logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات جنتنا | Janatna.com، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


  1. منتديات جنتنا | Janatna.com
  2. الأقسام العامة General Sections
  3. القصص والروايات – قصص قصيرة – روايات رومانسية – أدب – خواطر | Stories & Novels
  4. رواية الشيطان حينما يعشق


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:25 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

هل هذه مزحة يا رغد...
نطقت تمارا بتلك الكلمات وهي ما زالت غير مستوعبة لما قالته رغد منذ قليل...
اجابتها رغد بجديه انا لا امزح تمارا، سيف الدين النصار كان في مكتب مديري منذ ساعة يخبرني انني سوف ابدأ العمل في مشروعه، ويجب ان اسافر معه لان المشروع سوف يتم في بلاده...
يا الهي، ما هذه الصدفه العجيبة، هتفت تمارا بعدم تصديق...
تقصدين حقيرة، انها صدفة حقيرة يا تمارا..

منذ يومين كنّا سويا نتحدث عنه وانت تحذرينني من التلاعب معه والانتقام منه، وفجأة يظهر أمامك ويريدك هكذا...
ضربت رغد الطاوله بيدها دون وعي وهي تهتف بعصبيه انا لا اعلم لما حظي سيّء هكذا، المشاكل تأتي الي وانا جالسه في مكاني، يعني سيف النصار لا يجد سوى المطعم الذي اتعشى فيه ليتناول طعامه، ولا يختار سوى الطاوله التي بجانبي، وتامر لا يجد وقت اخر ليأتي ويفتعل مشكلته معي...

كانت تتحدث بغضب شديد، جسدها يرتجف من شدة الانفعال، في نظر البعض قد يكون رد فعلها مبالغ فيه، لكنها وحدها تعلم كم المشاكل التي تنتظرها، هي الان على أبواب خسارة وظيفتها، فمديرها الغليظ لن يتهاون لحظه وحدها في طردها اذا رفضت تنفيذ اوامره، أو في الواقع هي ليست اوامره بل أوامر سيف الدين النصار، وظيفتها التي وجدتها بعد معاناة، مهندسة في شركة فخمة براتب رائع يكفي لتوفير كافة احتياجاتها ومصاريفها، خصوصا ان حالتهم الماديه متوسطه فكان الراتب هذا خير مساعد لهم، كيف ستضحي بوظيفتها وراتبها، لقد كان حظها جيدا عندما وجدت وظيفه لم تحلم بها يوما كهذه، والآن هي سوف تخسرها لمجرد ان ذلك النذل وضعها في رأسه...

وفي حالة نفذت أوامر مديرها وذهبت معه، سوف تصبح حينها في قبضته وتحت رحمته، وبما انه بلا رحمه من الأساس فهذا يعني ان خلاصها منه مستحيل، وانه لن يتركهها حتى يحقق جميع غاياته فيها، والله وحده يعلم طبيعة هذه الغايات التي بالتأكيد لن تخلو من الدناءة والاستغلال...

ماذا ستفعلين معه، سألتها تمارا بتوجس، وهناك شعور غريب تولد في داخلها، شعور خائف من جوابها، رغم شبه تأكدها منه، الا انه في داخلها كان هناك أمنيه غريبه، قد تكون أنانيه فيها، لكنها تمنتها في داخلها، وهي تجد نفسها تتطلع بان توافق رغد على هذا العرض، بالرغم من انانية ما تتمناه...

سؤال تمارا اخرجها من افكارها المرهقة، التزمت الصمت لفترة طويله وهي تفكر في الإجابة المناسبه، قرارها النهائي يجب ان تتخذه حالا، فأمامها يوم واحد فقط لتسافر معه، اخيراً اهتدت الى قرارها الأخير، لن تسافر معه وليحدث ما يحدث، خسارة وظيفتها أفضل بكثير من الذهاب الى مصير مجهول، مصير يحدده رجل مثله يمتلك من الكثير من القوة والنفوذ، ومهما كانت هي جريئة وقوية فلن تصل الى سيطرته ونفوذه...

لن اسافر معه، سوف اخبر السيد كريستيان بهذا صباح الغد، اجابتها رغد بحسم...
وماذا عن وظيفتك، سوف تخسرينها بالتأكيد...
خسارة وظيفتي اهون بكثير من الوقوع في يد مجرم مثله، ابتلعت تمارا كلماتها بعد جملة رغد الاخيرة فيبدو انها اتخذت قرارها بشكل نهائي ومصره عليه وبهذه ألطريقه هي لا تملك اَي فرصه للتحدث معها ومحاولة تغيير رأيها خصوصا انها تملك كل الحق فيما قالته فهو مجرم وكانت هي نفسها اول من وصفته بهذا...

تقدمت تمارا من والدتها التي كانت جالسة تتابع احد الأفلام العربية المذاعة على التلفاز...
ابتسمت هناء تلقائيا عندما رأتها وهي تقول لم تتأخرِ كثيرا يا تمارا...

تمارا وهي تأخذ قطعة شيكولاتة موجودة على الطاوله تحدثنا قليلا، رغد كان لديها اعمال مهمه، لهذا لم نتأخر كثيرا هذه المره، تناولت قطعة الشيكولاته بنهم بينما عيون والدتها تتابعها بفرحة و اشتياق، لقد تغيرت تمارا اخيراً، بدأت تعود الى طبيعتها القديمه، فهاهي تجلس أمامها بحيوية فقدتها في السنين الماضيه، تتحدث معها بكل أريحية، عيونها التي بكت لسنين طويله بدأت تعود الى بريقها السابق، تمارا بدأت تستيقظ من سباتها ويبدو انها تحاول ترميم نفسها من جديد، لقد اشتاقت الى ابنتها وبشده، اشتاقت الى ابتسامتها المضيئة ومرحها اللطيف، الى الفوضى التي كانت تسببها لهم في كل حركة أو تصرف يصدر منها...

منذ ان عرفت بموضوع اغتصابها وهي لم تسألها عن تفاصيله بالضبط، عندما عرفت بهذا الموضوع قررت ان تتركها ترتاح ليلتها لتسألها في اليوم الثاني، لكن عندما جائت اليها تمارا صباح اليوم الثاني ورأت في عينيها لمعان غريب و سعادة خفيفه ادركت حينها انه ليس الوقت المناسب بتاتا، ومنذ ذلك اليوم والى الان لم تسألها، تخاف ان تسألها عنه لتختفي تلك السعادة البسيطه المرتسمة على ملامح وجهها الرقيق، حاجتها لرؤية ابنتها مرتاحة منبسطة الاسارير طغت على رغبتها في اكتشاف ما هو مخبئ عنها، بالرغم من معرفتها ان هذا خطأ جسيم، فهي واجبها كأم ان تقف بجانب طفلتها وتساعدها في تخطي تلك المحنه، و تجاوز تلك المحنه لا يكمن في تجاهلها وإنما في مواجهتها ومعالجتها بشكل عاجل...

تحدثت تمارا اخيراً بصوت هادئ وهي تقول ماما، اريد الحديث معك قليلا...
هناء بعصبية غير مقصوده موضوع السفر لوحدك انسيه تماما، الموضوع منتهي بالنسبة لي...

نهضت تمارا من مكانها وهي تتجه اليها وشفتيها تعلوها ابتسامه خفيفه، جلست بجانب والدتها محيطة إياها بذراعيها وهي تقول بحنان اعرف انك تخافين علي، هذا من حقك كأم وانا لا ألومك، لكن ارجوك راعي وضعي قليلا، انا احتاج ان اسافر، ابدأ من جديد، ابني نفسي من جديد، اريد ان أكون قويه واتجاوز جميع ما مررت به، لكن لوحدي، لا اريد مساعدة من اَي شخص، ارغب في ان اساعد نفسي بنفسي، امنحيني هذه الفرصة ارجوك...

تطلعت اليها هناء بنظرات حائرة، لا تعرف ماذا تفعل، تمارا معها كل الحق فيما قالته، هي بحاجة الى بداية جديده، في مكان جديد، والأفضل ان تبدأ بمفردها، لقد نشأت تمارا وسط رعاية مبالغ فيها من والديها، وهذا أفقدها أشياء كثيره، صحيح هي لم تكن ضعيفة الشخصية ابدا، الا انها تهاب المواجهه بمفردها، وهذا ابشع ما يكون، فأسوء شيء ان يتمسك الفرد باخر ليواجه به عالمه الموحش و مشاكله الدائمة، حينها تصبح حياته مرهونة لدى الشخص الاخر، وإذا فقد هذا الشخص يوما ما حينها يصبح كمثل من وقع في فجوة عميقه لا يوجد له منها مخرج ولا مهرب...

وهذا ما حدث مع تمارا بالضبط، فهي اعتمدت على والدها في كل شيء، كانت ترى فيه منقذها الدائم وحاميها...
لم تضع في حساباتها ان تفقده في يوم ما وتغدو وحيده بلا سند لها، لتسقط في تلك الفجوه التي ابتلعتها لسنين طويله، سنين كانت تبحث فيها عن مهرب لها، هل ستحرمها منه بعد ان وجدته، تقيدها بأسوار الضعف والتخاذل من جديد...

رأت تمارا بوضوح التردد الواضح على والدتها، ترددها شيء مبشر بالخير، فيبدو ان والدتها باتت تفكر في حديثها جديا، قررت حينها ان تطرق الحديد وهو ساخن كما يقولون فقالت ماما، اعلم مما انت خائفة، لكن اقولها لك بجديه اطمئني، انا لا انوي الانتحار ابدا، طوال العامين السابقين لم افعلها، لماذا سوف افعلها الان اذا...

شعرت بان والدتها تتفاعل مع كلامها وتقتنع به اكثر فأكملت حديثها قائلة وإذا كنت انوي الانتحار فليس وجودك معي هو من يمنعني عن هذا، هناك طرق كثيره للانتحار، من الممكن ان ارمي نفسي من فوق الجسر وأغرق في مياه النهر، أو اقطع شراييني بالسكين، يا ماما يا عزيزتي، الانتحار لا يحتاج مني ان اذهب الى أمريكا، هو اسهل بكثير...
تعدينني يا تمارا انك سوف تنتبهين على نفسك جيدا وتعتنين بها...

تمارا بعدم تصديق انت وافقتي اذا...
عديني اولا...
أعدك يا ماما، سوف اعتني بنفسي جيدا، ليس من اجلي بل من اجلك انت...
حسنا، وانا موافقه على سفرك لوحدك هناك...
ضمت والدتها بسعادة وهي تهتف قائلة أشكرك كثيرا ماما، احبك كثيرا...
أبعدتها والدتها برفق وهي تقول بسعادة حسنا ايتها المخادعة، سوف اذهب واعد طعام العشاء، فأنت بالتأكيد جائعة...

كثيرا كثيرا، ربتت على رأسها بحنان ثم ابتعدت متجهه الى المطبخ وظلت نظرات تمارا الفرحة تتبعها حتى اختفت تماما، بالرغم من سعادتها لموافقة والدتها الا انها شعرت بنغصه قوية سيطرت عليها، فهاهي تخدع والدتها المسكينه، تخبرها انها تسافر هناك من اجل بداية جديده، بينما هي تبحث عن انتقامها هناك، توهمها بأنها لن تأذي نفسها ابدا، بينما هي ذاهبة الى طريق مليء بالأشواك التي بالتأكيد سوف تنال من أذيتها الكثير...

في صباح اليوم التالي...
تقدمت بثبات من مكتب كريستيان وهي تخبر السكرتيرة الخاصة به انها تريد مقابلته، اتصلت السكرتيرة به وأخبرته ان رغد ترغب في مقابلته لامر ضروري، فأخبرها ان تسمح لها بالدخول فورا...
دخلت الى المكتب لتجد سيف جالس على كرسي المدير وهو يقلب في احدى الملفات بينما كريستيان ينحني جواره وهو الاخر يحمل بيده ملف ويبدو إنهما يتناقشان سويا فيهما...

رفع كريستيان رأسه ما ان رأها ثم عدل من وضعيته وهو يرحب بها بهدوء قائلة اهلًا آنسة رغد، تفضلي...
اقتربت رغد من مكتبه بهدوء بينما لم يعيرها سيف اَي اهتمام ولم يرفع بصره عن الملف الذي يمكث في يده مما اغاظها بشده...
تفضل سيد كريستيان، اعطته ورقة بيضاء مغلقه ليأخذها منها ويفتحها فورا قارئا ما فيها، تجهم وجهه قليلا وهو يهتف بها متعجبا ما هذا يا رغد، لماذا تقدمين استقالتك...

في هذه اللحظة كانت تنتظر منه ان يرفع رأسه نحوها، ان يوجه نظراته الحانقه لها، الا انه لم يفعل، وكأن ما قاله كريستيان لا يعني له شيء بتاتا...
انا لا أستطيع ان اسافر من اجل هذا المشروع يا سيد كريستيان، متأسفه كثيرا، وبالتأكيد انت لن تقبل برفضي هذا كوني موظفه لديك ويجب ان التزم بجميع أوامرك، لهذا انا اعتذر منك، هذه استقالتي فأنا لا أستطيع ان اعمل بهذا المشروع...

في الحقيقة يا رغد لا اعلم ماذا أقول، لكن انت تعرفين قوانين الشركة، أنتم مجبورين على العمل في المشاريع التي نحددها لكم، وفِي حال تم الرفض منكم...
قاطعته مكمله عنها حينها تسحب الوظيفه منا، لهذا فأنا اختصرت الطريق عليك وقدمت لك استقالتي...
كريستيان بأسف كما تشائين يا رغد...
ابتسمت له بخفوت ثم اتجهت الى الخارج، ما ان خرجت من المكتب حتى رفع سيف بصره عن الملف وهو يهتف قائلا كما توقعت...

ماذا ستفعل الان، سأله كريستيان بهدوء بينما نهض سيف وهو يحمل معطفه الشتوي بيده قائلا سوف تعرف ماذا سأفعل، انتظر قليلا فقط، ثم ابتعد عنه خارجا من المكتب باكمله متجها لها...

رغد...
ناداها بصوته العميق وهو يتجه نحوها مما جعلها تقف في مكانها وهي تقبض على يدها بقوة...
استدارت نحوه راسمه على شفتيها ابتسامه صفراء وهي تقول نعم سيد سيف، ماذا تريد...
لماذا رفضتي العمل معي يا رغد، تضحين بوظيفتك التي تعملين بها منذ سنوات بهذه السهولة، فقط لكي لا تعملي معي...

هذا شيء يخصني سيد سيف، لا يحق لك التدخل فيه، انا لن اسافر معك من اجل هذا المشروع، انتهى الامر بالنسبة لي، اذا كنت تظن انك وصديقك قادرين على اجباري للعمل معك من خلال هذه الوظيفه فأنتم مخطئين، لم يخلق بعد من يلوي ذراعي ويجبرني على شيء لا أريده...

غضب، غضب يعصف بكيانه كله، حديثها وتحديها له بهذه الطريقة استفزه كثيرا، غبيه بشده، تظن انها بهذه الطريقة سوف تبعده عنها، هي لا تفهم ان عنادها وجرئتها هذه من لفتت أنظاره اليها، وكلما زادت من جرعاتها تلك كلما زال هو تمسكا بها...
نظر اليها مطولا حتى تحدث اخيراً بصوت هادئ فصيح انسه رغد، ما مشكلتك معي...
ماذا تقصد، ليس لدي اَي مشكلة معك...

غير صحيح، لاحظت ارتباكك وتذمرك في كل مره تريني فيها، نظراتك الغاضبه التي تصوبينها نحوي، كلامك المسموم الذي تلقينه في وجهه، ما سبب كل هذا...
يسألها بكل وداعة عن سبب نفورها الدائم منه، يمثل دور المتسائل البري بكل لطافة، يا له من شيطان ملعون، وَيَا لها من سيئة حظ لتقع في قبضته...

رفعت حاجبها بتهكم من كلامه الأخير وتساؤله السخيف والذي يدرك سببه جيدا، تحدثت اخيراً بجديه ممزوجة بقليل من الجرأة التي لا يخلو منها حديثها ابدا لنترك قليلا تلك المجاملات المصطنعة سيد سيف، ونتحدث بصراحه، المشروع هذا ليس سوى سلم اتخذته للوصول إليّ، تريد مني ان اسافر معك لوحدي حتى تستفرد بي كما تشاء و حينها تحقق غاياتك الدنيئة...

ثم اقتربت منه اكثر وهي تهمس له بصوت كالفحيحانا لست غبيه يا هذا، انت وامثالك من الرجال أعرفهم جيدا، تظنني فريسة سهلة الاصطياد، تأخذها معك وتتلاعب بها كما تشاء، انت مخطئ يا سيدي، انا لست كآي امرأة اخرى عرفتها من قبل، اختلف عنهم تماما، لن اخضع لك وانقاد وراء سحرك الخداع كما فعل غيري، لن اصبح تسلية لك ووسيله لمتعتك كما ترغب في داخلك، تكون غبي جدا اذا ظننت انك سوف تنالني بهذه السهولة...

احب قوتك كثيرا، ثقتك بنفسك، جرأتك في الحديث، انت بالفعل لست كأي أمرأة عرفتها من قبل، ثمة شيء مميز فيك، يجذبني إليك، منذ اول مره رأيتك فيها، منذ ان وقعت عيناي على عينيك المتوهجتين وشعرك المتطاير حولك، ثورتك العارمة اتجاه صديقك المسكين وانت على وشك ان تفترسيه بأسنانك، حينها ايقنت ان لقائي بك ليس مجرد لقاء عابر ينتهي ما ان يخرج كلانا من ذلك المكان، وتأكدت بأنني لن ارتاح أو يهدأ لي بال حتى تكونين لي...

تفاجئت كثيرا من اعترافه الصريح لها، يخبرها بكل بساطه انها تعجبه ويريدها له، يلقي في وجهها كل ما يعتمل في داخله اتجاهها بكل سهوله وبلا تردد، لم تعرف بماذا تجيبه، فأمام حديثه هذا وجدت نفسها تقف عاجزه عن الرد، كأنها ليست هي الفتاة التي كانت تتحدث بكل جسارة منذ لحظات...
تحدثت اخيراً بارتباك واضح سيد سيف انا...
قاطعها بسرعة رغد، ما رأيك في الذهاب الى احد الكافيهات القريبه من هنا لنكمل حديثنا...

تطلعت اليه بتردد الا انه أردف قائلا انا لن أكلك يا رغد، فقط نتحدث قليلا، وبعدها يمكنك الذهاب...

بعد حوالي نصف ساعة كانت جالسه أمامه على احدى الطاولات في احد الكافيهات الراقية...
لا تعرف كيف وافقت بهذه السهولة وذهبت معه، هل هو فضولها الزائد لمعرفة ما ينوي قوله لها، أم إثبات له انها لا تخشاه نهائيا ولا تخاف من وجودها معه...
لا تفكري كثيرا في السبب الذي جاء بك هنا، ولا تلومي نفسك لهذا...
حدجته بنظرات متعجبه فيما اكمل هو قائلا ولا تسأليني كيف عرفت بماذا تفكرين...

هل انت ساحر أيضا، تقرأ الأفكار مثلا، سألته بتفكير مما جعله يضحك بقوه وبلا اراده منها ابتسمت بخفة لصدى ضحكاته التي اخترقت إذنها...
ضحكتك جميله...
ابتسمت بخجل نادرا ما يظهر عليها وهي تجيبه شكرا...
ارتشف قليلا من كوب قهوته ثم وضعه على الطاوله وهو يقول بهدوء الان يجب ان تخبريني، لماذا رفضتي العمل معي، تحدثي بكل صراحه يا رغد، مثلما أخبرتك انا بصراحه عما أفكر فيه نحوك...

أخبرتك قبل قليل عن أسبابي، هل تريد ان اذكرها لك من جديد...
بصراحه ما قلتيه ليس له سوى تفسير واحد...
ما هو...
انك تخافين مني...
مما سوف اخاف، سألته بتهكم لم يؤثر به بتاتا وهو يكمل حديثه قائلا من الوقوع في غرامي مثلا...

تراجعت الى الخلف تلقائيا من كلماته تلك، هاهو للمره الثانية يلقي كلماته المربكة في وجهها، وكأنه عازم على تفتيت كل مقاومة تحملها في داخلها له، وهي تجد نفسها مره اخرى عاجزه عن إيجاد جواب مناسب له...
ضغطت على شفتها السفلى بقوة وهي تحاول إيجاد الكلمات المناسبه كرد عليه، تحدثت اخيراً بصوت حاولت ان تجعله هادئا وواثقا قدر المستطاع انت مغرور، تظن ان الجميع معجب بك وواقع في غرام هواك...

توقعت جوابك هذا، عجزك عن الرد المناسب يجعلك تصوغين كلمات بلا معنى، محاولة فاشله منك لتثبتي ان كلامي خاطئ...
كلامك ليس له اَي معنى، انت تعيش في وهم كبير، تظن ان...
قاطعها قائلا رغد، اما ان تجدي رد مناسب على ما قلته أو اصمتي أفضل، لا داعي لهذه العبارات الفارغة التي لن تضفي شيئا عن حديثنا...
عباراتي ليست ف...

انت تتهربين من حديثنا، قاطعها بصوت عالي نوعا ما محاولا إسكاتها بينما ظلت هي باهته أمامه، كيف وصل الحديث بينهما الى هذه النقطه، لقد جلبها الى هنا فقط ليثبت لها انها لا شيء، وان جرئتها هذه وقناع الشجاعة الذي ارتدته في المرات القليله التي رأتها به لا تمثل شيئا مهما، فهاهو يملي عليها كلماته بينما تقف هي عاجزه عن صياغة اَي رد بسيط عليه، المشكلة لا تكمن في كلماته التي يوجهها اليه، المشكلة تكمن فيه هو بالذات، نظراته الجريئة وثقته المرعبة تجعلها بهذا الوضع المخزي أمامه، هي متأكده ان اي رجل اخر غيره حدثها بهذا الشكل لكانت وجدت الرد المناسب وبسرعة، لكن هو مختلف تماما...

في هذه اللحظة بات الهرب هو الحل الوحيد لديها، ليقل عنها جبانه، ليصفها بما يشاء، الان يجب ان تهرب من أمامه فورا قبل ان يصل الحديث بينهما الى طريق معقد لا رجوع منه...
نهضت من مكانها بسرعه وهي تحمل حقيبتها بيدها قائله له انا لست مضطره لإكمال حديث سخيف كهذا، عن إذنك...

اتجهت الى خارج المطعم ولحقها هو، قبض على ذراعها بقوه مما جعلها تنتفض رعبا من تصرفه هذا، اقترب منها اكثر حتى باتت انفاسه تلفح وجهها الأبيض الناعم مختلطه مع نسمات الهواء البارده في يوم شتوي كهذا، ارتجف جسدها بالكامل ولا تعرف ان كان سبب ارتجافها هذا البرد القارس أم اقترابه منها على هذا النحو...
تحدث اخيراً بصوت ساخر لماذا تهربين مني يا رغد...
انا لا اهرب منك، اجابته بخفوت بينما شفتيها ترتعشان بقوة...

اعترفي لنفسك على الأقل، انت تخشين مواجهتي، ذلك السحر الخداع الذي قلتي انك لن تنقادي وراءه ابدا، تخافين ان تفتني فيه، انت يا عزيزتي تهابين عشقي، تدركين جيدا انك غير قادرة على الصمود امامي ومقاومتي، فكان الهروب هو الحل الاسهل بالنسبة لك...
غير صحيح، انا لا اخشى مواجهتك كما تظن، كما انني لا انوي الوقوع في غرامك، انت بالأساس لا تعجبني...
جيد يا رغد، ماذا تنتظرين اذا، وافقي على المشروع وتعالي معي...

انا افهم جيدا ما تحاول فعله، تريد اثارة استفزازي بهذه ألطريقه حتى أوافق على المشروع...
اسلوب المراوغة ليس من طبعي، تقولين انك لا تخافينني وقادرة على مواجهتي، ماذا تنتظرين اذا، وافقي على المشروع وتعالي معي، ثلاثة أشهر فقط لا اكثر، تحدي نفسك من خلالها واثبتي انك قادرة على اكمالها دون ان تستسلمي لي، وعودي بعدها الى هنا سالمة غانمة كما ذهبتي...

نطق جملته الاخيرة تلك بتحدي واضح، ثم ابتعد عنها تاركا إياها غارقة في افكارها، وسؤال واحد مسيطر عليها، هل لديها من القوة والصمود ما يكفي لمواجهته...

كانت تمارا جالسه في احد المطاعم تنتظر قدوم رغد، طوال الليل وهي تفكر فيما سوف تقوله لها، تعرف جيدا ان رغد لن تستوعب ما تطلبه منها، واحتمال شبه أكيد انها سوف ترفضه، لكنها ستحاول، هي بحاجة كبيره الى رغد لتساعدها في انتقامها، اقترابها من حازم وحده غير كافي لتنفيذ ما تريده، كما ان حازم غير مضمون نهائيا، فمن الممكن ان لا يقع في شباكها كما تخطط، وبالتالي لن تستفيد منه، اما رغد فهي مضمونه اكثر، سيف قد وضعها في رأسه، ورغد ليست بحاجة للتقرب من سيف ولفت نظره اليها كما ستفعل هي مع حازم، فالوضع لدى رغد اسهل بكثير، قد تكون انانيه قليلا فيما سوف تطلبه لكنها بحاجة لها ورغد صديقتها بالتأكيد ستتفهم هذا الامر...

بعد لحظات قليله تقدمت رغد وملامح وجهها تعلوها الوجوم والاستياء، جلست امام تمارا بعصبيه مما جعل تمارا تسألها بتعجب ما بك رغد، تبدين غاضبه من شيء ما...
نعم غاضبه وبشده...
تمارا بتساؤل قلق هل التقيتي به مره اخرى...
نظرت رغد اليها لفترة قصيره وهي صامته حتى تحدثت اخيراً وهي تقص عليها جميع ما حدث معها...

حقير، نذل، تمتمت تمارا تلك الكلمات بحقد شديد ثم استطردت في حديثها قائلة لن يتركك يا رغد، لقد وضعك في رأسه وانتهى الامر...
مستحيل، لن اذهب معه، أخبرته بهذا، لن يستطيع ان يجبرني مهما بلغت قوته وأصراره...
توترت تمارا كثيرا من حديث رغد، اصرارها على الرفض يزيد من صعوبة ما تنوي قوله، لا تعرف كيف تبدأ بالحديث معها، وما هي الطريقة المناسبه لتوضيح الامر لها دون ان تفهمها بشكل خاطئ...

رغد، اريد الحديث معك قليلا بموضوع مهم، أريدك ان تسمعيني جيدا، ولا تتسرعي في الحكم علي...
ماذا هناك تمارا، لما كل هذه المقدمات، تحدثي فورا...
تمارا بارتباك وتلعثم انا بحاجة الى مساعدتك يا رغد...
اجابتها رغد عن الفور انا بجانبك دائما يا تمارا، بماذا تريدين ان أساعدك، تحدثي...
اريد منك ان تساعدينني في موضوع انتقامي منه...
رغد بعدم فهم أساعدك في موضوع إنتقامك، كيف؟
من خلال سفرك معه سوف تساعدينني كثيرا...

انتفضت رغد فورا وهي تهز رأسها بعدم تصديق ماذا تقولين يا تمارا، تريدين مني الاقتراب من سيف، تستغلينني بهذه الطريقة لتحقيق إنتقامك الذي ليس له معنى من الأساس...
رغد افهميني...
صرخت بها رغد بعصبيه ماذا افهم، انت كيف تطلبين مني شيء كهذا، انا صديقتك يا تمارا، الا تخافين علي منه، كنت تقولين انه شخص مجرم ونذل، كيف تطلبين مني الان ان اذهب معه...

رغد ارجوك، امنحيني فرصه لأوضح لك ما اريد على الأقل، حدثتها تمارا برجاء مما جعل رغد تهدئ من نفسها قليل وهي تقول تحدثي، أسمعك...
أخذت تمارا نفسا عميقا ثم زفرته، تحدثت بهدوء قائلة لننظر الى الموضوع باكمله بعين الواقع يا رغد، انت اعجبتي سيف كثيرا، لهذا هو لن يتركك تفلتي من يده نهائيا...

قاطعتها رغد قائلة انت مخطئة، هو لن يجبرني على شيء لا اريده، احيانا اشعر انك تبالغين يا تمارا، اليوم عندما تحدثت معه لم يهددني أو يجبرني على شيء، صحيح كان جريء في حديثه، لكن لم يصدر شيء منه يدل على نية سيئة تجاهي...
لا تنخدعي به يا رغد، انا اكثر من يعرفه، يتصرف هكذا حتى لا يجعلك تهربين منه، يسايرك قليلا لكي تأتي له بكامل إرادتك، وانا لا أقول هذا الشيء حتى توافقي على مطلبي، لكنها الحقيقة...

صمتت رغد وهي تفكر في حديثها جديا بينما اكملت تمارا حديثها قائلة انه مثل الحرباء يتلون حسب استجابة الطرف المقابل له، في البداية يتعامل معك بكل لطف وهدوء، يرتدي قناع الرجل المثالي المنمق باسمى الصفات، يجعلك تنبهرين بأسلوبه الراقي واحترامه، لكن ما ان تخالفيه فيما يريده، حتى ينقض عليك ويلدغك بسمه المقيت، ثم يرميك كخرقة باليه لا تعني له شيء...

اذا كان ما تقولينه صحيح، ماذا سأفعل انا، تحدثت رغد ببكاء وخوف حقيقي وهي تشعر ان سيف اخطر بكثير مما كانت تظن، ربتت تمارا على يدها وهي تحدثها بجديه الحل ليس بالهروب منه يا رغد، المواجهه هي أفضل طريقة للتعامل معه، سيف يحتاج لمن تقف في وجهه وتكون له ندا على جميع افعاله...
و هل انا الشخص المناسب للوقوف بوجهه، قالتها رغد بسخرية الا ان تمارا اجابتها بثقة نعم يا رغد، انت من تستطيعين فعلها...

صرخت بها رغد بدهشه بالله عليك ماذا تقولين...
واجهيه باقصى قوتك، تلاعبي به بذكاء، اجعليه يموت شغفا وولعا بك، يلهث رغبة وشوقا إليك، حتى يخر صريعا لهواك، وحينها الدغيه انت...
تتحدثين وكأن الموضوع سهلا...
لا أقول انه سهل، لكن لا مانع من المحاوله، طالما النتيجه هي ذاتها، بكل الأحوال لن يرتاح حتى ينالك...
ثم اكملت قائلة انا لن أتركك يا رغد سوف تجدينني بجانبك...

اجابتها بسخرية طبعا عندما ينفرد بي السيد سيف ويغتصبني أو يقتلني حينها سوف تأتين وتنقذينني منه...
ولماذا يغتصبك، انت لن تسمحي له بهذا...
لنفترض أني فعلت ما قلتيه، ولاعبته كما تريدين، من يضمن انه سوف يقع في خطتي بهذه السهولة، رجل مثله بهذه القوة يتنازل بهذه السهوله...
لا يوجد شيء مضمون يا رغد، لكن لا بأس من المحاوله...

زمت شفتيها بعدم اقتناع والتزمت الصمت لفترة طويله حتى تحدثت تمارا اخيراً انا سأذهب الى أمريكا غدا...
ما زلتي مصره اذا...
نعم مصرة كثيرا، لن أتنازل عن حقي نهائيا، الباقي متوقف عليك، اذا ذهبتي الى هناك سوف تساعدينني وتساعدين نفسك أيضا...
انت ماذا سوف تستفيدين من ذهابي هناك يا تمارا، مالذي أستطيع تقديمه لك يساعدك في إنتقامك...

وجودك هناك مفيد لي يا رغد، مبدئيا انت سوف تراقبين الوضع هناك، سوف تتعرفين على سيف بشكل اكبر، وهذا يفيدني كثيرا، وبالتأكيد سوف أحتاجك باشياء اخرى لكن ليس الان...
ثم اكملت بجديه ضعي يدك في يدي يا رغد، لنواجه سيف سويا، انت بمجابهتك وعنادك له وانا من خلال حازم، لنحاصره من جميع الجوانب، وحينها سوف تنقذين نفسك منه وتساعدينني في استرداد حقي، وانا لن أنسى معروفك هذا يا رغد.

لا أعلم ماذا أقول لك يا تمارا، حقا لا اعلم...
قولي انك موافقه يا رغد، من اجلي على الأقل، وانا أعدك انني لن اسمح له بإيذائك، اي شيء يحدث معك اتصلي بي فقط وانا سوف أتصرف...

ظلت رغد صامته تنظر اليها بتفكير بينما تقابلها تمارا بنظرات مترجيه وكلها أمل ان توافق رغد على ما قالته، فاحساسها يقول ان رغد هي الطعم الذي سوف تصطاد من خلاله سيف، طعم جلبه هو بنفسه وادخله الى عرينه بكل ثقة، غافلا عما يحويه من ضغينة وحقد اتجاهه.

أغمضت عينيها بقوة محاوله منها ان تنام ولو قليلا حتى، لكن اي نوم هذا الذي يزور اجفانها وهو جالس على بعد أمتار قليله منها، من كان يصدق انها جالسه الان معه على متن طائرته الخاصة، كل شيء تم بسرعة غريبه، تحديه لها وكلام تمارا الذي تبعه جعلها تشعر بالتشوش، حديثهم أحاطها من جميع الجوانب مجبرا إياها على القبول، لتجد نفسها مسافرة معه الى بلد غريب عنها لم تعرفه من قبل بتاتا...

حتى والدتها وافقت بسهوله عندما أخبرتها بالأمر، وكأن الجميع بات يرى في ذهابها هناك الحل الأمثل، بالتأكيد هو القدر الذي خطط لكل هذا، لقائهما سويا في ذلك المطعم وخطة تمارا حتى موافقة والدتها التي فاجأتها، بالرغم ان والدتها لا تعلم بالموضوع أساسا فهي أخبرتها انها ذاهبه للعمل لا أكثر الا انها توقعت رفضها، فوالدتها لا تحبذ ان تسافر لوحدها ابدا، كيف وافقت بهذه السهوله اذا، يبدو ان القدر يريد هذا وبشدة...

كريستين الوحيدة التي لم تكن راضيه، نظراتها المشككة كانت تلاحقها طوال الليله الماضيه، هي بالطبع أخبرتها هوية الرجل الذاهبة معه، لكنها لم توضح لها اي شيء مما دار بينها وبين تمارا ولا حقيقة انه مجرم ومغتصب، ولكن كريستين كانت خائفة عليها وبشده، وكأنها كانت تشعر بما يدور حولها...

ذهبت ببصرها نحوه لتجده جالسا على مقعده بكل أريحية يقلب في احدى المجلات بتمعن شديد، تأملته بشكل جدي، كان رائعا مثلما قالت كريستين تماما، روعته لا تكمن في وسامته بالتأكيد، فهي رأت العديد من الرجال الوسيمين في حياتها، ورأت من هم اكثر وسامه منه، لكن تلك الهالة الرجولية المحيطة به مع غطرسته وروحه الأرستقراطية تجعل منه اسطوره حية، جاذبيته المفرطه وثقته الهائلة بنفسه تجذب اي امرأة له مهما كانت قوتها وسيطرتها على نفسها...

تنهدت بهدوء وهي تتراجع الى الخلف مستنده بظهرها على مقعدها، كانا وحيدين في الطائرة ما عدا الطيار ومساعده والمضيفات بالطبع، وكالعادة لم يلتفت لها مره واحده حتى أو يتحدث معها بكلمة مجامله على الأقل بالرغم من طول المسافه بين فرنسا وبلدها التي تصل لساعات طويله، يثير استغرابها وبشده فهي ما ان تكون بجانبه لا يبالي بها وما ان تقرر الابتعاد يلاحقها ملقيا بوجهها كلماته التي تسبب لها الاضطراب والتشويش...

افاقت من شرودها على صوت المضيفة تخبرها ان تربط حزام مقعدها فهم على أبواب الهبوط، ربطت حزامها فورا وهي تدعو بداخلها ان تمر الرحلة هذه على خير...

بعد ربع ساعة هبطت الطائرة في المطار، نهض سيف من مكانه مرتديا معطفه وفعلت هي مثله تماما، تقدم باتجاه باب الطائرة المخصص للخروج تتبعه هي، وما ان نزلت منها حتى شعرت بالهواء البارد يلفح وجهها بقوه، ابتسمت لا إراديا وهي تنظر الى الأماكن المحيطة بها بكل لهفة متناسيه وضعها الحالي وسبب مجيئها الأصلي ففي الأخير هذه البلاد بلادها التي ابتعدت عنها لخمسة وعشرين عام، بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامه خافته وهو يرى لهفتها تلك كطفلة صغيره دخلت الى بلاد العجائب...

وفِي نفس الوقت، في مطار دوليس الدولي في واشنطن، كانت الموظفة تتفحص جواز سفرها بتركيز، وضعت بصمتها الخاصة عليه ثم اعطته لها لتأخذه هي بابتسامه وتشكرها بهدوء، جرت حقيبتها ورائها متجهه خارج المطار وعلى شفتيها ابتسامه واثقه و عزيمة قويه، فهاهي بدأت بأولى خطواتها نحو انتقامها، وغدا ينتظرها لقائها الاول معه، حازم النصار.



look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:26 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس

في صباح اليوم التالي
خرجت ليان من غرفتها وهي تزفر بغضب فهاهي تأخرت كالعاده عن موعد محاضرتها الاولى والتي يقوم الاستاذ فيها بأخذ أسامي الحظور وهذا يعني انها ستحصل على إنذار بالغياب المتكرر قريبا والمشكله انه سيكون الانذار رقم ثلاثة!
هبطت درجات السلم متجهه للطابق السفلي وهي ترتدي بنطلون جينز ازرق فوقه جاكيت قصير لونه اصفر، تاركة شعرها الأصفر المموج على حريته كما تفضل دائما...

دخلت المطبخ لتجد جميله مشغولة في تنظيم اعمال المنزل كالعاده وبتول تساعدها، حييتها بهدوء وهي تطلب من بتول كوب نسكافيه فطالما محاضرتها الاولى فاتت لا داعي للاستعجال فبقية المحاضرات غير مهمه مثلها...
تناولت الكوب من يد بتول وهي توجه حديثها الى جميله قائله هل عاد سيف البارحه...
نعم، وصل في منتصف الليل، صعد فورا الى غرفته وطلب مني عدم ايقاضه نهائيا لأي سبب كان...

هزت رأسها بتفهم ثم اكملت كوبها وهبت من مكانها قائلة انا سوف اذهب الان الى جامعتي، أراه عندما اعود اذا، حييت جميله ثم اتجهت الى جامعتها...
بعد دقائق دخلت نورا وهي تحمل سيف الصغير، حييت هي الاخرى جميله وبتول بابتسامه ثم وضعت الصغير على احد الكراسي وهي تحدثه قائلةلا تتحرك من مكانك، سوف اجهز لك فطورك الان...

جلس الصغير باذعان غريب عليه منفذا أوامرها منتظرا فطوره لتتقدم منه نورا بعد فتره قصيره حامله بيدها صينية مليئة بالأطعمة المناسبه لعمره و بدأت في إطعامه...
كان الصغير يتناول فطوره بشهيه كبيره مما جعل نورا تبتسم وهي تقول يبدو انك جائعا للغايه...

وفِي تلك اللحظة دخل سيف الى المطبخ فنهض الصغير فورا ما ان شعر بوجوده راكضا نحوه فاستقبله سيف باشتياق، حمله سيف وهو يضمه اليه ويقبله من وجنتيه قائلا كيف حال بطلي الصغير...
ضحك الصغير عاليا فهو يفرح كثيرا عندما يناديه والده بهذه الطريقه فيما التفت سيف الى نورا قائلا كيف حالك نورا...

بخير سيد سيف، اجابته مبتسمه فيما أكمل هو حديثه قائلا اخبريني كيف كان وضعك في الثلاثة ايّام السابقة، هل ارتحتي في السكن هنا، وكيف حال سيف معك...
لا تقلق سيد سيف كل شيء تمام، الصغير صحيح مشاغبا نوعا ما الا اني بدأت افهم الطريقه المناسبه للتعامل معه...
تحدثت جميله بدورها نورا رائعه سيد سيف، كما ان الصغير بدأ يتعود عليها وهذا واضح في تصرفاته معها...

انه شيء رائع، وكما قلت لك يا نورا، كلما ارتاح سيف معك اكثر، كلما راعيتك اكثر...
هزت نورا رأسها بتفهم وهي تبتسم بخجل...
بينما خرج سيف من المطبخ بعد ان أعطى الصغير لنورا وطلب من جميله ان تعد له القهوه وتجلبها له في مكتبه...
وجد معتز يدخل الى القصر وهو يهتف بسعادته قائله وأخيرا عدت، افتقدناك كثيرا يا رجل...
ضمه سيف بقوه وهو يضحك قائلا كلها ثلاثة ايّام، متى اشتقت لي...

غمز له معتز قائلا ثلاثة ايّام وعدت لنا بصيد بثمين...
بهذه السرعة الأخبار وصلتك، جمال من اخبرك بالتأكيد...
انا من سألته، أجابه معتز ثم اكمل قائلا من هذه الفتاة يا سيف، الم تقل انك ذاهب فقط من اجل العمل...
ثم اكمل بخبث ارحم نفسك قليلا يا رجل، سوف تختنق من كثره النساء في حياتك...
ضربه سيف على كتفه بقوه وهو يقول انظروا من يتحدث، ما اخبار صديقتك الجديده يا معتز...
انها رائعه، هل تريد ان تجربها بنفسك...

سيف بخبث ألن تمانع...
ولما أمانع، هل هي زوجتي مثلا، قالها بسخرية بينما تحدث سيف قائلا اتركنا من هذه الأحاديث الان، أريدك في موضوع مهم، تعال ندخل الى المكتب ونتناقش هناك...
في مكتب سيف
معتز وهو يجلس على الكرسي المقابل لسيف قائلا اخبرني اولا من هذه الفتاة...
لا تستعجل يا رجل، سوف اخبرك كل شيء، منذ متى وانا أخبئ عليك شيء يخصني...

هز رأسه بتفهم ثم قالالموضوع بالتأكيد يخص الصفقه الجديده، متى سوف نبدأ بها...
غدا سوف نبدأ في العمل عليها، لكن قبل ذلك خذ هذه...
ما هذه، سأله معتز بتعجب وهو يأخذ ذلك الجهاز الصغير جدا الأسود اللون منه...
انه جهاز يستخدم لتسجيل الصوت، جلبه كريستيان لي بمبلغ ضخم للغايه، اسمعني جيدا بما سوف تفعله به...

هز معتز رأسه بتفهم وهو يصغي لحديث سيف وما يخبره به ثم خرج بعدها من القصر متجها لتنفيذ ما طلبه سيف منه...

كانت واقفه امام شركة العمري تنظر اليها بتوتر شديد فاللحظة الحاسمه قد أتت وسوف تباشر عملها اليوم هنا والاسوء من هذا انها ستلتقي بقصي العمري لأول مره...

اتصلت بها موظفة الإستعلامات مساء البارحه لتخبرها بانه تم قبولها في الوظيفه الشاغره التي قدمت عليها وسوف تبدأ عملها صباح الغد منبهة عليها ان تأتي مبكرا عن بقية الموظفين، فهي كونها السكرتيره الخاصه بمدير الشركة فيجب ان تأتي قبله بحوالي نصف ساعة للتأكد من ترتيب مكتبه واعماله حتى عندما يصل يجد كل شيء منظم وجاهز للبدأ به...

سارت داخل رواق الشركة الضخمه بخطوات متعثره و خوف كبير مسيطر عليها، كانت الشركة فارغه لا يوجد بها احد ما عدا حراس الأمن، فما زال الوقت مبكّر على مجيء الموظفين...

وصلت الى مكتبها الخاص بها والذي أخبرتها الموظفة البارحه عن موقعه والطابق الذي يوجد فيه، اخذت نفسها عميقا وهي تحاول ان تضفي على نفسها القليل من الشجاعه، فاليوم هو بداية الطريق ويجب ان تتجهز له جيدا وتستقبله بهدوء وثقه حتى تنجح في مهمتها والا فان سيف لن يرحمها ابدا...

ألقت نظره خاطفه على ملابسها المكونه من تنوره طويله انيقه باللون الأخضر مع بلوزه بنية ثخينه للغايه، فهي قد غيرت رأيها بشأن ما جلبه سيف من ملابس لها، لن ترتدي تلك الملابس القصيره نهائيا هي متعوده على نمط معين من الأزياء ولن تغيره، كما ان الجو بارد للغايه وهي غير مستعده ان تمرض بسبب هذا، وليفعل ما يشاء، فطبيعة ملابسها ليست ضروريه في مهمتها الحاليّه بتاتا...

اخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وهي تتقدم ناحية غرفة مكتبها، كانت غرفة كبيرة نوعا ما وأنيقه للغايه، وضعت حقيبتها على المكتب الخاص بها ثم توجهت ناحية غرفة المدير لتتأكد من مدى ترتيبه...

تقدمت داخل المكتب ثم جالت ببصرها حوله لتجد في الطرف البعيد عنها مجموعة ملفات واوراق مبعثره على طاوله صغيره موضوعة امام كنبه جلديه سوداء اللون وعلى جانبيها كرسيين من نفس النوعيه، وضعت يديها الاثنتين على محيط خصرها بتفكير وهي لا تعلم ماذا تفعل، الا انها قررت بالاخير ان تقوم بترتيب الملفات كما أخبرتها الموظفه والتي أمرتها بترتيب وتنظيم كل شيء...

حملت الملفات بيدها وبدأت في ترتيبها حتى استوقفها صوت رجولي صدح في ارجاء المكتب من انت..
شهقت بصدمه من ظهوره امامها بهذا الشكل المفاجئ، ارتدت الى الخلف لا إراديا مما جعله يقول ساخرا هل رأيت عفريتا...

بلعت ريقها بتوتر وهي تتأمله بارتباك، كان واقف امامها على بعد مسافره قصيره عنها يرمقها بنظرات هازئة مرتديا بنطلون اسود اللون وقميص اسود ازراره العليا مفتوحه، وبالرغم من نظراته ولهجته الساخره الا انه كان يبدو متعبا بشده ووجهه شاحب وكأنه لم ينم منذ وقت طويل...
انا السكرتيره الجديده، وقد جئت لترتيب المكتب و...
قاطعها بسرعه قائلا تمام، فهمت...
ثم ذهب ناحية مكتبه وجلس على الكرسي الخاص به قائلا تعالي...

أطاعته فورا وذهبت اتجاهه فيما أردف هو قائلا ما اسمك...
يارا...
لا داعي لان اقول تلك المقدمات المعتاده، واخبرك عن واجباتك والتزامك في عملك لانكَ تعرفينها بالتأكيد...
هزت رأسها موافقه لكلامه بينما اكمل قائلا شيء واحد يجب ان تعرفيه، الامانه يا يارا، انت هنا في منصب سكرتيري الخاصه، ويجب ان تكوني امينه ومحافظه على اسرار عملي، اياكي ان تفكري في تسريب أيا منها...

ثم اكمل محذرا وإياك ان يغريك احد المنافسين لي فتبدئين بالعمل معه والتجسس علي، حينها لن تصدقي ماذا سوف افعل بك اذا فعلتي شيء كهذا...
ارتجف جسدها باكمله من كلامه فهاهو يذكرها دون قصد بحقيقة وضعها الحالي والسبب الذي جلبها اليه ويهددها أيضا دون ان يعلم بعد انها بالفعل جاسوسه لديه...
هزت رأسها بحركة اليه دليل على فهمها كلامه...

يمكنك الذهاب الى مكتبك الان، اتجهت للخارج الا انها توقفت فجأة وسألته قائله سيد قصي، هل تريد كوب من القهوة او الشاي...
نعم ارغب بشده يا يارا، ابتسمت بارتباك وهي تقول سوف اجلبها لك خلال دقائق، ثم ابتعدت خارجه من المكتب باكمله...

جلبت يارا القهوة لقصي بعد بضعة دقائق ثم اندمجت بعدها في الاعمال التي أوكلها اليها، ظلت تعمل لساعات طويله حتى جاء موعد خروجها، استأذنت يارا منه وخرجت تاركه اياه مندمجا في عمله ويبدو انه لا ينوي تركه اليوم...

كانت تمشي في الشارع ببطئ فهي لا ترغب في العوده الى منزلها مباشره، فالمنزل اصبح لا يُطاق بسبب زوج والدتها وتصرفاته المريضه، خصوصا ان والدتها لا تهتم كثير واغلب أوقاتها تقضيها في الخارج اما في عملها او تخرج مع احدى صديقاتها تاركة ابنتها الوحيدة مع زوجها...

ذهبت افكارها باتجاه قصي مديرها الجديد، اليوم الاول كان جيدا معه بالرغم انه اعطاها الكثير من الاعمال لإنجازها الا ان أسلوبه كان جيد، لقد مر اليوم بسلامقالتها لنفسها براحه...

لا إراديا وجدت نفسها تعقد مقارنه بينه وبين سيف، من ناحية الشكل لم يوجد اي تشابه فسيف ذو ملامح سمراء رجوليه خشنه وشعر اسود فاحم وجسم نحيل وطويل للغايه اما قصي فكان يناقضه في بياض بشرته الأقرب للشقار وشعره البني اللون وعينيه الفاتحه، جسديا كان اقصر من سيف بقليل واعرض منه...
اما اخلاقيا فيبدو مثله تماما مع بعض التحفظات لها فقصي تصرفاته تبدو ألطف من سيف نوعا ما...

كانت تسير بهدوء شارده في افكارها التي لا تنتهي منذ ان دخلت بهذه الدوامه، اثناء سيرها توقفت سيارة بجانبها مصدره صوتا عاليا ثم نزل شاب منها وقبض على ذراعها ساحبا اياها داخل السياره بسرعة قياسيه...
دفعها الى الداخل الى داخل السيارة لتجد معتز ينتظرها ثم دخل الرجل نفسه بعدها والذي لم يكن سوى أسد...
اصبحت جالسه بينهما هما الاثنين فيما تحرك السائق فورا...
معتز وهو يخلع نظارته كيف حالكِ يارا...

أنتم، ماذا تريدون، همست باضطراب...
فيما تحدث أسد قائلا ما هذا الكلام، يبدو نسيت انك تعملين لصالحنا...
هزت رأسها نافيه كلامه وهي تشعر بالرعب من هذين المجرمين اللذين يحاوطانها من الجانبين، بينما قال معتز سوف تفهمين كل شيء بعد دقائق، لا تخافي...

بعد دقائق توقف السائق في احدى الشوارع المعزولة مما جعل يارا تزداد رعبا وخوفا فهي الان مع ثلاثه رجال من المافيا وحيده في وقت متاخر من الليل ومنطقة خاليه من السكان...
تحدث معتز قائلا كيف كان يومك يا يارا، هل حدثت اي مشكله معك...
ابدا، كان يوم جيد، اجابته بصدق فيما اكمل تساؤله قائلا وكيف وجدت قصي العمري...
يبدو جيدا نوعا ما...

اخرج من جيب سرواله قطعة صغيره تبدو سوداء لم تميز شكلها كثيرا بسبب الظلام المحيط بهم والذي لا يخفف حدته سوى بضعة اضواء خافته...
أعطى الجهاز لها وهو يقول هذا جهاز يستخدم للمراقبه، يستخدم في تسجيل الأصوات لمسافات بعيده، متطور للغايه...
أخذته منه وهي تقول بتعجب وماذا سوف افعل به...
رفع حاجيه بدهشه من تساؤلها السخيف ثم عنفها قائلا ما هذا الغباء، سوف تستخدمينه في مهمتك هذه لتسجيل ما يحدث في شركة العمري...

صرخت بصوت عالي مستحيل، سوف يكشفني فورا، هو يضع كاميرات مراقبة في مكتبه...
قبض على ذراعها بعنف قائلا اولا لا تصرخي في وجههي هكذا، ثانيا من قال انك سوف تضعينه في مكتبه يا ذكيه، انت سوف تبقيه في حقيبتك وهو سوف يسجل كل ما يدور حوله، فهمتي الان..
هزت رأسها بتوتر وهي تقول فهمت...
ثم طلب معتز من السائق التحرك فورا لايصال يارا اولا الى منزلها وبعدها ايصالهم الى قصر النصار مره اخرى.

وقفت بسيارتها امام الشركة الخاصة بحازم والتي حصلت على عنوانها من قبل صديق لها مقيم في أمريكا منذ وقت طويل...
اخبرها صديقها أيضا ان موعد خروجه من الشركة الساعة السابعه مساءا اي بعد ربع ساعة من الوقت الحالي...

انتظرته امام شركته وهي جالسه بسيارتها على مسافه بعيده عنه نوعا ما، وأخيرا وجدته يخرج منها متجها ناحية سيارته، شغلت سيارتها هي الاخرى وهي تتجه نحوه بحركة مدروسة قد خططت لها مسبقا، ما ان يبدأ في اخراج سيارته من مكانها المخصص حتى تأتي وهي تنوي ادخال سيارتها في المكان المجاور لها الا انها تفقد سيطرتها على مقود السياره للحظات فتصطدم بها...

زفر حازم بغضب بعدما فعلته تمارا بسيارته، فتح الباب خارجا من سيارته ثم أغلقها بقوه متقدما ناحيتها وعلامات الغضب واضحه على ملامحه، وخرجت تمارا هي الاخرى بعدما وجدته يتجه نحوها...
تمارا وهي تهتف ببكاء مصطنع يا الهي ماذا فعلت، انا أسفه، اعتذر منك بشده، فقدت سيطرتي على المقود فجأة وحدث ما حدث...
رق قلب حازم لدموعها وتوسلاتها فتحدث بهدوء قائلا حسنا يا انسه اهدئي، لا يوجد شيء يستدعي بكائك...

كيف تقول هذا وانا دمرت سيارتك من الخلف...
أجابها ببساطه سوف يتم تصليحها، انها ليست معضلة...
مسحت دموعها وهي تقول حقا...
بالتأكيد...
وماذا عن سيارتي، لقد تدمرت هي الاخرى من الامام...
لا تقلقي، سوف اخذها مع سيارتي الى ورشة تصليح قريبه من هنا...
ابتسمت له وهي تقول لكن انا من سيدفع ثمن تصليح السيارتين...
مالذي تقولينه، بالتأكيد انا من سيدفع ثمن الاثنتين...
لكن انا من تسببت في هذه الحادثة.

حازم بحزم لا يهم، منذ متى والنساء يدفعون بالنيابه عنا، انا من سيدفع ثمن تصليح السيارتين، هذا الموضع غير قابل للنقاش...
حاولت التحدث مره اخرى الا انه قاطعها قائلا انتهى الامر يا انسه، والآن دعينا نذهب الى الورشة قبل ان يغلقها صاحبها، فالوقت قد تأخر كثيرا...

بعد حوالي ساعة خرجا كلاهما من الورشة بعد ان أخبرهم صاحبها انه لن ينتهي من تصليح السيارتين قبل ثلاثة ايّام...
حازم وهو يوجه حديثه اليها قائلا عندما ينتهي من تصليحها سوف اجلبها لك...
تمارا بخجل لا اعرف ماذا أقول لك حقا، انت شهم للغايه، أشكرك كثيرا...
حازم بابتسامه خفيفه لم افعل شيء يستدعي الشكر يا انسه، هذا واجب على اي شاب ان يفعله مع شابه رقيقه مثلك...
ابتسمت بخجل اكثر وهي تقول شكرا مره اخرى...

سألها قائلا اعطيني رقم هاتفك، حتى اتصل بك قبل ان اجلبها لك، كما انني ما زلت اجهل اسمك، لقد نسينا ان نتعرف على بعضنا...
مدت يدها اليه وهي تهتف بابتسامه واسعه أعرفك بنفسي، انا تمارا الهادي...
ابتسم هو الاخر ممسكا يدها بقوه وهو يقول وانا حازم النصار، وبالطبع تشرفت بمعرفتك...

ابتسمت بسعادة فيبدو ان الطريق نحو حازم اسهل مما تظن، فهو يبدو لطيف وذو شخصيه رائعه للغايه عكس أخيه، مما جعلها تشعر بالحماسة الشديده لما هو قادم وتحديدا للقاء الذي ينتظرها معه بعد ثلاث ايّام.

تقدم معتز من سيف الذي كان جالس في مكتبه يتابع أعماله ويتبعه أسد وهو يقول نفذت جميع ما قلته...
سألتها عما فعلته في اول يوم عمل لها...
يبدو انها مرتاحة نوعا ما، لم تشكو من شيء معين...
أسد وهو يجلس على الكنبه المقابله لهما قائلا لا افهم بماذا سوف تفيدك تلك السماعات، مالذي سوف تسمعه مثلا...
ولا انا أيضا افهم سبب اعتراضك عليها بما انها لن تضرنا بشيء...

سكت أسد ولَم يرد عليه فيما تحدث معتز قائلا هل سوف تذهب الى السباق...
ما هذا السؤال يا معتز، منذ متى وانا أفوت سباق كهذا...
قلت هذا لأنك عدت من السفر مساء البارحه...
حتى لو عدت مساء البارحه، لن أفوته أيضا...
ثم سأله قائله سعيد لم يأتِ بعد، أليس كذلك...
اجابه معتز قائلا كلا لم يأتِ بعد، ولَم يتصل بِنَا نهائيا، وحاولت الاتصال به هاتفه مغلق...

سيف بتأفف لا افهم لما يختفي هكذا دائما، المهمه لا تستدعي كل هذا الوقت الطويل...
تحدث اسد هو الاخر قائلا انا لا افهم أصلا كيف توكل له مهمات تخص عملنا، هذا أفضل شيء يفعله ان يجلب لجميله طلبات المطبخ ويساعدها في تنظيف حديقة القصر...
لانه أمين ومخلص، اثق به كثيرا، لهذا أوكل له مهمات كهذه، كما انه يظهر أمامك مهملا نوعا ما، الا انه وقت الجد يثبت كفائته وبشده، قال كلماته الاخيره وهو ينهض من مكانه...

سأله معتز الى أين...
سوف أسبقكما انا في الخروج، أنتما تجهزا للسباق والحقوني، ولا تنسى ان تجلب ليان معك...
قالت كلماته الاخيره وهو خارجا من الغرفه بينما تقرب اسد من معتز وهو يسآله يبدو ان هناك فتاة جديده في الموضوع...
معتز بسخريه
نعم وهذه المره استوردها خصيصا من باريس...
حقا، على أساس انها رحلة عمل فقط...
منذ متى والعمل يمنع سيف عن النساء...
في هذه معك حق...

اكمل معتز قائلا هيا بنا لنتجهز قبل السباق، لنرى ليان أيضا ونخبرها بهذا...
ثم أردف بضجر سوف ننتظرها لوقت طويل كالعاده، ليان تحتاج ثلاثة ايّام حتى تنتهي من تجهيز نفسها...
انتظرها لوحدك، انا لا علاقة لي بكم...
ما معنى هذا...
معناه سوف اذهب لوحدي، وانت هات ليان معك...
هكذا اذا يا اسد، تبيع معتز بهذه السهوله...

اعذرني يا صديقي، اقف جانبك في جميع الأوضاع، لكن عندما يصل الموضوع الى ليان، فأنا غير مضطر الى تحمل حموضتها من اجل أيا كان...

خرج قصي من شركته يتبعه رامي بعد يوم طويل قضياه في متابعة الاعمال التي تراكمت عليهما خلال الثلاثه ايّام الفائتة التي قضوها في عزاء والده...
وجدوا هايدي تنتظرهم في الخارج واقفه بجانب سيارتها مما جعل رامي يحدثه ساخرا اذهب اليها، يبدو انها تنتظرك منذ وقت طويل...
ذهب قصي نحوها وهو يقول اهلًا هايدي، ماذا تفعلين هنا في وقت كهذا...

ابتسمت بعذوبة وهي تحيط رقبته بيديها قائله اشتقت لك، ما رأيك ان نذهب الى شقتنا...
لا أستطيع، لدي سباق مهم يجب ان احضره...
زمت شفتيها بضجر وهي تقول هناك شيء مهم يجب ان تعرفه...
قلت لك لدي سباق مهم، اجلي هذا الموضوع لوقت اخر...
حسنا، سوف أاتي غدا الى الشركة لنتحدث فيه...
أجابها بهدوء كما تريدين...

اقتربت منه وهي تقبله من خده ثم دخلت الى سيارتها وقادتها مبتعده عنه فيما تقرب رامي منه وهو يقول انها مغرمه بك جدا...
هز رأسه وهو يقول معك حق، دعنا نذهب الان، اريد ان استحم اولا وأغير ملابسي وبعدها نذهب للسباق...
معك حق، وانا أيضا...

كانت رغد جالسه في الجناح الخاص بها وهي تقلب في هاتفها بضجر، منذ لحظات كانت تتحدث مع تمارا وأخبرتها عن اللقاء الذي جمعها بحازم وتفاصيله، وكانت تبدو تمارا مرتاحة ومنتعشه بشكل غريب، وقبل تمارا تحدثت مع كريستين ووالدتها أيضا، وهاهي الان جالسه وحيده لا تعرف ماذا تفعل، كانت قد خرجت صباحا وتجولت في أنحاء الفندق الذي كان رائعا جدا أشبه بمنتجع سياحي، كان الفندق هذا ملكا لسيف أيضا، وقد أوصى بعنايه خاصه بها، فقد اختار لها جناح فخم للغايه أشبه بالغرف الملكية، مع اهتمام مبالغ فيه من قبل موظفي الفندق...

سمعت طرقات على الباب فسارعت لفتحه وهي تجد سيف واقف أمامها وعلى شفتيه ابتسامه هادئه قائلا مساء الخير آنسة رغد...
اجابته برسميه تشابه حديثه مساء النور، سيد سيف...
هم بالدخول الى جناحها الا انها أوقفته وهي تقول الى اين...
سيف بتعجب اريد ان ادخل، هل تمانعين دخولي...
رغد وهي تضع يدها على الباب واليد الاخرى على خصرها بالتأكيد...
زم شفتيه بسخريه ثم قال حسنا ليس مهم، انتظرك في الأسفل حتى تتجهزي لنخرج سويا...

رغد بتساؤل نخرج سويا...
نعم، هذا اول يوم لك ولا يجب ان تقضيه هنا، سوف تستمتعي كثيرا معي...
اصطنعت التفكير قليلا رغم انها من الداخل كانت سعيده جدا ومتلهفه للخروج حتى قالت اخيراً حسنا لا مانع لدي، سوف اتجهز وانزل لك...
أرجو ان تتجهزي بسرعه، لا أحب ان انتظر كثيرا...
لا تقلق، لست من النوع الذي يتأخر في تجهيز نفسه ويأخذ وقت طويل لهذا...

بعد حوالي ساعة كامله كان سيف جالس في صالة الاستقبال منتظرا رغد التي تأخرت كثيرا، نظر الى ساعته بضجر وهو يقول تأخرت ساعة كامله، هذا كله وهي لا تتأخر في تجهيز نفسها، كيف لو كانت تتأخر اذا...
بعد دقائق قليله تقدمت رغد منه وهي تبتسم قائله هل تأخرت عليك...
سيف بسخريه نهائيا، معك حق فأنت من النوع الذي لا يحتاج وقت طويل لتجهيز نفسه...
عقدت حاجبيها بضجر من سخريته ثم قالت الى اين سوف تأخذني...

هل تحبين سباقات الرالي...
رغد بحماس شديدبالتأكيد، لا تقل انك سوف تأخذني الى هناك...
نعم سوف نذهب الى هناك، بصراحه ظننت انك لا تحبينها، لكن تبدين متحمسة لها جدا...
جدا جدا...
سيف غامزا لها هذا رائع، وأخيرا وجدنا شيئا مشترك بيننا...
ابتسمت بخجل فيما قبض هو على يدها جارها ورائه وهو يقول هيا بنا لنذهب، لقد تأخرنا كثيرا...
^.

اقتربت ليان من رغد التي كانت جالسه على احد الكراسي الخشبية تتابع السباق الذي بدأ منذ قليل بين سيف ومنافس جديد له، كانت هذه المنافسه الثالثه له منذ ان جاء وقد فاز في المنافستين اللذان سبقاها...
عندما دخلا سويا الى المكان اتجهت الأنظار لهما فورا، وبدأت الهمسات والتساؤلات بين الحظور عن هوية الفتاة التي جائت مع سيف النصار والتي يرونها لأول مره...

عرفها على اخته ليان وعلى صديقة المقرب معتز ومرافقه الشخصي اسد، ثم اجلسها هنا وذهب للتجهز للسباق...
كان المكان عبارة عن صحراء واسعه تحيطها الجبال الرملية من جميع الاتجاهات، يوجد خيم منتشره أيضا في عدة أماكن وبجانبها كراسي عديده فيما يتحرك النادلون لتوزيع مختلف انواع المشروبات وصوت أغاني هادئه يصدح في ارجاء المكان...
ليان وهي تجلس على الكرسي الذي بجانبها قائله بوقاحة انت عشيقه سيف الجديده...

انتفضت رغد فورا من وقاحتها المفرطه، كزت على أسنانها بغضب وهي تحاول ان لا تنفعل عليها ثم أخذت نفسا عميقا وهي تقول بالتأكيد لا، انا موظفه لديه فقط...
ليان بنبرة خبيثه لا تنزعجي مني، نحن متعودون من سيف ان يأتي دائما ومعه فتاة جديده، والتي بالطبع تكون عشيقته، لذا ظننتك انت أيضا مثلهن...
رغد بحزم انا لست مثلهن، انا جئت للعمل معه لا اكثر، وقد جلبني معه لأنها زيارتي الاولى الى هنا...

غمغمت ليان بخفوت اممم، لنرى اذا...
فيما استدارت رغد مره اخرى لتتابع السباق وقد شعرت بغضب كبير من حديث ليان معها، وجدت سيف يقترب بسيارته ويبدو انه كسب السباق كالعاده...
هبط سيف من سيارته الرياضيه وهو يبتسم بانتصار فهاهو قد غلب جميع منافسيه كالعاده...
تحدث الحكم الخاص بالسباق وهو يقول هل من احد اخر يريد ان يتسابق مع السيد سيف...

التزم الجميع الصمت فهم لا يرغبون الدخول في منافسه نتيجتها معروفه منذ البدايه، التفت سيف الى الحكم قائلا بسخريه يبدو ان الجميع يخاف من منافستي...
قطع حديثه صوت رقيق قادم من بعيد ميزه فورا دون ان يلتفت حتى، كانت رغد تتقدم اتجاههم بابتسامه واثقه وهي تكرر ما قالته بصوت بدا اكثر وضوحا انا، انا اريد ان اتسابق معه...

بدأت الهمهمات تعلو بين الحضور الذين كانوا يتابعون السباق بحماس شديد فكيف لفتاة مثلها ان تدخل في منافسه مع سيف الذي تفوق على من هم أضخم واقوى منها...
ذهب سيف ببصره اتجاه معتز الذي رفع يده بعلامة الاستسلام فهو الاخر كان متفاجئ مما فعلته، بينما اقتربت ليان من معتز وهو تقول بتعجب ما قصة هذه الفتاة يا معتز، من تكون اصلا ليجلبها سيف معه الى هنا والادهى انها تجرأت ودخلت في منافسة معه...

وما أدراني انا، اذهبي واسألي من جاء بها الى هنا، لماذا تسألينني انا...
زمت شفتيها بضجر وهي ما زالت ترمق رغد التي اقتربت من سيف وأصبحت مقابلة له بنظرات مستهجنه...
تقدم الحكم الخاص بالسباق من رغد معطيا اياها مفتاح السيارة التي سوف تتسابق بها...
اخذت المفتاح منه بينما هتف سيف بتعجب قائلا هل انت جادة في دخولك هذا السابق...

انا أيضا اجيد القيادة بشكل رائع، كما شاركت مسبقا في هذه النوعية من السباقات، في الحقيقة ارغب كثيرا في دخول منافسه كهذه معك...
ألقت كلماتها تلك وهي تتجه نحو السيارة الخاصه بها، جلست امام المقود الخاص بها و قامت بتشغيلها مما اضطر سيف هو الاخر للعودة الى سيارته وتشغيلها...

كان سيف يقود سيارته بأريحية كبيره قاصدا ان يخفف سرعته مما جعل رغد تتقدم عليه في بادئ الامر خصوصا انها كانت تقود بسرعة كبيره وحماس، كان قاصدا ان يفعل هذا تاركا لها المجال مفتوح حتى تأخذ راحتها وتقود باستمتاع واهما إياها انها على مشارف الانتصار عليه وعندما يأتي الوقت المناسب يتقدم هو بسرعة كبيره بغته عنها، وفعلا ما ان وصلا الى نهاية الطريق حتى ضغط على مكابح سيارته بقوة متقدما عنها بسرعة خياليه وحاولت رغد هي الاخرى ان تزيد سرعتها الا انها فشلت في هذا وغلبها سيف في الأخير...

نزل سيف من سيارته متقدما نحوها، فتح باب سيارتها لها لتنزل منها وهي تقول بضجر لقد فزت أيضا...
سيف بثقة كالعاده، هل كنت تتوقعين ان تغلبينني مثلا...
كنت على وشك الفوز، انها خسارة مشرفه، اعترف بهذا...
معك حق، أجابها بسخريه فيما تحدث الحكم مره اخرى كعادته سائلا عمن يرغب في منافسه سيف أيضا...
اقترب سيف منه قائلا لننهي السباق يا راشد، لا احد يرغب في دخول المنافسه معي...

من قال هذا، هناك من يرغب، يرغب بها كثيرا...
استدار سيف ناحية قصي العمري الذي كان واقف أمامه واضعا يديه في جيوب بنطاله بينما رامي يقف خلفه ناظرا الى سيف بجمود، ثم تقدم منه قصي وهو يقول هل تريد ان تنهي السباق قبل ان تدخل في منافستك الاخيره معي، مع قصي حبيبك...



look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:27 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع

كان معتز واقفا يتابع السباق الذي بدأ منذ لحظات بين سيف وقصي، يتأفف بضجر فهو لا يحبذ تلك المنافسات التي تجري بين هذين الاثنين، كلاهما يتحدى الاخر بطريقة مرضيه، يتنافسان على كل الأشياء المتاحه حتى السخيفه منها والتي لا تستدعي المنافسه من الأساس، يجاهد كل منهما لإثبات انه الطرف الاقوى...

عداوة عائلية امتدت لسنوات طويله منذ وقت اجدادهم ليوروثها الى ابنائهم ثم احفادهم والذين استقبلوها بكل ترحيب واستعدوا لها خير استعداد...

احيانا يرغب في إقناع سيف بانهاء هذه العداوه والتركيز في عملهم واشياء اخرى اهم من منافسة قصي وتعقبه، الا انه يعلم جيدا ان هذا مستحيل، فسيف تربى على يد والده حسن النصار والذي لم يتوانى لحظه واحده في زرع بذور الحقد والكراهيه داخله وحثه طوال الوقت على محاربة أعداءه بكل قسوة واجرام، فحسن النصار كان رجل قاسي القلب ذو عقل إجرامي بشكل مخيف لا يرحم احدا ابدا وقد تولى بنفسيه تربية سيف وإعداده لمهمته كزعيم للعائلة من بعده غارسا فيه جميع صفاته هذه، وحتى لو حدثت معجزه وقرر سيف ان ينهي هذه المنافسه فقصي لن ينهيها بتاتا فهو الاخر تربى على يد عدنان العمري والذي لا يختلف نهائيا عن حسن النصار في إجرامه وقسوته...

بعد فترة قصيره بدأ يلمح اضواء خافته تقترب من بعيد بينما تأهب الجميع للتعرف على الفائز في هذا السباق، وصلا الاثنان في نفس التوقيت متعادلين في هذه المنافسه وهذا هو المتوقع عندما يتقاتل المتنافسان من اجل الفوز وكلاهما يريد الفوز ليس من اجل نفسه بل من اجل خسارة الطرف الاخر...

هبط سيف من سيارته اولا متقدما ناحية معتز يتبعه قصي الذي ذهب باتجاه رامي، أوقف سيف النادل الذي كان يمر بجانبه ثم أخذ منه كأس يحوي مشروب كحولي وشربه على دفعه واحده وأعاده له مره اخرى، تطلع الى رغد فوجدها مندمجه في الحديث مع ليان بينما اقترب اسد منه وهو يقول متى سنذهب...
تطلع معتز الى سيف والذي كان وجهه جامد بلا تعابير فسأله قائلا هل انت متضايق لعدم فوزك في السباق...

اجابه سيف بجديه ليس تماما، لكن كنت ارغب بشده ان أحقق انتصارا كهذا عليه، ثم استطرد في حديثه قائلا لنذهب الان، لقد تأخر الوقت ولدينا اعمال مهمه غدا صباحا، خذ انت يا معتز ليان معك وانا سوف أوصل رغد الى الفندق...
تمام، اجابه معتز بهدوء وهو يتبع سيف الذي تقدم من مكان جلوس رغد وليان قائلا هيا انهضوا سنذهب الان، نهضت كلتا الفتاتين من مكان جلوسهما ثم حدثت رغد من ليان قائله بابتسامه سعدت بمعرفتك ليان...

اجابتها ليان بابتسامه مماثله وانا أيضا، سوف اراك مره اخرى بالتأكيد، طالما سوف تبقين ثلاثة أشهر معنا...

بالتأكيد، اجابتها رغد بهدوء ثم ذهبت مع سيف وهي تفكر في ليان، ففي بادئ الامر تضايقت من حديثها الوقح معها بشده وتجاهلتها تماما، لكن بعدها جائت ليان وجلست بجانبها وبدأت تفتح الأحاديث معها ولم تستطع رغد سوى التجاوب بالتأكيد خصوصا انها الاخرى كانت تجلس وحيده في هذا المكان لا تعرف احدا بينما سيف مشغول في السباق، ومن خلال حديثها وجدت ان ليان ليست شخصية سيئه لهذه الدرجه هي فقط تبدو مندفعه ومغرورة قليلا الا انها استشعرت مرحها ومشاغبتها في اثناء حديثها معها مما جعلها تتناسى ما قالته...

اوصل سيف رغد الى الفندق والغريب انه نزل معها موصلا إياها الى الجناح الخاص بها...
وقفت رغد امام باب جناحها بينما سيف يقف مقابلها تماما مما جعلها تبتسم بخجل وهي تقول هل سوف تظل واقفا هنا هكذا...
ألن تدعيني للدخول معك وتضيفيني ولو بمشروب كولا حتى، قال جملته الاخيره ساخرا...
اجابته برفض بالتأكيد لا، الوقت متاخر كما انه، توقفت عن الحديث فجأة وهي تراه ينظر اليها بطريقه غريبه اخرستها فورا...

كانت عيناه مركزه على وجهها بنظرات راغبة مشتعلة سببت لها انقباضه قويه في قلبها بينما بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنه يتأهب لموجة مشاعر ناريه سوف تقتحهما بعد لحظات بقوة...
قبض على خصرها بيديه جاذبا إياها اليه ليلتصق جسدها الرقيق بجسده القوي المتملك...
قرب وجهه من وجهها حتى بات الفاصل بينهما لا يتعدي سنتيمتر واحد بينما تركزت عيناه على عينيها الخضراوتين وهو يرى فيهما اللهفة والتردد في ان واحد...

رغد، غمغم بخفوت بينما عيناه انخفضت هذه المره نحو شفتيها المكتنزتين...
ولأول مره تشعر بلذة اسمها ومدى جماليته، اسمها الذي خرج من فمه كمقطوعه موسيقية عازفه على أوتار قلبها البريء...
اقتنص شفتيها بقبلة دافئه ناعمة دغدغت مشاعرها وسببت لها رجفه امتدت على طول عمودها الفقري بينما نبضات قلبها المسكين ازدادت ارتفاعا حتى شعرت به يكاد يخرج من بين أضلعها...

بالرغم من إدراكها لخطأ ما يحدث الا انها لم ترغب في دفعه بعيد عنها بل انها مدت يديها لتحيط برقبته تبادله قبلته بلهفة وشوق وكأنها تنتظرها منذ زمن طويل مما جعله يزيد من عمق قبلته ماحيا كل ذرة مقاومة من الممكن ان تتولد لديها مسيطرا على أحاسيسها بعبق انفاسه التي اخترقت قلبها قبل شفتيها...

اغلقت باب جناحها بسرعة مستنده عليه وهي تضع يدها على صدرها وتلهث بقوة، تقدمت بخطوات بطيئة ناحية المرأة وهي ترى انعكاس صورتها فيها، كانت شفتيها حمراوتين منتفختين بشكل واضح فلمستها بهدوء وهي تشعر بآثر قبلاته التي تركها فيها، عضت على شفتها السفلى بحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له وتجاوبها المخجل معه...

لكن الامر لم يكن بيدها فما ان لامست شفتيه شفتيها حتى انهارت جميع الحصون التي احاطت نفسها بها...

الإحساس الذي شعرته في تلك اللحظة كان أقوى من اي معارضة قد تبدي منها تجاهه، احساس اطاح بها فورا وقضى على اي مجال للتعقل متواجد لديها، وكأن قبلته تلك كانت الاشارة التي تنتظرها منذ وقت طويل تحديدا منذ ان قابلته، لتثبت لها الحقيقة التي حاولت ان تتجاهلها في الأيام الماضيه، حقيقة كانت تهرب منها طوال الوقت الا انها فالأخير استسلمت لها بهذه الطريقة المفجعة...

عندما وصلت افكارها الى تلك النقطه شعرت بالم قوي يحتل قلبها ودموع حارقة تكورت داخل مقلتيها وهي تحدث نفسها قائلة ليس هذا الرجل بالذات يا رغد، ليس هو ابدا...

وقف بسيارته امام مستشفى الأمراض النفسيه التي تقطن فيها دارين زوجته!
فتح باب السيارة هابطا منها بتثاقل متجها الى داخل المشفى دون ان يستأذن من احد حتى رغم ان الوقت تعدى الثانية صباحا، فهو لديه الصلاحية في الدخول الى هذه المشفى متى ما أراد ولا يحق لأي شخص ان يقف في وجهه أو يسأله حتى...
كان يسير داخل رواق المشفى الخالي من البشر حتى وصل اخيراً الى غرفتها...

فتح الباب بهدوء ثم دخل اليها بعد ان أغلقه مره اخرى...
اقترب منها بتمهل ووقف بجانبها يتأملها قليلا بينما كانت هي نائمة على سريرها بسلام لا تشعر بوجوده حولها وبهذا القرب...
امتدت يده نحو خدها فضربه بخفه حتى تستيقظ من سباتها، ثم هزها بعنف وهو يصيح بها ان تستيقظ...
فتحت عينيها لتتفاجئ به أمامها واقفا ينظر اليها بجمود تام...

وما ان تحركت من مكانها رافعه رأسها قليلا للأعلى مرتده بجسدها الى الخلف في حركة لا اراديه حتى امتدت يده قابضة على رقبتها بقوة...
سيف وهو يخنق انفاسها بقسوه هل يجب ان استعمل العنف معك دائما يا دارين، الا تستطيعين ان تضعي لسانك داخل فمك، الم تتعلمي من أخطائك السابقة بعد...

كان يتحدث وهو يزيد من شدة قبضته على رقبتها، بينما كانت هي تحاول التملص منه لكن بلا فائدة، حتى تأكدت ان نهايتها هذه المره أتت لا محاله، ويبدو انها ستخرج اخر انفاسها بعد قليل، كفت عن مقاومتها الواهية وهي تغمض عينيها مستسلمه ليده القذره التي التي تغتال روحها بكل قسوة...

الا انه فاجأها وهو يتركها مبتعدا عنها مما جعلها تسعل بقوه وهي تضع يدها على رقبتها ما زالت غير مستوعبه لحقيقة انه لم يقتلها وأنها ما زالت حية، اقترب منها مره اخرى وهو يقبض على وجهها بيديه قائلا هذه المره تركتك تستردين أنفاسك في اخر لحظه، في المره القادمة لن افعلها، هذا اخر تحذير لك...
ثم خرج من غرفتها صافقا الباب وراءه تاركا إياها تلهث بقوه والرعب مسيطر عليها بينما هطلت دموعها بغزارة لتغطي وجهها.

في صباح اليوم التالي
في شركة العمري.

زفرت بضيق وهي تنظر الى كومة الملفات الموجودة على مكتبها والمطلوب منها ان تنتهي منها خلال مدة زمنيه لا تتعدى ثلاثة ايّام، البارحه نعتته باللطيف واليوم تشتمه بأبشع الألفاظ بعد كمية المهام التي أوكلها اليها، هي لم تكن من النوع المتكاسل يوما بل على العكس، دائما كانت نشيطة وتنجز أعمالها بحماس شديد بلا ملل أو ضجر، لكن هذه المره الوضع مختلف فكمية الملفات التي تركها اليها مبالغ فيها، هل يحاول ان يختبر مدى كفائتها مثلا، هي الان يجب ان تنجز هذه الاعمال بوقتها المحدد حتى لا يغضب منها، والله وحده يعلم ما قد يفعله بها قصي العمري اذا غضب...

مسكت قلمها بيدها وفتحت احدى الملفات الموجودة أمامها لتبدأ في دراسته، كانت تعمل بتركيز شديد حتى شعرت بشخص ما يدخل مكتبها، رفعت ببصرها لتتعرف على هوية الشخص القادم فوجدتها شابه انيقه ترتدي فستان اسود قصير فوقه سترة حمراء صوفية تنظر اليها بابتسامه لطيفه وهي تقول صباح الخير، اريد مقابلة قصي من فضلك، أخبريه ان هايدي الصاوي جائت لرؤيته...

هزت رأسها بتفهم وهي ما زالت مبهوره بجمال وأناقة هذه الفتاة الواقفه أمامها والتي تبدو مقاربة لها في السن، أخبرت مديرها بقدوم هايدي الصاوي فأمرها ان تسمح لها بالدخول فورا...
سارت هايدي أمامها متجهه نحو مكتب قصي بينما نظرات يارا المبهوره ما زالت تتبعها الا انها سرعان ما عادت بتركيزها الى كومة الملفات اللتي تنتظرها...

في مكتب قصي
نهض قصي من مكانه لاستقبال هايدي التي اقتربت منه وهي تقبله على خده بحب ثم ابتعدت عنه وجلست على الكرسي المقابل له بينما عاد هو الاخر ليجلس في مكانه المعتاد...
تحدث قصي قائلا قهوة أم عصير، ماذا تفضلين...
فأجابته بهدوء شكرا قصي، تناولت فطوري قبل مجيئي الى هنا بقليل، ليس لدي شهية لتناول اي شيء الان...
ثم اكملت بارتباك اريد الحديث معك في موضوع مهم...

قصي بجديه تحدثي يا هايدي، كلي اذان صاغيه لك...
انا حامل...
قالتها بترقب مخيف وهي تنتظر ردة فعله تجاه ما سمعه منها، ظل يتطلع اليها بصمت لفترة قصيرة حتى قطع هذا الصمت بنفسه وهو يقول حقا، مبارك لك...
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول ان تفهم شيئا منه، فردة فعله لم تكن توحي بشيء لها، كانت بارده بلا اي معنى...

تحدثت باضطراب وهي تقول والآن ماذا سنفعل يا قصي، ما هي الخطوه القادمة التي ستتخذها بعدما علمت بحملي...
عفوا، عن اي خطوة تتحدثين، ما علاقتي في الموضوع، قالها ببرود تام بينما رفعت هي احد حاجبيها بتعجب قائله ما علاقتك في الموضوع! انه ابنك...
وكأن كلمتها تلك أوقدت لهيب الغضب المخزون بداخله مما جعله ينهض من مكانه وهو يضرب المكتب بيديه بعصبيه أجفلتها بشده...

أعيدي ما قلتيه من فضلك، هذا الموضوع ليس لي علاقة به، هل فهمتِ...
صرخت به بغضب وهي تنهض من مكانها ماذا تقول انت...
ذهب اتجاهها قابضا على ذراعها بقوة وهو يصرخ بها بعصبيه مفرطة تلوين ذراعي يا هايدي، تحاولين اجباري بهذه ألطريقه على الزواج بك، تظنين ان بما قلتيه سوف اذهب راكضا لوالدك واطلب يده منك...
انا لا اكذب، انا بالفعل حامل منك، والتحاليل التي تثبت ما قلته موجودة في حقيبتي...

كذبك من عدمه لا يهمني، بكل الأحوال انا لن اتزوجك يا هايدي، وحتى لو كانت لدي نية بشيء كهذا، بفعلتك هذه تراجعت عنها، ليس قصي العمري من تتحكم به امرأة وترغمه على شيء لا يريده، هل فهمتِ...
ابتعدت عنه بعد محاولات عديده ثم صرخت به انت سافل وحقير، كنت تتقرب مني من اجل والدي فقط، حتى تكسبه في صفك، والدي الذي فعلت المستحيل لتكسب رضاه، وانت تعرف جيدا انك بلا دعمه لا تساوي دينار واحد حتى...

صفعه قوية على وجهها كان رده المناسب عليها، اقترب منها وهو يقبض على وجهها بين يديه قائلا بنبرة مرعبه أعيدي ما قلته، من هذا الذي لا يساوي شيء، ان كان والدك ذو منصب مهم في الدولة فهذا لا يعني انه اعلى شأنا مني، اذهبي واسألي والدك من ساعده في محنته الاخيره قبل ثلاث أعوام، من دفع عنه ديونه وساعده في ترميم خسارته، ما بيني وبينه مصالح مشتركه يا حلوتي، والدك لا يساعدني هكذا بلا سبب، جميع ما يفعله معي له مقابل...

كانت تعلم هذا جيدا، فقصي من اهم رجال الاعمال في البلد، الذي لا يقل عن والدها شيئا، الفرق الوحيد انه لا يملك منصب سياسي في الدولة، لكن غضبها منه اعماها وجعلها تتفوه بكلام لا معنى له من الأساس...
سوف اتحدث مع والدي يا قصي، ساخبره انك شخص حقير لا تستحق دعمه لك في الصفقه التي تنتظرها...
أجابها ساخرا قولي له ما تشائين، وعندما يسألك عن السبب، اخبريه انك كنت على علاقة معي وحامل مني أيضا...

اخبرها بهذا وهو يعلم جيدا انها لن تتجرأ لحظه واحده في اخبار والدها عن شيء كهذا، فهو لن يرحمها بالتأكيد...
انا لا اصدق انك نذل الى هذه الدرجه، كيف خدعتني بسهوله...
انا لم أخدعك يا هايدي، كل شيء تم بارادتك، كما انني لم أوعدك بالزواج أو شيء من هذا القبيل...

انت سوف تتزوجني يا قصي، انا حامل منك وانت مجبور على هذا، قالتها بصرخة متوسله الا انه سحبها من يدها متجها بها نحو الخارج وهو يقول هذا الطفل لا علاقة لي به، انت من قررتِ ان تحمليه لوحدك، لهذا انت ستتحملين مسؤوليته لوحدك أيضا...

ثم فتح الباب لها وهو يقول اخرجي، ظلت واقفه مكانها بلا حراك مما جعله يدفعها بقوة الى الخارج بينما انتفضت يارا من مكانها وهي ترى هايدي تخرج بعصبيه ثم وقفت في منتصف غرفتها وهي تصرخ بقصي الواقف أمامها بجانب باب مكتبه سوف ادمرك يا قصي، اقسم لك انني سوف انهيك، ليست هايدي الصاوي من تتعامل معها هكذا وتهينها بهذه ألطريقه، قالت كلماتها الاخيره بصياح ثم ذهبت الى الخارج تحت أنظار موظفين الشركة الذين سمعوا صياحها باكمله...

ظلت يارا تنظر الى قصي بارتباك بينما دخل هو مره اخرى الى مكتبه، حمل هاتفه وسترته ليخرج مره اخرى مخبرا إياها ان تلغي جميع مواعيده فهو لن يعود الى الشركة هذا اليوم...

ما ان خرج قصي حتى جلست يارا في مكانها متعجبه مما يحدث حولها، اتجهت أنظارها لا إراديا الى حقيبتها هناك حيث يوجد جهاز التصنّت الذي أعطاه لها معتز، فكرت في ان تتصل بسيف وتخبره بما حدث، فهو بالتأكيد سوف يهمه معرفة شيء كهذا، وبالفعل بعثت له رسالة أخبرته فيها ان هناك شيء مهم حدث اليوم في شركة العمري يجب ان يعرفه، ليجيبها بكلمه واحده وهي تمام، ويبدو انه معتاد على استخدامها في هكذا مراسلات.

رائع، احسنت يا يارا...
هتف سيف بتلك الكلمات بعد ان استمع للتسجيل الذي جلبته يارا لها، كانت يارا واقفه أمامه وهناك رجلين ضخمين يقفان بجانبها، تماما مثل المره السابقة ما ان خرجت من الشركة ومشت مسافه بعيده عنها حتى تفاجأت بشخص ما يقبض عليها مدخلا إياها في سيارة سوداء ضخمه، لكن هذه المره وجدت نفسها في شقة فخمه للغايه بدلا من الشارع المظلم وسيف النصار جالس أمامها...

ابتسمت براحة لإطرائه عليه ثم تحدثت قائله كنت خائفة ان يكون هذا التسجيل غير مهم، لكن مع هذا قلت يجب ان اخبرك بكل ما يحدث...
لو تعلمين مدى أهمية هذا التسجيل يا يارا، انه ثمين للغايه، قالها بخبث ثم اخرج من محفظته رزمة من الأموال وأعطاها لها، اخذتها منه بتوتر سرعان ما اختفى وحلت محله الدهشة حالما رأت المبلغ الكبير الذي بات بحوزتها الان...

لمعت عينيها بسعادة لم تستطع ان تخفيها فيما تحدث سيف قائلا هذا مبلغ بسيط جزاء ما جلبتيه لي، ثم التفت الى الرجلين اللذين يقفان بجانبها وأمرها ان يقومان بإيصالها الى منزلها...
خرجت يارا من الشقه لتتقدم رولا منه وهي تقول ماذا حدث، تبدو منتشيا من السعادة...
سيف وهو يقبض على خصرها جاذبا إياها اليه لتجلس بجانبه بينما يديه تحيطان بكتفيها لقد وقع قصي في قبضتي يا رولا، وبشكل اسهل مما توقعت...

هذا امر رائع، اجابته بابتسامه
نعم رائع جدا، قالها وهو ينهض من مكانه مرتديا سترته فنهضت هي الاخرى وسألته الى اين...
لا أستطيع آليوم ان ابيت معك يا رولا، سوف أاتي لك مره اخرى...
اقتربت منه وهي تقول بضجر متى يا سيف، أعطني وقت محدد، حتى لا اقضي يومي فانتظارك...
بعد غد سوف ابيت معك، ارتحتي الان، قالها بفتور بينما اجابته هي بدلع نعم، ارتحت كثيرا...
في أمريكا.

كانت تمارا تجوب غرفة الجلوس في شقتها التي استأجرتها ذهابا وإيابا حامله هاتفها بيدها وهي ما زالت مترددة فيما سوف تفعله، هل تتصل به الان أم تنتظر الثلاث ايّام ان تنتهي ليتصل هو بها ويجلب لها سيارتها...
بعد تفكير طويل اتخذت قرارها واتصلت به...
كان حازم يقود سيارته عائدا الى شقته حينما رِن هاتفه، اخرجه من جيبه وتفاجئ كثيرا حينما رأى اسم المتصل، ضغط على زر الإجابة وهو يقول اهلًا انسه تمارا...

اجابته تمارا على الطرف الاخر بخجل مساء الخير سيد حازم، كيف حالك...
انا بخير، وانت...
انا بخير، اجابته بارتباك ثم استطردت في حديثها قائله في الحقيقة اتصلت بك لأشكرك مره اخرى على ما فعلته البارحه، وايضاً لأرد لك ما فعلته ومساعدتك لي...
حازم بصدق انسه تمارا لا داعي لكل هذا صدقيني، ما فعلته شيء طبيعي جدا، لا يحتاج لان تردينه لي...
تمارا بإصرار لكن انا مصره على ان أرده لك وباي طريقه...

حازم بإصرار هو الاخر قلت لك انا لا اقبل بان تدفعي اجرة التصليح بدلا عني...
ومن قال اني سأدفع اجرة التصليح بدلا عنك، سوف أرد لك ما فعلته بطريقه اخرى...
حازم بتساؤل كيف...
تمارا بتردد لقد فكرت كثيرا في ألطريقه المناسبه، ولم اجد أفضل من ان ادعوك على العشاء، كشكر بسيط على مساعدتك لي...
لكن...
قاطعته بإصرار ارجوك لا ترفض، انها عزومه بسيطه...
حازم بهدوء حسنا موافق...
هل لديك شيء مهم اليوم...

اجابها بتعجب اليوم، كلا ليس لدي شيء...
ما رأيك ان نتعشى سويا اليوم اذا، هناك مطعم رائع قريب من بيتي، لنلتقي هناك بعد ساعة، بالطبع اذا لم يكن لديك مشكله في هذا...
كان يريد الرفض فهو لا يجد داعي لهذه العزومه من الأساس الا انه لم يشأ ان يخجلها فأجابها بهدوء ليس لدي مانع، اراك هناك اذا، فقط اعطيني اسم المطعم من فضلك، أملت عليه اسم المطعم ومكانه ولحسن الحظ كان قريب من موقعه الحالي فاتجه اليه...

اما تمارا فذهبت مسرعة باتجاه خزانة ملابسها لاختيار شيء ملائم ترتديه فهي يجب ان تظهر بأبهى حلة اليوم أمامه، بعد تفكير طويل وقع اختيارها على فستان حريري اسود اللون يناقض بياض بشرتها الناصع، ارتدت فوقه كوت احمر طويل للغايه ومعه حذاء اسود اللون ذو كعب عالي، بينما تركت خصلات شعرها الاشقر كما هي مكتفية بتسريحها له...

بعد حوالي ساعة وصلت تمارا الى المطعم لتجد حازم ينتظرها هناك، تقدمت منه على استيحاء بينما نهض هو من مكانه فورا عندما رأها وحيياها بهدوء...
جلسوا على المائدة ليأتي النادل ويأخذ طلباتهم ويجلبها لهم بعد حوالي نصف ساعة ليبدئوا في تناول طعامهم...
سألها حازم قائلا اذا هذا ثالث يوم لك في أمريكا...
نعم، جئت قبل يومين...
هل تنوين الاستقرار هنا اذا...

ارغب بهذا كثيرا، لكن لا اعلم اذا كانت ظروف المعيشه هنا سوف تسمح لي بهذا...
ما بها ظروف المعيشه هنا، هل لديك مشكله معينه...
انا جئت هنا لوحدي، ونويت ان استقر هنا لوحدي، استأجرت شقة صغيره لي، ولكن...
لكن ماذا...
لكن المساله تكمن في مدى إمكانية إيجادي لعمل مناسب هنا، انا لا أستطيع البقاء هنا بلا عمل، اذا لم اجد وظيفه معينه سأضطر الى ان اترك أمريكا واعود لبلدي، رغم كرهي لشيئ كهذا...

هل بحثتي على عمل في شركات معينه هنا...
اجابته بكذب لي صديق هنا، منذ ان علم بقدومي هنا قبل شهرين بدأ يبحث لي عن وظيفه، لكنه لم يجد للأسف، رغم ان معي كل المؤهلات التي تساعدني في قبولهم لي، فأنا خريجة الجامعة الامريكيه وعملت في شركة والدي لفترة طويله، يعني افهم جيدا في أمور التجاره وادارة الاعمال، قالت كلامها الأخير محاوله منها للفت انتباهه فسألها مره اخرى قائلا اذا انت خريجة إدارة اعمال صحيح...

نعم، درست إدارة اعمال في الجامعة الامريكيه...
ما رأيك ان تعملي لدي في الشركة، نحن نحتاج خريجين إدارة اعمال كثيرا...
كتمت فرحتها بصعوبة وهي تتحدث بدهشة كاذبه انت لديك شركة...
نعم لدي شركتي الخاصة هنا، تحديدا في نفس المكان الذي ضربتي به سيارتي البارحه...

اجابته بخجل مصطنع انا غير موافقه يا سيد حازم، انت غير مجبور على تعييني لديك لأني لم اجد وظيفه الى حد الان، أساسا لو كنت اعلم بوجود شركة لديك ما كنت لأخبرك بهذا كله...

لا داعي لهذا الكلام تمارا، انا بالفعل احتاج موظفه لها نفس مؤلاهتك، وحتى لو كنت ارغب في مساعدتك، اين تكمن المشكلة في هذا، نحن أبناء بلد واحد، نقيم سويا هنا في بلد غريب عنا، من الطبيعي ان يساعد كلانا الاخر، قال كلماته الاخيره بصدق مما جعلها تبتسم بارتباك ثم تحدثت اخيراً حسنا سأوافق، لا أستطيع الرفض بعدما قلته...
جيد، متى تحبين ان تبدئي...
متى ما تريد...

تعالي غدا اذا، حتى تتعرفي على الشركة وطبيعة العمل لدي...
اومأت برأسها موافقه ثم اخفضت رأسها نحو طبقها وهي تتناول طعامها بشهيه مفتوحة، كيف لا وجميع الأمور تسير لصالحها وبسرعة قياسية لم تتوقعها بتاتا.

فتحت خزانتها الخشبية وأخرجت منها صندوق خشبي صغير يوجد به قفل حديدي، وضعت الصندوق على سريرها وأخرجت المفتاح خاصته من تحت الوسادة ثم فتحته لتجد به بضع وريقات ماليه كانت تصمدها منذ وقت طويل، مسكت حقيبتها الموضوعه هي الاخرى على السرير ثم اخرجت منها الأموال التي أعطاها لها سيف وهي تنظر لها بحبور فالمبلغ كان مغري للغايه، وضعته داخل الصندوق ثم أغلقته بالمفتاح وهي تحتضنه بسعادة...

يبدو ان تجسسها لصالح سيف سوف يدر عليها باموال كثيره، قد تكون فيما تفعله خطرا عليها لكنها لن تنكر مدى استفادتها منه في نفس الوقت، معلومة مفيدة اخرى تعطيها لسيف وسوف تنال منه مبلغ مشابه لهذا وحينها سوف تكون انتهت من جمع المبلغ الذي حددته لتحقق بعد ذلك ما ارادته وتسافر الى الخارج متحررة من والدتها وزوجها السافل، هناك سوف تبدأ حياة مختلفه تماما، وهذه الأموال سوف تساعدها بالتأكيد، فهي سوف تستخدم جزء منها في دفع تكاليف السفر والجزء الاخر تأخذه معها لتبدأ مشروعها الخاص بها هناك في بلد اخر مع ناس جدد وحياة جديده، لقد كان هذا حلمها الذي ارادته منذ زمن طويل وسعت اليه بقوه، ولولا اكتشاف سيف للاموال التي اغتلستها لكانت الان في مكان اخر بالفعل...

طرقات على الباب ايقظتها من افكارها، كانت والدتها في الخارج تخبرها ان العشاء جاهز، أخبرتها انها قادمة ثم نهضت من مكانها وتوجهت نحو الخزانة لتعيد صندوقها الثمين فيها وبالطبع لم تنسَ ان تعيد المفتاح الى مكانه تحت الوسادة...

تأكدت من احتشام ملابسها وعدم إظهارها لأي جزي من جسدها ثم خرجت من غرفتها متجهه نحو المطبخ لتجد والدتها وزوجها جالسين على المائدة يتحدثون بصوت منخفض للغايه وما ان رأوها حتى سكتا على الفور...
لم تهتم كثيرا لهما ولا لما يتحدثان به بل جلست على المائدة وشرعت بتناول طعامها حتى تحدثت والدتها وهي تقول يارا، لدي خبر مفرح لك، لقد جاءك عريس اليوم، شاب بمواصفات رائعه لديه...
قاطعتها بحزم لن أوافق...

لماذا يا يارا، سألتها والدتها بتعجب بينما اكملت يارا بإصرار قلت غير موافقه، لا داعي للاستفسار...
نظرت والدتها الى ضياء لتحدثه قائله تحدث انت يا ضياء، اخبرها عن مميزات العريس هذا...
وما علاقة السيد ضياء يا ماما، سألتها بحنق فأجابتها والدتها بارتباك العريس من أقاربه...

هكذا اذا، قالتها وهي ترسل نظراتها المتوعده له مما جعله ينهض من مكانه قائلا انا سأذهب الى صالة الجلوس، هناك فيلم جميل يعرض على الشاشه، هاتي لي الشاي هناك...

بعد حوالي خمس دقائق نهضت يارا هي الاخرى وأخذت سكينه كانت موضوعه على الطاوله دون ان تنتبه والدتها لها، خرجت من المطبخ متجهه نحو صالة الجلوس وهي تخبئ السكينه وراء ظهرها بطريقة لا يلاحظها ضياء بتاتا تاركة والدتها مشغوله في غسل المواعين وإعداد الشاي...
اقتربت منه يارا وجلست بجانبه فجأة مما جعله ينظر اليها بدهشه فهده المره الاولى التي تقترب منه الى هذا الحد...

انتفض برعب وهو يراها تنقض عليه محيطه رقبته من الخلف بيدها اليمنى بينما تضع السكينه عليها من الامام و هي ما زالت جالسه في نفس مكانها بجانبه...
يارا بتهديد لآخر مرة اقولها لك، ابتعد عني ولا تتدخل بي نهائيا، هل ترى هذه السكين التي تحيط برقبتك، اذا بدر منك اي تصرف يزعجني مره اخرى، فلن أتردد لحظه في ان اذبحك بها...

ثم اكملت قائله وهي تقرب طرف السكين من جلد رقبته اكثر حتى باتت على وشك ان تخترقه ليست يارا من تصمت عن أفعالك السافله هذه، انا لست بضعيفه يا ضياء، فنصيحة لك لا تتلاعب معي، وابحث عن واحدة غيري تتسلى بها، فهمت؟..
نعم فهمت، اجابها بصوت بالكاد يسمع بينما أبعدت هي السكين عن رقبته ورمتها على الطاولة الموجودة أمامه وهي تنهض من مكانها متجهه الى غرفتها مره اخرى تاركه إياه مرعوبا غير مصدقا لجنون تصرفاتها.

عادت رغد الى الجناح الخاص بها بعد يوم طويل قضته في الشركة، استيقظت صباحا وهي تتوقع ان يأتي سيف ليأخذها معه كونه اليوم الاول لها كموظفة لديه، الا انه فاجأها بإرساله سائق لها يأخذها الى هناك، وطوال اليوم لم تره بتاتا، لم يفكر حتى في تفقدها والاطمئنان على وضعها وهو يعرف انها جديده لا تعرف احدا...

فتحت باب جناحها ودخلت فيه ثم أغلقتها، خلعت معطفها الشتوي واستدارت الى الجهة الاخرى من الغرفه لتتفاجئ به واقفا أمامها بقامته المديده واضعها احدى يديه في جيب بنطاله بينما يحمل في يده الاخرى كأسا يحوى على احد المشروبات الكحوليه و معطفه الشتوي مرميا على سريرها...
هل ستظلين تنظرين الي بهذه الطريقة...

مالذي تفعله هنا، كيف تقتحم غرفتي بهذه الطريقة، انت فعلا وقح للغايه، قالتها بارتباك وهي تراه يتقدم أمامها بخطوات واثقه متمهله حتى اصبح مباشرة أمامها ثم تفاجئت به وهو يقبض على جسدها بيديه بغتة عنها مما جعلها تصطدم بصدره العريض...
ابتعد...
صرخت به بعصبيه وهي تحاول التحرر منه بينما كانت ذراعيه الاثنتين تقبضان على جسدها بقوة مانعه اياها من الابتعاد...

لقد صبرت عليك كثيرا يا رغد، لم اصبر لهذه الدرجه مع اي امرأة من قبل، اليوم سوف تكونين لي، برضاك او غصبا عنك...
في أحلامك، لن اسمح لك بالاقتراب مني يا سيف، اقسم لك انني ساقتلك اذا فعلتها...
كانت تتحدث وهي تتلوى بجسدها بين يديه تحاول التخلص من قبضته المسيطره عليها حتى صرخت برجاء ارجوك سيف، ابتعد...
لن ابتعد يا رغد، كفي عن هذه التصرفات السخيفه، انا افهم ما تحاولين فعله واثباته جيدا...

ثم اكمل قائلا هل نسيت ليلة البارحه عزيزتي، لقد تجاوبت معي بكل سهوله، ما سبب رفضك الان...
اللعنه، اقول لك ابتعد، الا تفهم ما أقوله...
كلا لن افهم، لقد اتخذت قراري يا رغد، لا مجال للرجعه ابدا، اليوم سوف ننهي كل شيء، وستكونين لي...
قالها بنبرة متحكمه مسيطره متحديا اياها ان ترفض ما قاله بينما التمعت عينيه ببريق وحشي مخيف ينذر بشؤم وبشاعة ما ينتظرها...

القاها على السرير ثم ألقى بجسده فوقها قابضا على يديها بقوة وتملك بينما كانت هي تقاومه بشراسه، بدأ يقبلها عنوة عنها ويده تتحرك على جسدها برغبة، حاولت ان تبعده عنها باقصى قوة ممكنه، حاولت كثيرا بهذا حتى شعرت بمقاومتها تضمحل تدريجيا حتى تلاشت تماما، سيطرت روح الاستسلام عليها فتركت جسدها له يفعل به ما يشاء بينما أغمضت هي عينيها بمرارة...

فجأة انتفض سيف مبتعدا عنها، فتحت عينيها بعدم تصديق، لقد تراجع عن فعلته في اخر لحظه بينما كانت هي مستسلمه له...
نهضت من مكانها فوجدته يغلق أزرار قميصه ثم حمل بعدها معطفه بيده متجها الى الخارج، لكن قبل ان يخرج اقترب منها قائلا لم افعلها يا رغد، تراجعت في اخر لحظه، أتعلمين لماذا...

كانت تنظر له بخوف شديد وجسدها يرتجف بالكامل بينما اكمل هو حديثه قائلا لأنني متأكد انني سوف أنالك قريبا، بكامل إرادتك وبدون حاجه لاستخدام العنف والإجبار، ثم خرج من جناحها بينما احاطت هي جسدها بيديها بخوف وهي تفكر جديا فيما قاله.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ، حينما ، يعشق ،











الساعة الآن 02:10 AM