت شريكة حياتي لازم آخد خطوة صح.
في هذه اللحظة ومع حديثه ذلك تسارعت أنفاسها المضطربة، وزادت دقات قلبها، الآن حلمها أصبح حقيقة، الآن فارس أحلامها يعترف بحبه لها.
فعاود عمر الحديث: رغد أنا عاوز اتجو...



look/images/icons/i1.gif رواية فارس الأحلام الوردية
  22-01-2022 07:24 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث

رغد أنا عاوز اتجوز مريم أختك، أنتي ممكن طبعًا تستغربيني وكدة طبعًا أنا أكبر منها بس الحب مالوش سن، حقيقي هي شدتني بملامحها وعفوياتها، قولت أجيبك النهاردة ونتكلم من غيرها، إيه رأيك؟
نظرت حولها نظرات مبهمة، أمسكت ذلك الكوب وارتشفته مرة واحدة حتى تستوعب ما يقوله ذلك الأبله، يريد الزواج من أختها، مريم!، أيعقل مايحدث لها، استفاقت على صوته وطرقاته على الطاولة.

قال عمر بتوتر: إيه يا رغد أنا مش عاجبك ولا إيه؟
تمالكت نفسها، ومنعت دموعها بالهبوط، هتفت بصوت مرتبك للغاية وهي تحاول أن تستعيد جزء من كرامتها: لا أنت إنسان كويس وأنا سعيدة إني اتعترفت عليك.

تعمدت أن تضغط على حروف جملتها، حتى ترسل له رسالة مبطنة أن أنا من أحلم بذلك الزواج أيها الأبله وليس مريم أختي، ثم تابعت حديثها برسمية:
بس يا أستاذ عمر مريم أختى لسه في أولى ثانوي، وأهلي هيرفضوا وهي كمان هترفض لأن دراستها دلوقتي أهم، عن إذنك.

نهضت وتناولت حقيبتها، إلا أنه هتف سريعًا: اهدي بس يا رغد، الكلام أخد وعطا، وبعدين لو على أهلك مش هيوافقوا عشان أنتي مش مرتبطة، انا ليا واحد صاحبي كان شافك في البنك وأعجب بيكي، هنظبطكوا مع بعض، أوك.

توسعت عيناها بصدمة من وقاحته، ابتلعت تلك الإهانة وهتفت بكبرياء وبحدة: على فكرة أنت لخبت في الكلام جامد، ومين قالك إن أنا مش مرتبطة لا أنا مرتبطة ويعتبر في حكم المخطوبة لابن خالتي البشمهندس مالك، أما بقى بالنسبة لأختي مريم فالموضوع مرفوض تمامًا.
تركته وذهبت سريعًا بقلب محطم وآمال مدمرة، وللمرة الثانية تحول حلم فارس الأحلام الوردية من حلم جميل إلى كابوس مزعج.

دلفت إلى شقتهم، وجدت خالتها ووالدتها وأخاها يجلسون يتحدثون عبر الهاتف مع مالك، أشارت لهم بيديها، حتى هتفت والدتها سريعًا: تعالي يا رغد سلمي على مالك.
قالت بلامبالاة وهي تتجه لغرفة أختها: سلميلي أنتي عليه.
أمسكت المقبض وفتحت باب الغرفة فتحة صغيرة، سمعت الأغاني المنبعثة بهدوء من الغرفة التوى فمهما بسخرية: فايقة ورايقة والله.
وما إن وضعت قدمًا تخطو خطوة للأمام تسمرت قدمها لما سمعته...

زفرت بضيق وهتفت: أعمل إيه ياعمر أنا بحاول أخليها تحب أي حد، أنا حاسه بالذنب من ناحيتها أوي دي مهما كان أختى بردو، هيكون ردة فعلها إيه لما تعرف إننا بنحب بعض.
اندفعت لداخل الغرفة تجذبها من يديها وهي تهتف بصدمة واضحة على ملامحها: أنتي يا مريم، يطلع منك ده كله، بتحبوا بعض ومخبية وسايبني مختلفة أحب فيه.

زدات وتيرة الارتباك لدى مريم وهتفت بتلعثم: اهدي بس والله العظيم، أنا خفت أقولك لتزعلي مني واكمني بحب وأنتي لأ.
أشارت على نفسها مستنكرة: أنتي بتعايرني يا مريم، اخص عليكي.
ثم تابعت حديثها بحزن: على العموم ألف مبروك قوليله يجي ويتقدم، أنا لايمكن أوقف سعادتك أبدًا، كان يقولي ويفهمني من الأول بدل الحوار ده.
قطبت مابين حاجبيها وهتفت بتساؤل: استني بس هو مين ده اللي يتقدم، عمر مش هيتقدم دلوقتي.

نفضتها رغد بعيدًا عنها وهتفت بضيق: ابعدي عني بقولك، بطلي كذب، هو لسه قايلي إنه بيحبك وعاوز يتجوزك.
هتفت مريم سريعًا: مين دا والله عمر ما اتقدم خالص، هو مستنيني لما أخلص، وكمان يترقي في الجيش.
عقدت حاجبيها باستفهام مردفى: جيش!، هو مين عمر بالظبط، أنا قصدى على عمر مرسي موظف البنك.
شهقت بصدمة: يالهوي هو عمر ده عاوز يتجوزني أنا مش أنتي.
ضحكت بتهكم: شفتي الخيبة اللي أنا فيها.

اقتربت منها مريم بحزن، لمست وجينتها بحنان: معلش يا رغد، أنتي اللي غلطانة بردو لما كنتي بتصري إن أروح معاكي، كان المفروض تقابليه لوحدك كان زمانه بيقوله بحبك يارغد.
انفجرت عيناها بسيل من الدموع: - أنتي بتواسيني يا مريم، شفتي حظ أختك المهبب، أنا مكنتش بفهم ليه إصراره إنك تيجي معانا بس دلوقتي فهمت.

رفعت مريم نفسها وطبعت قبلة رقيقة على إحدى وجينتها وهتفت وهي تزيل دموعها بأصابعها الصغيرة: متزعليش يا قلبي، والله هو حمار مبيفهمش، إن شاء الله ربنا هيرزقك باللي أحسن منه مليون مرة.
رغد: لا أنا مش هافكر في الموضوع ده تاني، تولع نرمين على الحفلة على عيد الحب على الرجالة كمان، كرامتي أهم من كل حاجة.
زمت مريم شفتيها بضيق وأردفت: طب روقي بالك بقى، ماما لو شافتك كدة هاتشك وش.

أخذت نفسًا طويلًا وأخرجته ببطئ لعلها تخرج كم الأحزان التي بداخلها مع ذلك النفس، نظرت لمريم وهتفت متسائلة بحدة مصطتنعة: أومال مين عمر ياهانم، أنتي في أولى ثانوي فاضية للحب والكلام الفاضي ده.
هتفت مريم بمرح: طب بذمتك الحب كلام فاضي يا رغود.
ضربتها بخفة على رأسها وهتفت بصرامة: لا أنا بتكلم جد مين عمر ده يا مريم.
هتفت مريم بخفوت: أقولك ومتقوليش لحد عشان أمك لو عرفت هاتشلوحني، وبالذات لو عرفت هو مين.

أومأت رغد برأسها وحثتها على الحديث: آه قولي والله ماهقول لماما على حاجة.
ابتلعت مريم ريقها بخوف من ردة فعلها وهتفت: ده عمر ابن عمتو منال، بنحب بعض من زمان وهو مستني بابا ينزل من السعودية ويخطبني، بس هو بجد بيحبني أوي يارغد، كان عاوز يجي يتقدم بس أنا قولتله بلاش أمك حربايه وهتضايق أمي، وأمي طبعًا هتعند لأنها مبطقش عمتي، والموضوع هايتفركش.

فاجئتها رغد بردة فعلها الهادئة وهي تقول: حبيبتي ربنا يسعدكوا عمر راجل طول عمره، وبيحبنا بجد، وإن شاء الله لما بابا يجي يوافق هو وماما.
هتفت بسعادة: يعني أنتي مش زعلانة مني يا رغود.
هزت رأسها بنفي: لا مش زعلانة يا قلب رغود ربنا يسعدك.

دلفت لغرفتها وأطلقت العنان لعينيها وبكت على حالها، أختها الصغرى وجدت الحب وفارس أحلامها وهي حتى الآن ( العطل ) موجود.

وضعت رأسها على الوسادة وأغلقت عينيها بقوة وهي تتمني ماحدث اليوم يمحى من ذاكرتها للأبد، غاصت في نوم عميق وداهمتها أحلامها مجددًا بفارس أحلامها وهو يأتي على فرس أسود اللون وهي تقف في منتصف أرض وردية اللون وفستانها يتطاير من حولها وتبتسم بسعادة له، اقترب منها وجذبها بيده القوية وأجلسها أمامه على الفرس، ابتسمت ببلاهة في حلمها وكانت نفس ابتسامتها في الحقيقة التي كانت تعلو ثغرها، فتحت عينيها بتثاقل وهي تتثائب حتى اتسعت عيناها بخوف من ذلك الصياح والضجيج بالخارج، نهضت فورًا وخرجت وجدت والدتها تهتف بصوتها الجهور: يعني يا متنيل خالتك تديلك الفلوس تشيلها تقوم تتسرق منك، أومال أنا باعتاك ليه معاها.

وزعت أنظارها بين والدتها وملامح الغضب على وجهها، وخالتها التي تجلس وتضع وجهها بين راحتيها وتبكي بخفوت، وعلامات اللامبالاة التي كانت تكسو وجه أخيها، فخرج صوتها هادئ: في إيه ياجماعة؟

نظرت لها والدتها وهتفت بسخرية: تعالي شوفي أخوكي سبع البورمبة، بعته مع خالتك البنك يستلم الفلوس، وخالتك بتديله شنطتها يشيلها هو، يقوم الأهبل واحد معدي بموتوسكيل يشدها منه، وكمان الأهبل مفروض ياخد خالتو القسم تعمل محضر في حموتها، لا جابها على هنا، شفتي وكسة أكتر من كدة.

ذهبت صوب خالتها وجلست بجانبها وطبعت قبلة أعلى كتفيها وهتفت بصوتٍ حانٍ: متزعليش نفسك يا خالتو فداكي، قومي نروح القسم نعمل بلاغ وإن شاء الله يجبولك الفلوس.

بداخل قسم الشرطة
لو سمحت أنا عاوزة أعمل بلاغ.
أشار لها العسكرى وهتف: ادخلي الأوضة دى، عند الباشا.
شكرته ثم تحركت صوب الغرفة وتجر خالتها ورائها، أدخلها العسكرى، نظرت في أرجاء الغرفة، وجدته يجلس على كرسي جلد ويعطيهم ظهره، سمعت صوته الغليظ: أنا مش قولت محدش يدخل عليا.
هتفت بصوت مرتبك من نبرة صوته الغليظة: كنت عاوزة نقدم بلاغ خالتو شنطتها اتسرقت.

التفت لها وهو مازال جالسًا، رمقها بتفحص من ساقيها لرأسها، ارتعدت هي للخلف عدة خطوات من نظراته الجريئة وحين دققت بملامحه جيدًا، تذكرته جيدًا إنه ماجد السيوفي جارهم بمنزلهم القديم، كان فتى أحلامها، كانت تنظر له خلسة من خلف نافذتها وهو يقوم بتمارينه الرياضية يكبرها بعشر سنوات، استفاقت من تأملها على صوت خالتها التي تهتف بنبرة حزينة: لو سمحت يابني شنطتى اتسرقت، وفيها فلوس وأوراق مهمه.

أشار لها أن تجلس، وتحدث بخشونة: اتفضلوا واحكيلي اللي حصل بالظبط واتسرقت إزاي وفين.
جلست على الكرسي الآخر، وشردت بذهنها هل يتذكرها، ولكن سرعان ما نهرت نفسها يتذكرها كيف وهم تركوا هذه الشقة منذ خمس سنوات
انتبهت على حديثه: إن شاء الله يا مدام وفاء هانلاقي شنطتك في أقرب وقت، ووصيلي سلامي لطنط سعاد.
نعم طنط سعاد!، هل فاتها شئ وزعت نظرها بينهم بعدم فهم حتى هتف هو: إزيك يا رغد، معقول مش فاكراني...

ابتلعت ريقها وهتفت متصنعة عدم التذكر: احم، لا مش فاكراك مين؟..
رفع حاجبيه ببرود وهتف بابتسامة ماكرة: لأ أنتي مش فاكرني، ومش مركزة في كلامنا كمان، المفروض إنه مفكر خالتك بيا من خمس دقايق.
اصبغت وجينتها باللون الأحمر لشعورها بالإحراج، فهتفت خالتها تحاول أن تنقذها من هذا المأذق: معلش يابني أصلها بقت تسرح اليومين دول.

قال ماجد مبتسمًا: لا عادي مفيش مشكلة، وبعدين أنا عارف إنها فاكراني كويس جدًا ولا نسيت أيام الشباك.

قال جملته الأخيرة وهو يبتسم بمكر شديد، سعلت هي بشدة، فقام بهيبته المعتادة وفتح المبرد الصغير الموضوع جانبًا في الغرفة وجذب منه زجاجة مياه وأعطاها إياها وتلك الابتسامة اللعينة لم يتنازل عنها، رفعت بصرها ببطء وأخذتها منه فتلامست أصابعهم فسرت رجفة في جسدها، توردت وجينتها أكثر، فتحتها على استيحاء وارتشفت رشفة صغيرة لعل حلقها يرتوي ويهدأ وتهدأ هي.

مشت بجانب خالتها تتذكر حلمها ورؤيته اليوم هل يا ترى هناك علاقة، لعنت نفسها مرة أخرى على جنونها ف ماجد يكبرها بعشر سنوات من الممكن أن يكون تزوج ولديه أطفال أو في مشروع خطوبة على الأقل، استفاقت على لكزات خالتها لها، فهتفت: نعم يا خالتو معلش مكنتش سامعة كويس.

هتفت خالتها بعصبية: بت أنتي روحي لدكتور اكشفي عنده، أنتي مالك بقيتي تسرحي كتير كدة ليه، كسفتينا جوا مع الراجل، وبعدين إيه حوار الشباك ده يابت.؟
هتفت بلامبالاة: مش عارفة أبقي اسأليه.
هزت رأسها وهتفت: آه منا هاخلي إنك تساله..
لوت فمها بسخرية: وهي ماما هاتكلمه فين؟
هتفت بتفاخر: انا٥ جاتلي فكرة عشان يهتم بسرقة شنطتي ويرجعهالي هاخلي أمك تتصل تعزمه على الغدا بكرة.

وقفت فجأه وهتفت بنفاذ صبر: تعزم مين يا خالتو، ياحبيبتي ده شغله وهو هيقوم بيه على أكمل وجه فبالله عليكي بلاش أفكارك الجميلة دي.
ابعدتها خالتها بعيدًا عنها وهتفت بضيق: مالكيش دعوة أنتي يارخمة.

دخلت أختها سريعًا غرفتها ونظرت لها بصدمة: إيه ده أنتي لسه ملبستيش.
هتفت بهدوء: أنتي شايفاني بعمل إيه، شايفاني بذاكر ألبس ليه بقى.
قالت مريم: ماجد السيوفي أمك وخالتك عزموه وجاي قومي البسي واتشيكي كدة.
هزت رأسها بنفي: لا مش هاقوم واللي في دماغك مش هيحصل يا مريم أنا زهقت وخلاص أخدت قرار مش هاعمل الحركات الصغيرة دي تاني وإن شالله عنه الحب ماجه.

تصنعت مريم الحزن وهتفت: يا خسارة وأنا اللي كنت جاية أقولك إن لما سمعتهم بيتكلموا امبارح بحثت على صفحته على الفيس بوك وعرفت إنه لسه سينجل، وهو ده اللي هايقذف جبهات صحابك.

أجابتها رغد بملل: أولًا أنا مش عاوزة أقذف جباتهم أنا نفسي ألاقي الحب وأحب وأتحب بجد، ثانيًا بقى يامريم ماجد السيوفي بيلعب ببنات ناس كتير ومش محترم وسافل ولسانه ده زفر وأنا لايمكن أفكر فيه، أي نعم أنا كنت معجبة بيه وأنا صغيرة بس وأنا كبيرة وفي سني ده استحالة ارتبط بواحد بيحبني وبيكلم عليا عشرة، أنا كنت بسمع عنه بلاوي وأنا في سنك.

قالت مريم وهي تحاول إقناعها بشتى الطرق: طيب وإيه يعني هو مش وارد في الخمس سنين دول يكون اتغير مثلًا وبقى إنسان كويس، وبطَّل حركات اللي كان بيعملها، هو أنتي مش اتغيرتي عن وأنتي صغيرة وكبرتي ونضجتي أكيد هو كمان وبعدين له حق أنتي مش شايفة عامل إزاي ده جاه ووسامة ودنيا تانية، أهو ده اللي تمشي جنبه وأنتي رافعة راسك لفوق، فكري بس بكلامي وأنتي هتلاقي صح، أنا هاقوم وأنتي البسي يالا.

خرجت مريم من الغرفة وتركت رغد في دوامة تفكيرها هل يعقل أن ماجد السيوفي يتخلى عن طباعه السيئة، ابتسامته تلك لم تتغير منذ خمس سنوات...
سمعت صوت والدتها يستعجلها بالخروج تنهدت بقوة ونهضت ترتدي ثيابها وعقلها مشغول بماجد السيوفي.

خرجت من غرفتها وجدته يجلس أمامها على كرسي الصالون ويتحدث بود مع والدتها وخالتها وأختها الوقحه تنظر له ولها بخبث، أما محمد فكان منبهر بشخصيته، تقدمت بضع خطوات وهتفت بهدوء: أهلًا وسهلًا نورت.
رفع بصره لها ورمقها بتفحص للمرة الثانية، زدات وتيرة الارتباك لديها، فهتف هو بمرح: لا أنا مبسلمش على حد مش فاكرني.
فعقدت والدتها حاجبيها وأردفت: هي رغد مش فاكراك؟!

لاحت على ثغره ابتسامة خبيثة وأردف: آه ياطنط تصدقي نسيت أيام الشباك.

توردت وجينتها، وأبعدت بصرها عنه، فجاءت عيناها بأعين خالتها فتوترت وأخفضت بصرها، دعتهم والدتها للجلوس على مائدة الطعام، فجاء حظها بجانبه، جلست بتوتر وفي ظل انشغالهم بالطعام، حرك قدمه ودعس على قدمها بخفة، تركت الملعقة من يديها واتسعت عيناها، نظرت له بطرف عينيها وجدته يتناول طعامه بأريحية ومازالت قدمه فوق قدمها، حاولت جذبها دعس أكثر عليها، فأصدرت آه، رفعت بصرها وجدتهم يحدقون بها، تنحنحت بحرج وهتفت بارتباك: أصل درسي بيوجعني، والأكل وجع درسي، عن إذنكوا...

تركتهم ودلفت لغرفتها، بمجرد دخولها تنفست الصعداء، كانت تحبس أنفاسها بقوة، التزمت البقاء في الغرفة ولم تخرج منها، بمجرد ذهابه اندفعت والدتها وخالتها ومريم للغرفة، نظرت لهم بتساؤل فتهتف والدتها: أنتي مالك يا رغد مش على بعضك ليه من وقت ما ماجد جه.
نظرت لأنها، فأشارت اللئيمة على فمها، فهمت على الفور وأردفت متصنعة الألم: آه يا ماما درسي هايموتني مكنتش قادرة آكل ولا أعمل حاجة دخلت هنا عشان منكدش عليكوا.

هتفت خالتها بشك: وأنتي درسك ده بيوجعك فجأة مفيش مقدمات.
رغد وهي تكمل تمثيلتها: آه تعبانة ياخالتو من زمان بس كنت بستحمل وبكتم الألم.
هزت والدتها رأسها بتفهم وخرجت من الغرفة، بينما مازالت نظرات خالتها متعلقة بها وتوحي بالشك، خرجت من الغرفة، فاندفعت مريم نحو السرير تسألها بفضول: إيه حصل علشان قولتي آه..
ارتبكت الأخرى وأردفت بتلعثم: مفيش درسي واجعني.
غمزت لها تلك الوقحة وهتفت: على ماما يابت!

زفرت رغد بضيق وقالت: داس على رجلي وهو قاصد.
صفقت المجنونة بحماس وهتفت: أووووه بقى بحب الشباب الوقحة.
هتفت رغد موبخة: والله مافي حد وقح غيرك.
دفعتها مريم للجانب الآخر قليلًا وهي تهتف: وسعي وسعي كدة ما نفتح الفيس ونشوفه ناشر إيه آخر حاجة، د باينه هيبقى قصة حب جامدة ولا إيه...

ابتسمت رغد على ساذاجتها وأمسكت الكتاب مرة أخرى تقرأ فيه، بينما كانت الأخرى تبعث بالهاتف حتى صاحت بجنون، نظرت لها رغد بسرعة وهي تهتف بعصبية: ما تبطلي جنان بقى.
وضعت مريم الهاتف أمام أعين رغد وهتفت بسعادة: بصي بصي نشر إيه من خمس دقايق بس، عامل بوست بصورة كوميكس واحد بيدوس على رجل واحدة وكاتب حب المراهقة رجع تاني وبقوة...

خفق قلبها بجنون وهي تتابع الصورة وتعليقه فوقها وتلك القلوب الحمراء الموضوعة بجانب الكلام، فتحت التعليقات ورأت شخص ما يسأله: وياتري اسمها إيه بقا؟!؟.
فوجدته يرد عليه بتعليق: مش هاقدر أقول اسمها، بس أقدر أقولك أول حرف منها وهو R...
استفاقت على قبلة مريم لها وهي تحتضنها بسعادة: مبروك يا رورو، R رغد.



look/images/icons/i1.gif رواية فارس الأحلام الوردية
  22-01-2022 07:27 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا فارس الأحلام الوردية للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع

فتحت باب الحجرة كعادتها كل صباح وطلت برأسها الصغير من فتحة الباب، ابتسمت بمكر عندما وجدتها نائمة اقتربت على أطراف أصابعها، وجثت على ركبتيها وهتفت بصوت عالي: رغد.
فزعت رغد وأبعدت الغطاء وقالت بغضب: الله يخربيتك أنتي مش هتبطلي عمايلك دي.
ضحكت الأخرى بمرح وأردفت: لأ مش هابطل خالص
ثم استطردت وهي تقوم بتضييق عينيها وتهتف بتساؤل: إلا قوليلي بقى أنتي صاحية تحت البطانية بتعملي إيه؟

هزت كتفيها بلامبالاة وأردفت: مفيش صحيت بدري وكسلت أقوم فقعدت على الفون شوية.
ابتسمت بمكر وهتفت: اممم، أكيد بتابعي ماجد ومنشوراته ومش عاوزة تريحي قلبك.
تصنعت اللامبالاة وهتفت: عادي يا بنتي أنا بتابع منشوراته عشان بس فضولي مش أكتر.
قالت مريم بخبث: طب بذمتك أنتي متابعة من مبدأ الفضول، ولا هو وحشك وبتحسي بأحساسيس غريبة كدة.

لكزتها في يديها بضيق وهتفت بسخرية: واحشني إيه يا مجنونة أنتي، ده حيالله حب المراهقة، وكمان من ناحيتي.

قالت مريم: لأ طبعًا مش من ناحيتك بس، أنتي مش شايفة بوستاته وكلامه عليكي من تحت لتحت، كل شوية يعمل شير لأغنية رومانسية ويكتب حرف R، يابنتي اسمعي كلامي أنتي مستنية إيه، بقالك خمس أيام بتابعيه في صمت، هاتيجي واحدة وتشقطه قبلك وأنتي تبقي بح.
نظرت أمامها بحيرة ثم هتفت بضيق: لا أنا مش هاتسرع يا مريم ولا هاخاد قرارات غلط، كفاية أوي اللي حصل قبل كدة.

هفت مريم: براحتك بس أنا كنت عاوزة أساعدك، هاقوم أذاكر.

خرجت مريم وتركت رغد وحدها وكالعادة بسبب حديثها أثارت في نفس رغد الكثير من البلبلة والاضطرابات، هزت رأسها برفض وهتفت بإصرار: لا أنا مش هاسمع كلامها وأكلمه وأعلق نفسي أنا كدة كويسة.
نهضت وأبدلت ثيابها وخرجت من الغرفة، اتجهت صوب خالتها ووالدتها فهتفت بابتسامة بسيطة: صباح الخير.
ردا التحية وبعدها أردفت والدتها: أومال أنتي رايحة فين؟
رغد: رايحة أجيب شوية مراجع عشان الامتحان.

أومأت والدتها، بينما هتفت رغد بفضول خفي: إلا قوليلي يا خالتو الظابط جابلك الفلوس ولا لأ.
هزت خالتها رأسها في يأس: لا والله لسه يا رغد، مش عارفة أعمل إيه؟

هتفت والدتها متذكرة: آه من حق يا وفاء، افتكرت وأنا بكلم سعيد إمبارح على نت المخفية مريم، قالتلي خلي محامي يروح معاها عشان يهتموا بالموضوع، واقترح عليا اسم محامي فاتح مكتب في المهندسين قال خلي رغد تروحله وتحكيله وهو يتولى الموضوع.
نظرت لخالتها وجدتها ترمقها بابتسامة أمل: خلاص يا خالتو هاخلص اللي ورايا وأروح معاكي للمحامي، يالا سلام بقى.

سارت في طريقها المعتاد للجامعة، ولكنها وجدت نفسها أمام مركز الشرطة، هتفت بحيرة: أنا إيه اللي جابني هنا، هو أنا دماغي دي مش هاتبطل تفكر فيه...
عاد مجددًا حديث مريم في ذهنها، زفرت بضيق وقالت لنفسها: لا كلامها غلط يا رغد متسمعيش كلامها، بس بردو كلامها فيه جزء صح، طب أنا جيت هنا إزاي، أكيد دي تدابير ربنا...

وقفت تتأمل المركز بتركيز، ثم دخلت وهي بداخلها تنوي على معرفة ما يريده ذلك الماجد، وصلت أمام مكتبه، فأخذت نفس طويل وأخرجته ببطء وطرقت الباب سمعته يأذن بالدخول بصوته الرجولي، توترت قليلًا ولكنها شجعت نفسها ودلفت، رفع بصره رآها ابتسم بمكر وهتف: أهلًا يا رغد، نورتي والله.
هتفت بارتباك: ده نورك أنت، احم أنا كنت جاية أسألك عملتوا إيه في شنطة خالتوا المسروقة...

فاستطردت سريعًا: أصل هي قالتلي آجي وأسألك وكدة.

لاحت على ثغره ابتسامة خبيثة وأردف: غريبة دي كانت لسه بتكلمني دلوقتي وبتطمن مسكنا الحرامي ولا لأ، وسألتها عليكي قالتلي في الجامعة، مش قالتلي يعني إنها باعتتك تسألي.
ارتبكت بشدة وهتفت بتلعثم: ما، ماهو أصل يعني...

نهض من جلسته واقترب منها، عادت هي للخلف، اقترب أكثر، فعادت بسرعة للخلف حتى اصطدم ظهرها بالباب، نظرت له بتوتر، وتابعته وهو يقترب أكثر، حتى اسند يديه على الباب، فحوصرت هي بينه وبين الباب، هتفت بصوت خافت مرتبك: احم، ابعد كدة غلط، حد يدخل علينا يا ماجد.
هتف بخشونة: محدش يقدر يدخل الأوضة دي غير لما يستأذن الأول.
ذابت هي في رجولته الطاغية، فابتسم وهو يردف: أنتي تقلانة علينا ليه ياست رغد..

أشارت على نفسها وهتفت بعدم فهم: أنا تقلانة على مين؟!.
اقترب بوجهه أكثر وأردف بهمس: تقلانة عليا أنا، متجاهلاني والمفروض إن أنا مبتنسيش أبدًا يرضيكي كدة..
هزت رأسها بنفي وهتفت وهي تبتسم ببلاهة: لا ميرضنيش.
غمز لها وأردف: طب إيه؟!
رغد: إيه؟!.

ماجد: أنتي فاهمة وأنا فاهم، إيه بقى؟!.
ابتلعت ريقها وهتفت بتوتر: عاوزة أسألك سؤال، هي البوستات اللي على فيس دي على مين..
أشار عليها وأردف بهمس: عليكي أنتي، معقولة مكنتيش فاهمة.
انفجرت أساريرها من الفرحة وهتفت بسعادة ظاهرة على ملامح وجهها: بجد عليا أنا؟!.

أومأ برأسه واقترب أكثر وهو يركز على شفتيها فتوترت كثيرا بسبب قربه منها، كاد أن يخطف قبلتها الأولي، لولا دفعتها السريعة منها، رمقها بضيق خفي، فهتفت بتوتر: أنا ماشية بقى سلام.
استدار وجذب مفاتيحه ومتعلقاته وهتف بصرامة: متمشيش لوحدك أنا هاوصلك..
هزت رأسها برفض وهتفت: لأ لأ أنا هاروح لوحدي.
ماجد بصرامة: أنا قولت إيه؟!، قولت هاوصلك يعني هاوصلك.

عادت مساءًا وهي تتراقص بسعادة، فوجدت مريم في وجهها تنظر لها بتركيز: أنتي سعيدة ومبسوطة اممم، أكيد في حاجة، قولي لقيتي فارس أحلامك من ورايا.
توترت رغد قليلًا، وأردفت: يعني إيه، هو عشان أنا يعني مبسوطة يبقى أنا لقيت فارس أحلامي، مفيش حاجة تسعدني إلا هو.
أومأت مريم وهتفت: آه مفيش حاجة تسعدك إلا هو.
اقتربت منها رغد بعصبية وأشارت بسبابتها في وجهها: قصدك إيه، إن أنا واقعة، ومش لايقة حد يحبني.

أرادت مريم بسخريه: حاشا وماشا ياختي، ده أنتي زي الفل.
أشارت لها رغد أن تبتعد وهي تهتف بعصبية: طب ابعدي من وشي مش ناقصاكي.
مريم: براحتك ادخلي الأوضة واهربي، بس اعرفي إن أنا اللي قولته صح.
رغد: لا مش صح، وامشي بقى.
مريم: طب ماشية متزوقيش بس، خالتك بتقولك على الساعه ٩ اجهزي عشان تروحي معاها للمحامي.
أومأت وهي تهتف بلامبالاة: طيب، لما تبقى تيجي ٩.

دلفت غرفتها، زفرت بارتياح ولكنها تعجبت لما فعلته، لماذا فعلت ذلك، لم ترد إخبار مريم بأمر ماجد، وما جد بعلاقتهما، هل هي خائفة من تكرار موضوعها مع عمر، نظرت لنفسها في المرآه وهتفت: كدة أحسن بلاش أقولها، ما كل مرة بتعرف والموضوع بيتفركش، باين عليها بومة ولا إيه؟!..
رن هاتفها فأخرجها من دوامة تفكيرها، التقطته بسرعة ثم نظرت فيه بسعادة وأجابت: روحتي يا بطة.
هتفت بصوت خجول: امممم روحت.

فاقال ماجد: حمد لله على سلامتك، بعد كدة تخرجي معايا وتقوليلى رايحة فين وجاية منين، آه أنا راجل دمي حُر وبغير على مراتي.
رغد بسعادة: مراتك!؟!.
باعتبار ما سيكون يعني.
رغد بحالمية: ربنا يخليك ليا يا ماجد.
ويخليكي ليا قلب ماجد.
أغلقت معه المكالمة وهتفت لنفسها: طيب ما الحب حلو أهو وسريع، أومال إيه اللي لازم تقعدوا شهور وسنين عشان تعترفوا، طلع كلام فاضي.

وقفت مع خالتها على أعتاب شقة المحامي، نظرت بانبهار للبناية وهتفت لخالتها بهمس: ده شكله أتعابه غالية أوي يا خالتو، أنتي شايفة العمارة، والشقة من جوا عاملة إزاي.
لوت وفاء شفتيها بتهكم: أنا عارفة ياختي، أبوكي هايودينا في داهية، أنا جايه أرجع فلوسي، أقوم أدفع قدهم.

ثم استطردت: بقولك إيه تعالي ندخل ونشوف كدة، وبعدين أبوكي بيقول إنه كان محامي للشركة اللي بيشتغل فيها بس سابها ونزل مصر عشان يستقر بقا ويتجوز.
وجدوا من يحمحم ورائهم بحرج، فالتفتوا بسرعة، فابتسم هو وأردف: واقفين على باب ليه؟!
نظرت له رغد بتفحص وهتفت لنفسها: يخربيت سنينك أحمد عز قدامي ياناس.
هتفت خالتها بتوتر: معلش يابني، أصل كنا جايين للمحامي اللي جوا ده، اسمه إيه يا رغد.

انتبهت رغد لصوت خالتها وهتفت متذكرة: اسمه إياد العدوي.
مد يديه يصافح وفاء بأدب وأردف بابتسامة عريضة: أهلًا وسهلًا بحضرتك أنا إياد العدوي.
هتفت رغد بصوت عالي: قول والله.
ابتسم إياد: والله أنا..
هتفت لنفسها: صلاة النبي أحسن، اتنين يارغد بنفس المواصفات والاتنين أحلى من بعض، ظابط ومحامي، والاتنين طول بعرض، يارب صبرني...

ولكنها سرعان ما هتفت لنفسها بتوبيخ: بس ياحمارة أنتي بتبصي على راجل تاني ليه، المفروض إنك بتحبي حد يبقى متحلميش بحد تاني.
انتبهت عليه وهو يشير لهما بالدخول، دخلوا وجلسوا أمامه وبدأت خالتها بسرد الحكاية وهو يستمع لها باهتمام، حتى هتفت خالتها: على فكرة احنا بقى من طرف أستاذ سعيد بتاع دبي.
رمقها بدهشة ثم قال مبتسمًا: يانهار أبيض أنتوا من طرف أستاذ سعيد، ده حبيبي عنيا ليكي حضرتك، أنتي مراته.

هزت رأسها بنفي وهتفت: لا أنا أخت مراته.
فهتف هو: وحضرتك بنته ولا إيه فيكي شبه منه.
أومأت بخجل وهتفت: آه أنا بنته.
قال إياد مرحبًا بحرارة: يا أهلًا وسهلًا والله نورتوا، إن شاء الله هاسعالك في الموضوع ده.

مر أسبوع وعلاقة ماجد ورغد تتوطد أكثر، مكالمات وضحك وحب ومضايقات أحيانًا، فرغد كان يومها كله يتلخص في ماجد، بدأت يتجسد أمامها فستان وخاتم الخطوبة، تخيلت منظر أصدقائها وهم يتعرفوا على ماجد بهيبته ورجولته الطاغية وأيضًا وسامته، ظلت تتخيل وتتخيل إلى أن قاطعها دخول والدتها وهي تهتف بسرعة:
الحقي يا رغد جايلك عريس إنما إيه لقطة..

قطبت ما بين حاجبيها وهتفت: عريس مين؟! ، وجاي عن طريق مين؟!
والدتها بفخر: لا ده شافك واتهبل عليكي وعاوزك بأي طريقة.
أثارها الفضول من حديث والدتها فأردفت متسائلة: شافني فين ومين هو؟!
والدتها بسعادة: يبقى إياد العدوي المحامي اللي روحتيله مع خالتك إيه رأيك، خالتك بتقول قمر، كلمها إمبارح وقالها عاوز يتقدم رسمي، هيجي مع مامته النهاردة تشوفك وكدة.

توردت وجنتيها، وهتفت لنفسها بصوتٍ عالٍ: معقولة عاوز يتجوزني أنا.
شهقت والدتها بتهكم: ومش عاوز يتجوزك ليه؟!، وحشة ولا كنتي وحشة، وبعدين يا حبيبتي بقولك هيتهبل عليكي وشافك مرة واحدة، باين عليه راجل دخل البيت من بابه.
زفرت والدتها بضيق وهتفت بصوتٍ عالٍ: حاضر يا مقصوفة الرقبة جاية، ، يالا قومي جهزي نفسك الست جاية هي والراجل.

خرجت والدتها، فكرت جيدًا في موضوع إياد، وجدتها فرصة جيدة، ماجد إلى الآن ورغم معرفتهم السابقة لم يتخذ خطوة حقيقية في علاقتهما، أما إياد فاتخذ، تذكرت ملامحه كم هو مرهق بوسامته تلك، تنهدت بعمق وهتفت لنفسها: أنا أحسن حاجة أسيب الأمور كدة، وأمشي في الطريقين، لو صابت مع إياد، هافكني من ماجد وأكمل مع إياد وأحبه، لو مصابتش معاه هاكمل مع ماجد ومسيرة ياخد خطوة جد.

نهضت ووقفت أمام ملابسها بحيرة، حتى أخيرًا استقرت على فستان فيروزي اللون.

جاء إياد ووالدته في الموعد المحدد، وبعد السلامات والمحادثات خرجت رغد بخجل، تفحصت كل منهما الأخرى، وجدتها رغد سيدة أنيقة، ملامحها صغيرة في السن، أما والدة إياد وجدت رغد جميلة إلى حد ما، جلست والدة إياد بتعالٍ، فلوت خالتها فمها بتهكم، أما إياد كان يبتسم ببلاهة لرغد، فأخفضت رغد بصرها، ساد الصمت في المكان قليلًا، حتى قاطعته والدة إياد وهي تقول: أنتي في كليه إيه يا رغد.
رغد خجل: آداب قسم فرنسي.

والدة إياد: مش بطال، طيب مبدئيًا كدة عشان تبقوا عارفين، إياد مالوش شقة هايقعد معايا في البيت.
هتفت خالتها سريعًا: وليه ميشتريش شقة هو مش مقتدر.
هزت والدته رأسها بنفي: لأ طبعًا عندة فلوس يشتري أحسن شقة، بس أنا اللي رافضة لازم يقعد معايا يتجوز بعيد عني ليه؟!
تحدثت خالتها بضيق: وافرض هما عاوزين يقعدوا ويستقروا لوحدهم، أنا مثلًا ابني يتجوز في شقة بعيدة عني عشان يبقا براحته.

هتفت والدته بتهكم: ده ابنك أنتي بقى، لكن ابني تحت طوعي، يتجوز معايا.
تعجبت والدة رغد لحديثها، بينما نظرت رغد لإياد وجدته يستمع لحديث والدته دون أي رد فعل، مالت مريم قليلًا على رغد وهتفت بهمس شديد: هو ابن أمه ولا إيه؟!؟
همست رغد: باين شكله كدة..
انتبهت على صوت والدة إياد وهي تهتف بحدة: على فكرة مش من الذوق إنك تتكلمي وأنا قاعدة، ودي قاعدة لازم تاخديها وتحطيها في ودنك طول ما أنا بتكلم أنتي ساكتة.

هتفت رغد بذهول من حديثها: نعم!، الكلام ده ليا؟!.
أومأت وهي تهتف بتعالٍ: آه ليكي، اسمعي كلامي كويس إذا كنتي عاوزة تكملي الموضوع للآخر وتنولي شرف عيلة العدوي.
نهضت رغد بعصبية: لا طبعًا مش عاوزة أنوله، وأنا اتربيت مسمعش كلام حد.
كادت والدتها أن تنهرها لولا تدخل خالتها وهمست لها: سيبها تديها على دماغها دي وليه مستفزة بشكل.
هتف والدة إياد بعصبية: يالا يا إياد دي بنت عديمة الزوق.

نهض إياد وهتف: يالا يا ماما.
توسعت أعين مريم ومحمد وهتفوا في نفس واحد: يا حلاوة.
خرجوا من المنزل، فتحدثت والدتها بضيق: ضيعتي العريس بطولة لسانك.
تحدثت رغد بلامبالاة: ده لازم يضيع، أنا لايمكن أتجوز واحد ابن أمه، سبحان الله ميبنش عليه بشكله ده.

هتفت خالتها بنبرة ذي مغزى: مش بالشكل يا رغد ومش كل حاجة المظاهر والفلوس والشكل والجسم ده كله بيروح في ثواني أهم حاجة معدن الإنسان يا حبيبتي ويوم ما تيجي تتجوزي حطي في بالك تتجوزي في اللي يتقي الله فيكي ويصونك، الجواز مش لعبة.

شردت في حديث خالتها، ولأول مرة تنتبه على نبرتها تلك، ماذا تعني بحديثها، هل تعرف خالتها بما مرت الأيام الماضية، توترت ودخلت غرفتها، وجدت اتصال من ماجد، كادت أن تتصل به ولكنها توقفت عندما تذكرت حديث خالتها مجددًا، ليس بالشكل ولا بالمال، ولا بالجسد، كلماتها جعلتها تعيد تفكيرها بكل ما حدث لها، بداية من عبد الرحمن وعمر وإياد وأخيرًا ماجد، كلهم متشابهون في الوسامة والجاه والمكانة الاجتماعية ولكن بكل شخص بهم لديه علة وتحطمت آمالها بسببها، ياترى ما علة ماجد، هل ياترى سوف تتحطم آمالها مجددًا، هل ياترى سوف يتحقق حديث خالتها، أم هي تنتصر وتأخذ كل ما تريد وتجد فارس أحلامها الوردية، اتخذت قرار وعليها تنفيذه غدًا...

اتصلت على ماجد واتفقت معه على مقابلته، عزمت في قرارة نفسها على إنهاء كل هذه المهزلة...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >





الكلمات الدلالية
رواية ، فارس ، الأحلام ، الوردية ،











الساعة الآن 10:45 PM