رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والأربعون
بعد مرور شهر واقف امام امواج البحر العاليه يرتدي بنطال اسود اللون فوقه قميص اسود ايضا مع نظارة شمسيه تماثلهما باللون، وجهه يحتله الجمود والأفكار تعصف بعقله من هنا وهناك، اقتربت سيارة سوداء منه ووقفت على بعد أمتار قليله عنه، هبط صاحبها منها وتقدم اتجاهه... خلع نظارته الشمسيه ثم قال بترحيب بارد: اهلا... اجابه الشخص الاخر بهدوء: اهلا بك.. سأله بجديه: ما اخر الأخبار...؟ اجابه بنبرة جاده:.
كل شيء جاهز، سوف يتم تنفيذ العمليه فجر اليوم... بهذه السرعه! قالها بتعجب ليسأله ساخرا: لما التعجب..؟ هل تريد بقاءه لفترة أطول بالسجن...؟! تنهد بصمت ثم تحدث بصوت قلق: لا اريد ان تتسرعوا وتخطئوا في اي شيء يخص العمليه... اقترب منه خطوه الى الامام، ربت على كتفه بيده وهو يقول بنبرة واثقه: اطمئن يا معتز، كل شيء يتم التجهيز له بأفضل طرق ممكنه، نحن لن نجازف باي شيء يخص سيف وسلامته...
هز معتز رأسه بتفهم وحاول ان يضفي لقلبه الاطمئنان، شهر كامل يعيش في جو يسوده القلق والتوتر، من المفترض ان يكون سعيد لانه خرج بريء من تلك القضيه الصعبه، لكن كيف يشعر بالسعاده وصديق عمره ما زال محبوسا بين قضبان ذلك السجن، لن يرتاح او يهدأ له بال حتى يخرج سيف سالما من الحبس، لن يرتاح ابدا...
افتحوا لي الباب، افتحوه أرجوكم... كانت صوت صراخ تمارا يعم ارجاء المكان وهي تضرب باب الغرفه الخشبي بيديها، اندفعت احدى الخدمات ناحية غرفة لبنى، طرقت الباب مره واحده ليأتيها صوت لبنى سامحا لها بالدخول، دلفت الخادمه الى الداخل ثم تحدثت قائله: سيدتي، السيده تمارا تصرخ وتضرب على باب غرفتها منذ وقت طويل، تريد ان نفتح لها الباب... لماذا...؟ ماذا تريد...؟
سألتها لبنى بجديه لتهز الخادمه رأسها نفيا وهي تجيبها: لا اعلم سيدتي... نهضت لبنى من مكانها واتجهت الى الغرفة التي تمكث بها تمارا، والتي كانت مفصوله عن الغرفه التي تمكث بها رغد فقد فضل حازم ان يفصلها عنهم بعد العراك الاخير الذي حدث بينهم... فتحت لبنى باب غرفة تمارا بالمفتاح وأغلقته ورائها، تقدمت من تمارا وسألتها بجديه: خير يا تمارا، ماذا تريدين...؟
اريد حازم، اريد الحديث معه، لماذا يتركني لوحدي هكذا...؟ الست بزوجته ومن حقي ان اتحدث معه... معك حق فيما تقولينه، لكنه مشغول للغايه، نحن لا نراه حتى، هو الان يمسك اعمال الشركة كلها ومسؤول عنها، انه يتعب كثيرا و... قاطعتها تمارا قائله: الى متى سوف يستمر بمعاقبتي هكذا، شهر كامل انا محبوسه بهذه الغرفه اللعينه، الى متى سوف ابقى هنا...؟ هو لا يكلف نفسه حتى ويتحدث معي ويرى أحوالي...
صمتت لبنى ولم تتحدث الا انها كانت متعاطفه قليلا مع تمارا، شعرت تمارا بتعاطف لبنى معها فاقتربت منها اكثر ووقبضت على يدها ثم قالت بترجي: ارجوكِ تحدثي معه، انت قريبه منه للغايه، هو يحبك كثيرا ويسمع كلامك، اطلبي منه ان يسامحني ويغفر لي خطأي، ارجوكي يا لبني... تنهدت لبنى بصوت مسموع ثم قالت بجديه: حسنا سوف اتحدث معه، علي انجح بتهدئته قليلا من ناحيتك... حقا...؟
سألتها تمارا بلهفه لتهز لبنى رأسها مؤكده كلامها، اشكرك كثيرا، حقا اشكرك... قالتها تمارا بعينين مدمعتين فربتت لبنى على كتفها وقالت بصوت تشوبه الشفقه: لا داعي للشكر، انا سأفعل ما بوسعي لاحل هذه المشكله...
خرجت لبنى بعدها من غرفة تمارا وتوجهت الى صالة الجلوس لتجد ليان جالسه هناك تتابع التلفاز بتركيز شديد... جلست بجانبها وقالت بتساؤل: الم يأتِ حازم بعد...؟ اجابتها ليان وهي مركزه مع الفيلم المعروض على التلفاز: كلا، موعد وصوله بعد قليل... جلست لبنى مع ليان تتابع الفيلم حينما تقدم حازم منها والذي كان قد عاد لتوه من عمله، حياهما بابتسامه صغيره قائلا: مساء الخير... اجابته ليان قائله: مساء النور...
بينما قالت لبنى بجديه: من الجيد انك اتيت، اريد الحديث معك بموضوع مهم... عقد حازم حاجبيه بتعجب ثم سألها مستفهما: موضوع ماذا...؟ اجابته بعد تردد: بخصوص تمارا... قاطعها على الفور بنبرة صارمه: لا اريد الحديث بهذا الموضوع نهائيا... ولكن... لا يوجد لكن، هذا الموضوع خاص بيني وبينها ولا اريد لأحد ان يتحدث به معي، ايا كان... حسنا كما تشاء...
قالتها لبنى بانزعاج وعادت بتركيزها ناحية الفيلم بينما نهض حازم من مكانه واتجه الى غرفته...
تقدم الى داخل احد المطاعم ليجدها جالسه هناك تنتظره، سار اتجاهها حتى وصل اليها، جلس على الكرسي المقابل لها، خلع نظاراته الشمسيه وظل يتأملها بصمت، كانت جالسه على الكرسي المقابل له ترتدي فستان زهري طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام طويله ايضا وشعرها الاسود مربوط على هيئة ذيل الحصان، كانت تبدو متوتره وخائفه تفرك يديها الاثنتين باستمرار، لقد تعود على منظرها هذا وتوترها خلال كل لقاء يجمعه بها، تنهد بصوت مسموع ثم سألها بحنان قائلا:.
كيف حالك...؟ اجابتها بصوت هادئ: بخير... لماذا اردتِ مقابلتي وبهذه السرعه يا نورا...؟ هل حدث شيء ما...؟
عادت وفركت يديها بتوتر، كانت تبدو وكأنها تتحضر للحديث بهذا الموضوع، ما زالت غير معتاده على التعامل معه، لقائتهما القليله لم تعطها الفرصه للتعرف عليه جيدا، منذ خروجه من السجن وهي لم تلتقِ به سوى مرات قليله للغايه، ما زالت تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله، كيف تركت عريسها وخرجت هاربه اليه، انقباضة قلبها وهي تراه واقف وراء القضبان ويديه مكبله بالحديد، نظراته التي لم تتركه طوال الجلسه، شعور الفرحه الذي ملأ قلبها بعد إصدار حكم البراءه عليه، ما زالت تلك الذكريات عالقه بعقلها وقلبها، لقد عانت طوال الشهر السابق كثيرا، والدتها ترفض الحديث معها، لقد اتهمتها بانها فضحتها امام الجميع بسبب فعلتها تلك ومعها كل الحق، باتت تشعر انها وحيده في هذا العالم، معتز مشغول عنها طوال الوقت وكل ما يشغل تفكيره سيف ومشكلته الحاليه، والدتها تحاربها منذ ان علمت بحبها لمعتز، تشعر بان الجميع يقف ضدها، تنهدت بصمت وهي تفكر بماذا سوف تقول له، هل تخبره انه بحاجة لان يتخذ خطوه سريعه في علاقتهما، علها تنجح في تهدئة والدتها من ناحيتها ولو قليلا حتى...
بدأت تتحدث بصوت خافت يشوبه الخوف والتردد: اردت مقابلتك لأعرف ما قرارك بشأن علاقتنا يا معتز، ماذا تنوي ان تفعل...؟ صمت معتز لوهله وبدا وكأنه متعجب مما قالته، اجابها بعد لحظات: لا اعلم... اندهشت مما قاله ودهشتها ظهرت واضحه في عينيها لتقول بصوت مستغرب: ماذا يعني لا تعلم...؟ اجابها محاولا ان يوضح لها معنى كلامه:.
اسمعيني يا نورا، انا الان مشغول للغايه بقضية سيف، لن ارتاح حتى تحل قضيته بالكامل، كما انني لا اعرف ماهو القادم، نورا انا اعمل بالمافيا، انت لا تعلمين مدى خطورة عملي... لماذا لا تتركه...؟ سألته بصوت دامع ليجيبها بجديه: لا استطيع، صدقيني لا استطيع شعرت بانها عادت معه الى نفس نقطه البدايه، فهاهي تعود الى مشكلتها الاصليه معه، عمله!
رن هاتفها لتجد والدتها المتصله فضغطت على زر الاجابه ليأتيها صوت والدتها الحانق وهي تأمرها ان تعود فورا الى المنزل، نهضت نورا من مكانها تحت انظار معتز وقالت بصوت بارد: يجب ان اعود حالا الى المنزل، والدتي تنتظرني... ثم خرجت بعدها دون ان تلقي السلام حتى تاركه معتز يفكر في تصرفاتها وانزعاجها الواضح منه...
دلفت الى غرفة مكتب والدها الجالس يتابع أعماله بتركيز شديد دون ان تدق الباب حتى، رفع بصره نحوها ما ان شعر بوجودها ليجدها تجلس على الكرسي المقابل لها بصمت تام وجهها احمرا وعيناها مدمعتين... سألها بتعجب من هيأتها المريبه: هايدي حبييتي، ماذا بك...؟ تطلعت اليه بصمت لوهله ثم ما لبثت ان قالت بصوت يملأه الحسره و الالم: لقد تزوج، وزوجته حامل ايضا، لماذا لم تخبرني يا ابي...؟ تنهد الاب بصمت ثم قال بجديه:.
لم ااشأ ان أزعجك، انت كنت في فترة نقاهه وبحاجة الى راحه تامه... ابي، انا متعبه للغايه... قالتها بدموع فنهض من مكانه متجها نحوها، طبطب على كتفيها وهو يقول بحنان بالغ: لا احد يستحق دموع ابنتي ابدا، اريدك اقوى من هذا يا هايدي... لقد تدمرت تماما بسببها، وخسرت ابني ايضا، بينما هو يلهو و يتمتع مع اخرى ويستعد لتكوين عائلة مثاليه... ومن قال لك انه سيستمتع طويلا... سألته من بين دموعها: ماذا تقصد...؟ اجابها موضحا:.
هل تتوقعين مني ان اتركه هكذا دون عقاب، ابنتي انت لا تعرفي والدك جيدا، انا لن اترك شخص كهذا يفلت من تحت يدي، نهايته ستكون على يدي، اعدك بذلك... سألته مره اخرى: وماذا ستفعل...؟ ابتعد عنها متجها الى مكتبه وفتح احد ادراجه المغلقه، اخرج منه ملف اصفر اللون واعطاه لها ثم قال بعمليه: هذا ملف صغير من الملفات التي معي والتي تثبت تورط قصي العمري بصفقات سلاح ومخدرات...
شهقت بقوه وهي تقلب في صفحات الملف وترى جميع الادله المسانده ضده، استدارت ناحية والدها وسألته باندهاش: من اين جلبت كل هذا يا ابي...؟ اجابها بخبث: لا تسألي سؤال كهذا يا هايدي، انا لي وزني و قدراتي ايضا، سواء قصي او سيف فالاثنان اغبى من بعض لأنهما قررا ان يقفا بوجهي، هم لا يعلمون من يكون رشاد الصاوي وكيف يكون انتقامه، لكن لا بأس، سوف يعلمون وقريبا... هل تخطط لشيء اخر بخصوص سيف...؟ اجابها بنبرة غامضه:.
بالتأكيد وسوف تعرفيه قريبا...
تأفف بضجر وهو واقف بجانب سيارته ينتظرها منذ حوالي نصف ساعه، ماذا تفعل كل هذا الوقت...؟ قالها بضجر وغيظ شديدين، شعر بوقع اقدامها يقترب منه فاستدار ناحيتها راسما ابتسامه مصطنعه على شفتيه... تقدمت ناحيته وبادلته ابتسامته المصطنعة باخرى مماثله لها، تأملها مليا حيث كانت ترتدي فستان اخضر قصير بعض الشيء، ذو أكمام شفافه طويله، كانت تبدو انيقه للغايه، وأعجبته جدا...! انا جاهزه...
قالتها يارا بجديه فتقدم ناحية السياره وجلس امام المقود بينما جلست هي بجانبه لينطلق بها الى عيادة الطبيب الخاصه بها... بعد حوالي نصف ساعه كانت يارا متمدده على السرير والطبيبه تفحصها وتأخذ لها السونار، كان قصي بجانبها يستمع الى كلام الطبيبه باهتمام شديد مركزا على صورة الجنين بشغف اكبر... تحدثت الطبيبه بنبرة مرحه: يبدو اننا سنعرف جنس المولود الان... حقا...
قالتها يارا بلهفه لا اراديه بينما سألها قصي بسرعه: ما جنسه...؟ اجابته الطبيبه بابتسامه: مبارك، انه ذكر.. تجهم وجه يارا ما ان سمعت ما قالته الطبيبه بينما ابتسم قصي بفخر وانتصار، تطلع الى يارا بنظرات ذات مغزى يخبرها من خلالها بانه انتصر عليها وصدقت توقعاته وتحققت أمنيته بان يحصل على ذكر يحمل اسمه... سألت يارا الطبيبه بضجر: هل انت متأكده...؟ بالطبع عزيزتي...
تأففت يارا بضجر ونهضت من مكانها بسرعه بعد ان عدلت من هندامها ثم خرجت بسرعه من غرفة الطبيبه بعصبيه شديده دون ان تستأذن جتى وقصي يتبعها بابتسامه شامته تحت انظار الطبيبه المتعجبه منهما ومن تصرفاتهما...
في المساء كان معتز جالسا امام مقود السيارة وبجانبه يجلس ادهم كلاهما ينتظر قدوم سيف اليهم، ، لقد جهز رجالهم المهمه على اكمل وجه وهاهم يستعدون لتهريبه مساء اليوم... كانت الدقائق تمر عليهم كالسنوات وهم ينتظرون قدومه سالما... ضرب معتز على المقود بيده وهو يقول غاضبا: لقد تأخروا كثيرا... اهدأ قليلا... قالها ادهم محاولا تهدئة معتز رغم الخوف الذي يشعر به فقد تأخروا رجاله عن الموعد المحدد...
بعد لحظات تقدمت عدة سيارات سوداء مصفحه، ما ان رأوهما حتى خرجوا من السياره وتوجهوا نحوهم... فتح الباب ليخرج سيف منه، تقدم بسرعه ناحية معتز وضمه بقوة، ثم عاد وضم ادهم هو الاخر، ابتعدا بعد فتره من تبادل الأحضان ليهتف ادهم مازحا: لقد نمت لحيتك كثيرا عن ذي قبل... ضربه سيف على كتفه بينما تحدث احد الرجال قائلا: سيدي يجب ان نذهب ونؤمن السيد سيف حالا قبل ان يجدوننا.. معك حق... قالها ادهم بجديه بينما سأله سيف:.
الى اين سنذهب...؟ اترك مفاجأه... قالها وهو يتقدم ناحية سيارة معتز يتبعه كلا من سيف ومعتز... كان الطريق طويل للغايه ومقطوعا ايضا، لم يفهم اي من سيف ومعتز الى اين يذهبان، استمر الطريق لحوالي ثمان ساعات، حتى وصلوا الى قريه تبدو صغيره نوعا ما توجد في مقدمتها لافته مكتوب عليها قرية الريان...
توجهوا الى داخل القريه حتى وصلوا الى منطقه محظورخ يوجد بها العديد من المسلحين الملثمين، ما ان رأوهم حتى تقدموا ناحيتهم بسرعه، سألوهم قائلين: من أنتم...؟ وماذا تفعلون هنا، ..؟ اجابه ادهم بجديه: نحن ضيوف الزعيم... انتظر لنتأكد قليلا... قل له ادهم الخولي... هز الرجل رأسه بتفهم ثم قام بعده اتصالات ليأتي بعدها وهو يقول بترحيب حار: اهلا بكم سيدي، الزعيم في انتظاركم، اتبعونا من فضلكم...
وبالفعل سار معتز ورجال ادهم بسيارتهم ورائهم حتى وصلوا الى قصر كبير للغايه تحيط به المزارع من جميع الجهات... هبط الجميع من سياراتهم وتقدم ادهم ومعه سيف ومعتز من القصر ليستقبلهم مجموعة من الرجال الملثمين يرتدون ملابس سوداء ويحملون سلاحهم خلف ظهورهم... رحبوا بهم ايضا ثم أدخلوهم الى غرفة الاستقبال الأساسيه بالقصر... تقدم رجل شاب منهم والذي ما ان رأه ادهم حتى مش بسرعه مستقبلا اياه محييا اياه بحراره...
التفت الى كلا من معتز وسيف وقال معرفا الرجل بهم: السيد شاكر مختار، رجل الزعيم الاول ويده اليمنى... حيا شاكر كلا من سيف ومعتز ثم جلس بجانبهم وبدأ يتحدث معهم في أمور شتى، كان الجميع ينتظر الزعيم ان يأتي وتحديدا سيف فهو قد سمع عنه وعن سلطته وجبروته الكثير وبات متشوقا للقائه... بعد حوالي نصف ساعه سمعوا صوتا قادما من الممر الخارجي فنهض شاكر من مكانه وهو يقول بثبات: لقد وصل الزعيم...
نهض ادهم من مكانه وأشار لسيف ومعتز ان ينهضا فنهضا ايضا مستعدين لاستقباله... دلف الى الداخل شاب طويل وسيم عمره لا يتجاوز الخامسه والثلاثين، كان طويلا ذو بنية رجوليه ضخمه، ملامحه شرقيه بحته بسماره الخفيف وشعره الاسود الكثيف، كان يرتدي بنطال اسود اللون وقميص ابيض فوقه عباءه بنية طويله...
تعجب سيف كثيرا مما يراه امامه فاخر ما توقعه ان يكون الزعيم شاب في مثل عمره، لقد ظنه عجوزا كبيرا... تقدم ناحيتهم وحياهم ليقول ادهم معرفا إياهما به: أعرفكما، السيد عاصم الأنصاري، زعيم قرية الريان واحد اهم التجار لدينا، أعرفك يا باشا، سيف النصار وصديقه معتز شاهين... رحب بهم ثم جلس على احد الكراسي الموجوده في الصاله وبدأ يتحدث معه في مواضيع شتى...
لا تقلق، انت هنا بأمان تام، لا احد يستطيع دحر القريه من الاساس، سوف تبقى هنا تحت حمايتنا حتى تتمم صفقتك وتسافر الى أوروبا... كل ما نريده هو حمايتك يا باشا، حمايتك لمدة شهرين لا اكثر... قالها ادهم بجديه ليهز عاصم رأسه بتفهم ثم تحدث قائلا: لقد جهزت لكم فيلا واسعه وكبيره مع خدمها، سوف تذهبون اليها الان وترتاحون فيها، خذوا راحتكم واعتبروا نفسكم في منزلكم...
نهض الجميع من اماكنهم واتجهوا الى الفيلا، في اثناء الطريق همس سيف لمعتز ببضع كلمات، اخبر معتز ادهم بانه سيعود الى العاصمه حالا لامر هام...
دلف معتز الى الفيلا وصعد بسرعه الى الغرفه التي تمكث بها رغد، فتح الباب بالمفتاح بعد ان اخذه من الخادمه، نادى على رغد والتي نهضت من مكانها بسرعه وتقدمت اتجاهه، حدثها قائلا بلهجه آمره وهو بالكاد يستطيع التطلع في وجهها: يجب ان تأتي معي حالا... ماذا حدث...؟ سألته رغد بقلق ليجيبها قائلا: ستعرفين كل شيء عندما تصلين...
خرجت رغد معه بسرعه رغم رفض كلا من والدتها وكريستين لهذا، خرجت دون ان تعرف المصير الذي ينتظرها، ركبت بجانب معتز في سيارته والذي انطلق بها الى هناك، كانت تستغرب كثيرا الطريق وَمِمَّا زاد استغرابها طول الطريق، أغمضت جانبها ورغما عنها نامت في الطريق بسبب التعب الكبير الذي تشعر به... بعد عدة ساعات...
فتحت عينيها لتتفاجئ بنفسها موجوده في غرفة غريبه تراها لاول مره، نهضت من مكانها وبدإت تدور في ببصرها في انحاء الغرفه، شهقت بقوه حينما وجدته امامها جالسا على الكرسي واضعا قدما فوق الاخرى وبإحدى يديه سيجارة مشتعله بينما يرمقها بنظرات جامده بثت الرعب في نفسها...
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والأربعون
تجمدت في مكانها للحظات وهي تراه جالس امامها على هذا النحو، ارتعدت اوصالها بشده من عينيه التي احتل الغضب كيانهما فجأة، شعرت برجفه قويه تسري في جسدها، تراجعت عدة خطوات الى الوراء ما ان رأته ينهض من مكانه متقدما ناحيتها، توقفت في مكانها عندما وجدته يتوقف هو الاخر في مكانه..
ابتلعت ريقها وتجمعت الدموع في مقلتيها، وجدته يطالعها بملامح جامده ورغما عنه لاحت ابتسامة تهكمية على شفتيه أخفاها على الفور... الن ترحبي بي يا رغد...؟ قالها بنبرة جاده بثت الخوف في نفسها، هزت رأسها يميناً وشمالا بحركة لا اراديه، بينما انسابت الدموع على وجنتيها بغزاره... اووه لا تبكي، اعرف انك ما زلت مصدومه وغير مستوعبه بعد اني امامك، هذه دموع الفرح بالتأكيد، اليس كذلك...؟
قالها وهو يتقدم اتجاهها بسرعه ويمسك وجهها بين يديه يمسح دموعها بأنامله بعنف، ابعد يده عن وجهها وظل يتأملها للحظات، يتأمل عينيها الباكيتين وشفتيها الحمراوتين، رباه انه مشتاق لها وبشده، يشعر بانه لم يلتق بها منذ سنوات، يشعر بالتوق الشديد اليها، اعتصر قبضة يده بقوة وهو يلعن نفسه بداخله على ضعفه ناحيتها وشوقه اليها، أغمض عينيه للحظات وفتحها ثم فاجأها بصفعه قويه على وجهها...
وضعت كفها على وجنتها بينما استمرت في بكائها المؤلم، مسك وجهها مره اخرى بين يديه وبدأ يقبلها من شفتيها، كان يقبلها بشوق ولهفه شديدين، يحاول ان يطفأ حنينه ونار شوقه اليها، ازدادت قبلته عنفا وازدادت هي تجاوبا معها حيث التفت ذراعها حول كتفيه جاذبه جسده ناحيتها اكثر وقد تناست في تلك اللحظه كل ما حدث بينهما فقد سيطرت مشاعرها عليها وبشده، ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات وكلاهما يلهث بقوة من فرط المشاعر القويه التي سيطرت عليهما، اخذ نفسا عميقا عدة مرات ثم عاد واقترب منها مقبلا اياها برقه وهدوء بينما انحدرت يديه الاثنتين ناحية جسدها تتلاعب بمنحنايتها برغبه جامحه ألهبت عواطفها وجعلتها تستجاب له برغبه تماثل رغبته بها...
بعد عدة ساعات ارتدت روبها الحريري بسرعه لتستر جسدها العاري، خرجت من غرفتها لتبحث عنه فوجدته في صالة الجلوس جالسا على الاريكه جذعه العلوي عاري مكتفيا بارتداء بنطاله ويدخن بشراهه، تقدمت اتجاهه بخطوات متردده ثم انحنت بجسدها لتجلس امامه بوضعية القرفصاء، تحدثت بصوت متوسل ودموع الندم تهطل من عينيها: اضربني، اقتلني، افعل بي ما تشاء، انا استحق كل هذا وأكثر، لكن لا تظل صامتا هكذا، ارجوك...
تأملها مليا بملامح مقتضبه وعينين باردتين، يشعر بانه مشتت ولا يعرف كيف يتصرف معها...؟ هي تستحق عقاب كبير على فعلتها تلك، لكنه وجد نفسه بدلا من ان يعاقبها يمارس الحب معها بكل شوق ولهفه... بدأ يتذكر فعلتها معه وخيانتها البشعه له، أظلمت عيناه بقسوه وهو يتذكر كم المشاكل التي سببتها له...
نهض من مكانها وبدأ يدور في انحاء الغرفه ذهابا وإيابا تحت أنظارها الباكيه بينما تدور الأفكار المؤلمه في عقله وتنهش روحه بلا رحمه، توقف في مكانها للحظات ثم ما لبث ان تقدم اتجاهها، نهضت من مكانها ما ان رأته يقف امامها، ظلت تتطلع اليه بنظرات متوتره خائفه، رفع ذقنها قليلا بأنامله وظل يتأمل وجهها بملامح متجهمه، فجأة ضربها بقوه على وجهها فسقطت ارضا من شدة الضرب، قبض على شعرها بكف يده ورفعها من مكانها ثم عاد وضربها بقسوه اكثر، ظل يضربها بقوه بينما كانت هي تتلقى ضرباته بصمت تام، فقط الدموع تنساب من عينيها، ابتعد عنها بعد لحظات تاركا اياها ممدة على الارض وقد أغمي عليها، فزع بشده وهو يرى الدماء تخرج من جسدها، هرع اتجاهها بسرعه وحملها من مكانها واضعا اياها على السرير، خرج بعدها من الغرفة وهو يصرخ بصوت عالي امرا حراسه ان يجلبوا الطبيب حالا...
طرقت لبنى باب غرفة دارين ليأتيها صوتها سامحا لها بالدخول، دلفت لبني الى الداخل وعلى وجهها ابتسامه مشعه، تقدمت ناحية دارين التي كانت تلعب مع الصغير وجلست بجانبها ثم سألتها بابتسامه ودوده: كيف حالك يا دارين...؟ اجابتها دارين بهدوء: بخير، الحمد لله... بالرغم من اننا نعيش حاليا في منزل واحد الا اننا لا نلتقي الا قليلا... معك حق... اخذت لبنى نفسا عميقا ثم زفرته ببط، تحدثت بصو متردد قائله:.
عندما تزوجت من حاتم وابتعدت عن العائله كنت انت وسيف وقتها في أوج سعادتكما سويا، مالذي حدث بينكما ليعاملك ويؤذيكي بهذا الشكل، انا لا اقصد التدخل ولكن... قاطعتها دارين بسرعه: انت ابنة عمي يا دارين، كما انك اخت سيف، من الطبيعي ان تسألي سؤال كهذا... ولكن انت تغيرت كثيرا يا دارين، تغيرت معنا كثيرا... قالتها لبنى بصراحه تامه جعلت دارين تجيبها قائلة بنظرات زائغة متألمه:.
ما تعرضت له يا لبنى جعلني على هذا النحو... صمتت لبنى ولم تتحدث بينما اكملت دارين قائلة بنبرة اقرب للبكاء: كل هذا حدث فقط لأنني وقفت في وجهه، لأنني لم اتحمل إجرامه، لم ارض به... كيف عرفت...؟ سألتها لبنى بسرعه لتجيبها بدموع: بالصدفه، كل شيء عرفته عنه كان بالصدفه، كانت صدمتي كبيره به حينما رأيته يقتل امامي رجلا شابا بكل برود، رأيته بام عيني، لو تدرين شعوري وقتها ومدى الالم والرعب الذي عشت به...
هل اخبرته بانك رأيته، هل واجهتيه...؟ هزت رأسها نفيا وهي تسترسل في حديثها قائله: كلا، فعلت ما هو أسوأ، قررت الهروب، اخذت ابني وهربت به... صرخت لبنى بفزع: ماذا...! نعم هربت، تصرفت بغباء حقيقي، ظننت انه لن يجدني... وكيف وجدك...؟ وجدني بكل سهوله، بعد يومين فقط، كنت انا مختبئة بإحدى الشقق القديمه... سألتها لبنى بشفقه: وماذا فعل بك...؟
لم يضربني، لكنه فعل ما هو أفظع منه، اخذ ابني مني، حرمني منه، وارسلنى الى مستشفى الأمراض النفسيه، اتهمني بالجنون، وطبعا الجميع صدق بسبب نفوذه، عشت اسوء ايام في حياتي هناك، ذقت الويل والوجع، اه لو تعرفين كم عانيت وتعذبت...
أغمضت لبنى عينيها بالم وهي تحاول تخيل مدى الالم والوجع الذي عانت دارين منه، يكفي انها حرمت من ابنها لسنين طويله، مسحت دمعه انسابت من عينيها، رن هاتفها فاستأذنت من دارين وخرجت من غرفتها، وجدت المتصل حاتم فضغطت غلى زر الرفض، وضعت الهاتف على قلبها وهي تتنهد بصمت، رن هاتفها برساله نصيه فتحتها على الفور وقرأت سطورها بلهفه:.
حبيبتي لبنى، لو تعلمين كم اشتقت اليك، اشتقت لصوتك وعينيك الدافئتين، اشتقت لوجودك معي في البيت، عودي اليَّ يا لبنى فانا احبك كثيرا واحتاج اليك أكثر، عودي اليَّ حبيبتي...
زفر حاتم بضيق وهو يرمي بهاتفه على مكتبه، تقدم منه رائد وهو يقول: لم تجب عليك كالعاده، اليس كذلك...؟ نعم، لم تجب... مط حاتم شفتيه باستياء، جلس على الكرسي المقابل له، تحدث بصوت جدي: الخلل ليس بك يا حاتم، انت فعلت واجبك، فعلت ما هو صحيح...
هز حاتم رأسه دون ان يتحدث بكلمه بينما كان عقله شارد في لبنى، كان يظن انها سوف تتفهمه وتتفهم طبيعة عمله الا انها لم تفهم ابدا، فاجأته بتصرفها كثيرا فاخر ما توقعه منها ان تترك منزله وتعود الى عائلتها التي تخلت عنها في وقت سابق ورفضتها... تنهد بصمت ثم بدأت يقلب في احد الملفات الموجوده امامه محاولا الخروج من افكاره هذه... فجأة انفتح باب مكتبه ودخل إيهاب بوجه غاضب متجهم قائلا:.
لقد هرب سيف النصار من السجن مساء البارحه... ماذا...! صرخ الاثنان بعدم تصديق مما قاله، تحدث رائد بصوت غير مصدق: ماذا يعني هرب...؟ ليجيبه إيهاب بنبرة تهكميه: يعني هرب... كيف حدث هذا...؟ لا اعلم... تحدث هذه المره حاتم قائلا بعصبيه بالغه: اللعنه عليه، كيف استطاع الهروب...؟ هل ذهب كل ما فعلناه هباءا، لقد تعبنا كثيرا حتى استطعنا القبض عليه ومحاكمته واثبات جرائمه، والان يهرب بكل سهوله...
وضع رائد رأسه بين كفيه بينما جلس إيهاب على الكرسي المقابل له وهو يضرب كف بكف... بعد حوالي نصف ساعه كان الثلاثه يجلسون امام اللواء سامي الذي كان عصبيا للغايه بسبب ماحدث... تحدث بصوت يملأه الغضب: كيف يحدث شيء كهذا...؟!اين كُنتُم...؟! اجابه رائد باضطراب: سيدي نحن اخذنا احتياطاتنا ولكن... قاطعه بعصبيه: ولكن ماذا يا سيادة المقدم، هل تعرف مقدار المصيبه التي وقعنا بها، انه مجرم كبير وزعيم مافيا...
صمت الجميع ولم يتحدثوا بينما اكمل سامي بلهجه حازمه: اسمعوني أنتم الثلاثه، مهمة إيجاد سيف النصار تقع على عاتقكم، الداخليه كلها مستنفرة، اريدكم ان تجدوه بأقرب وقت ممكن...
كانت تسير على الشاطئ متجهه اليه حينما وجدتها ينتظرها هناك، تقدمت اتجاههه بوجه مكفهر فعقد حاجبيه باستغراب من هيئتها الواجمه... وقفت بجانبه موجهه أنظارها الى الشاطئ ليسألها قائلا: كيف حالك...؟ اجابته ببرود دون ان تتطلع في وجهه: بخير... اردفت قائله: لماذا أردت رؤيتي...؟ اجابها بجديه: لأني اريد الحديث معك بموضوع مهم... استدارت ناحيته اخيرا وقد لفت انتباهها ما قالته... سألته بتعجب: موضوع ماذا..؟ تحدث...
اجابها بجديه: لقد فكرت في علاقتنا كثيرا يا نورا، ووجدت اننا يجب ان نضع نهاية مناسبه لها... ابتلعت ريقها بخوف مما سيقوله بينما استطرد هو في حديثه قائلا: نورا انا اريد الزواج بك... شهقت لا إراديا ما ان سمعت طلبه منها، هزت رأسها بعدك تصديق مما قاله، تحدثت بصوت يسيطر عليه الاندهاش: معتز..! ماذا تقول...؟ اريد الزواج منك يا نورا، انا اعرض عليك الزواج، هذا ما قلته، نحن نحب بعضنا وهذا الوضع الطبيعي لعلاقتنا...
أردف قائلا: ولكن قبل ان تقولي جوابك، هناك اشياء مهمه يجب ان تعرفيها... اشياء ماذا...؟ سألته بتوتر ليجيبها موضحا: أنا سأسافر الى الخارج واستقر هناك، انا وسيف سوف نبدأ من جديد هناك، انت تعرفين ان سيف محكوم بالإعدام، لهذا فهو يجب ان يترك البلاد نهائيا، وانا بالطبع سوف أكون معه... صممت ولم تتحدث، شعرت بالخوف والتردد مما قاله، لم تعرف بماذا تجيبه، سألته بعد تفكير: هل ستترك أعماله المشبوهه...؟
جاء سؤالها مفاجئا بالنسبه له، هو لم يفكر بعد بما سوف يفعله بالخارج، حتى لم يتناقش مع سيف بهذا الموضوع، كل ما يشغل تفكيره الان ان يخرج سيف من ورطته هذه سالما... اجابها بجديه: لا اعلم، لم افكر جديا بهذا الموضوع بعد... هذا يعني انك ستستمر في اعمالك تلك... هم بالحديث الا ان رنين هاتفه قاطعه، حمل هاتفه ليجد المتصل حازم، ضغط على زر الاجابه ليأتيه صوت حازم الغاضب وهو يقول بعصبيه شديده:.
اخي يهرب من السجن وانا اخرج من يعلم يا معتز، كيف تخبئ عني شيء كهذا...!؟ اجابه معتز بهدوء: اهدأ يا حازم... تعال حالا من فضلك... حسنا سوف أاتي في الحال... اغلق معتز هاتفه ثم وجه حديثه لنورا قائلا: يجب ان اذهب الان، حازم يريدني حالا، سوف اتصل بك لاحقا... ذهب معتز الى هناك تاركا نورا لوحدها تفكر بعمق فيما قاله...
اغلق حازم الخط مع معتز ثم ارتقى درجات السلم متجها الى غرفة تمارا حيث أخبرتها الخادمه بانها تريد رؤيته لسبب ضروري... فتح الباب ودلف الى الداخل لتنهض من مكانها فورا وتتجه نحوه، بادرت لضمه الا انه دفعها بعيدا عنه... سأله بوجوم: الخادمه اخبرتني أنك اردت رؤيتي لسبب ضروري، ماذا تريدين..؟ عضت على شفتها السفلى ثم قالت ببجديه: اشتقت اليك... هل اردت مقابلتي لانك اشتقت اليَّ... اليس بسبب كافي...؟
حدثها بنفاذ صبر: تمارا انا لست بفاضي لتصرفاتك هذا... حازم ارجوك اسمعني، ما يحدث بيننا ليس منطقيا، الى متى سوف نظل هكذا...؟ الى متى سوف تستمر في حبسي...؟ زفر انفاسه غضبا ثم قال بجديه: لن احبسك فيما بعد، اذا تريدين الذهب اذهبي... ظلت واقفه مكانها ولم تتحرك بينما اكمل قائلا: ماذا تنتظرين...؟ اذهبي... لا اريد، لا اريد الذهاب... صاح بها بنفاذ صبر: اذا ماذا تريدين...؟ اجابته ببكاء:.
اريد البقاء معك، اريدك ان تسامحني.. اقتربت منه اكثر حتى بات لا يفصل بينهما سوا مسافه قليله للغايه، تحدثت بصوت متأسف: حازم حبيبي، اعرف ان ما فعلته بشع للغايه، لكنني احبك، اقسم لك بهذا، ارجوك اغفر لي ما فعلته...
بدأ يشعر بالضعف نحوها وخصوصا بقربها هذا منه، ابتلع ريقه بتوتر وهو يشعر بمقاومته تنخفض تدريجيا، اقتربت منه اكثر وهمت بتقبيله الا انه ابعدها بسرعه وهب خارجا من الغرفه هاربا منها فهو ولاول مره يدرك مدى شوقه اليها... هبط درجات السلم ليجد معتز يلج الى ااداخل، ذهب ناحيته بسرعه وهو يسأله قائلا: تعالي لنتحدث في المكتب... دلفا الاثنان الى داخل المكتب حيث جلس حازم في مقدمته بينما معتز على الكرسي المقابل له...
تحدث حازم متسائلا: كيف تخبئ عني ما حدث يا معتز..؟ كل شيء تم بسرعه يا حازم، صدقني لم اجد الوقت لأخبرك... سأله حازم بجديه: وكيف استطعتم تهريبه...؟ اجابه معتز: ادهم هو من خطط لكل شيء، بمساعدة ويليام، لقد تلقينا دعما كبيرا من جماعتنا في الخارج، وقفوا بجانبنا وساعدونا في تهريبه... وأين هو الان...؟ انه في قرية بعيده للغايه، تحت حماية رجل مهم... اريد ان اراه وحالا...
قالها حازم بجديه ليهز معتز رأسه بتفهم وينهض من مكانه آخذا حازم الى المكان الذي يوجد به سيف...
كان واقفا خارج غرفته ينتظر خروج الطبيب الذي دلف الى الداخل منذ حوالي ربع ساعه، زفر بضيق وهو يشعر بالقلق والتوتر الشديدين، اتجه بسرعه ناحية الطبيب ما ان وجده يخرج من الغرفه، سأله بتلهف: كيف هي الان...؟ انها بخير نوعا ما، لقد تعرضت لنزيف حاد، وكادت ان تفقد الجنين... ارتد سيف الى الخلف لا إراديا وهو يقول بعدم تصديق: الجنين...! نعم انها حامل، بحوالي شهر وأسبوع... وكيف حال الجنين الان، هل هو بخير...؟
سأله سيف بتوتر بالغ ليجيبه مطمأنا اياه: هو بخير، لكنها تحتاج الى عناية فائقه لاستعادة صحتها وصحة الجنين، يجب الا تنهض من السرير ابدا، وان تأكل طعاما صحيا... حسنا سأهتم انا بكل هذا... جيد، اذا احتجتم اي شيء انا موجود... خرج بعدها الطبيب من الفيلا بينما دلف سيف الى الداخل ليجدها نائمة غير واعيه لأي شيء منا يدور حولها...
تنهد بصمت وهو يحاول استيعاب ما قاله الطبيب منذ لحظات، رغد حامل! يا للهول، من كان يصدق ان يحدث شيء كهذا، لقد كاد ان يقتل ابنه بيديه، كاد ان يتسبب بفقدانه، لم يكن ليسامح نفسه ابدا لو حدث له شيء بسببه... خرج بعده من الغرفة وتوجه الى صالة الجلوس، ظل جالسا هناك يفكر بعمق، ظل على هذا الحال لساعات طويله، رن جرس الباب فنهض وفتح الباب ليتفاجئ بحازم امامه، ركض حازم اتجاهه وضمه بقوه فبادله سيف احتضانه...
حازم وهو يربت على ظهره: الحمد لله على سلامتك يا سيف، الحمد لله الف مره... ابتعد عنه سيف بعد لحظات وهو يقول بجديه: من الجيد انك اتيت، كنت متشوق بشده لرؤيتك... وانا اريدك في موضوع مهم... ابتسم سيف ابتسامه خفيفه وهو يقول: عرفت اذا... اخبرني يا سيف، كيف حدث هذا...؟ اكاد اموت من الحسره، اخبرني ارجوك... اجابه سيف بجديه:.
انا لم افعلها يا حازم، لم اغتصب تمارا، لقد ان الاوان للتعرف بهذا، كما ان محمود لم يمت، خطيب تمارا السابق ما زال حيا...
ولج الى داخل غرفة نومه ليجدها جالسه تقلب في احدى المجلات بتملل... جلس بجانبها وهو يقول بجديه: الم يأن الاوان لان نجهز أغراض الطفل يا يارا...؟ اجابته بجديه: لا مانع لدي، لنبدأ في تجهيزها متى ما تريد... لنذهب غدا الى المحلات المتخصصة في تصميم غرف الأطفال ونختار تصميم مناسب... حسنا... رن هاتفه فجأة فحمله وضغط على زر الاجابه ليأتيه صوت احد رجاله وهو يقول:.
سيدي لقد جائتنا اخباريه منذ لحظات، رشاد الصاوي قدم بلاغ ضدك ومعه ادله تثبت تورطك في الاعمال المشبوهه والشرطه في طريقها اليك...
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الخامس والأربعون
جلس كلا من حازم وسيف في صالة الجلوس سويا لوحدهما، كان حازم مترقبا لسماع حديث سيف والذي سيعرف من خلاله ما حدث بالتفصيل مع تمارا... تنحنح سيف قليلا ثم تحدث بصوت جدي: انت بالتأكيد تريد معرفة كل شيء حدث... وبالتفصيل... قالها حازم مؤكدا ليهز سيف رأسه بتفهم، بدأ سيف يسرد على مسامع حازم القصه كامله:.
انا لم اغتصب تمارا يا حازم، بالتأكيد انت تعرف كيف تعرفت عليها وطلبت الزواج منها لكنها رفضتني وهذا جعلني اشعر بالغضب الشديد منها، وعندما جائتني بعد فتره وبدأت تتودد اليَّ علمت انها تمثل علي وتحاول خداعي حينها قررت ان اربيها على طريقتي الخاصه... صمت للحظات ثم أردف قائلا:.
في تلك الليلة عندما كنا سويا على المركب، أعطيتها كأسا من العصير كان يحوي على مخدر يجعلها تفقد الوعي نهائيا، تناولته هي بحسن نيه وفقد وعيها بعدها، حملتها الى الغرفة وخلعت عنها ملابسها وجهزت كل شيء ليبدو الامر مقنع وتركتها نائمة على السرير، استيقظت في صباح اليوم التالي ووجدت نفسها عاريه بينما انا جالس على الكرسي المقابل لها عاري الصدر، انهارت بشده وظلت تبكي وتصرخ بهيستريا...
وبعدها طلبت منك ان تتزوجها اليس كذلك...؟ سأله حازم بنظرات قاتمه فهز سيف رأسه للأعلى والأسفل ثم اكمل قائلا: ولكنني رفضت وطردتها من مكتبي وألغيت جميع اتفاقياتي واعمالي المشتركه مع والدها مما جعله يعلن افلاسه... عاد حازم وسأله: وماذا عن خطيبها...؟ كيف تقول انه ما زال حي...؟ اجابه سيف موضحا ما قاله:.
عندما علمن بالعلاقة التي تربط تمارا بمحمود قررت مقابلته، وجدته شابا طموحا وذكيا، تحدثت معه وأخبرته عن رغبتي بتمارا، في بادئ الامر رفض الا انني عندما اغريته بالوظيفة والراتب الكبير الذي سيناله وافق، وبعد ما حدث وما فعلته بها طلبت منه ان يعرض الزواج عليها، ثم بالتأكيد هي ستخبره بانها عذراء وفِي ذلك الوقت سينصدم بشده ويفقد وعيه من شدة الصدمه، وحينما يذهب الى المشفى القريبه من الفندق اللذي تزوجا به سوف يستقبله طبيب صديق لي ويخرج ويخبرها انه مات...
يا الهي لا اصدق، كيف فعلت كل هذا...؟ وكيف صدقتك تمارا...؟! الم تشك للحظه واحده!؟ وماذا فعلت بعدما اخبرها بوفاته...؟ اليس من المفترض ان يدفن...؟ هل جلبتم جثه وهميه ايضا...؟ قال حازم عبارته الاخيره بسخريه ليحرك سيف رأسه قائلا: لقد اتفقت مع والدته ان تأتي الى المشفى و تتعارك مع تمارا وتطردها بعد ان تتهمها انها السبب في موت ابنها وتحذرها من ان تأتي الى العزاء او المقبره... الم تخف ان تراه فيما بعد...؟
كلا، محمود سافر مع عائلته الى خارج البلاد، بعد ان منحته مبلغ مادي كبير للغايه ووظيفه في شركة صديق لي هناك... تشدق فم حازم باتسامه هازئه، نهض من مكانه بعد لحظات وهو يرمي سيف بنظرات نافره جعلت الاخير يخفض رأسه خجلا منه ومن نظراته، هز حازم رأسه بأسف شديد ثم خرج بعدها من الفيلا متجها الى القصر وتحديدا الى تمارا...
اغلق قصي هاتف ثم تقدم ناحية بسرعه وهو يقول: تعالي معي يجب ان نخرج من القصر حالا... سألته يارا بعدم فهم: لماذا...؟ ماذا حدث...؟ اجابها بسرعه وهو يجرها من يدها: هذا ليس الوقت المناسب لهكذا احاديث، يجب ان نهرب حالا قبل ان تأتي الشرطه... قال كلماته الاخيره ثم ركض بها متجها خارج القصر باكمله... ركب سيارته وخرج من القصر يتبعه حراسه بسياراتهم المصفحه لتظهر بعد لحظات سيارات الشرطه وهي تتقدم ناحية القصر...
ضغط قصي على مقود السياره بقوة وهو لا يعرف الى اين يتجه في وقت كهذا، اخذ يفكر كثيرا اثناء قيادته بمكان مناسب يذهب اليه بينما يارا تتابعه بانظارها بصمت تام فهي تشعر بتوتره ولا تريد ان تزيد منه بأسئلتها واستفساراتها... رن هاتفه بتلك الأثناء فحمله ليجد ادهم الخولي يتصل به، ضغط على زر الاجابه بسرعه ليأتيه صوت ادهم يقول بتحذير: اين انت الان...؟ الشرطه في طريقها الى منزلك... اجابه قصي بجديه:.
علمت، استطعت الهرب في اخر لحظه... عاد ادهم وسأله: الى اين سوف تذهب...؟ ليجيبه قصي: لا اعلم... اسمعني جيدا انا سأنتظرك في منطقه قريبه، سوف أرسل لك العنوان برساله، تأتي الى هناك وسوف آخذك الى مكان أمن... اغلق قصي الهاتف وانتظر وصول الرساله والتي وصلت بعد دقيقتين فقرأ العنوان بسرعه واستدار بسيارته متجها اليه...
كان ادهم ذو معرفه قديمه بقصي، فقد صادف ان جمعهما عملا سويا وبالرغم من صداقة ادهم العميقه بسيف الا انه استطاع تكوين علاقة جيده بقصي فهو لم يكن يحب التدخل في تلك المشاكل التي تجمعهما وفضل الابتعاد عنها ليحافظ على صداقته بسيف وعلاقة العمل التي تجمعهم بقصي... بعد حوالي نصف ساعه توقف قصي بسيارته في المنطقه التي حددها له ادهم فوجد ادهم ينتظره هناك...
هبط من السيارة وتقدم ناحيته وهبط ادهم هو الاخر من سيارته، حيا بعضهما ثم تحدث قصي متسائلا: كيف عرفت...؟ اجابه ادهم بهدوء: لدي معارف في الشرطه، اخبروني بهذا... والى اين سوف تأخذني...؟ لا تقلق، الى مكان مناسب وأمن للغايه... زم قصي شفتيه ثم هز رأسه بتفهم وقرر الاستماع الى كلام ادهم والذهاب معه فلا يوجد امامه حل اخر...
تقدم معتز مِن سيف الجالس لوحده في صالة الجلوس، جلس بجانبه وهو يقول بجديه: اريد التحدث معك بموضوع مهم...؟ تحدث يا معتز، ماذا هناك..؟ اخذ معتز نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم تحدث بصوت متأني: ماذا تنوي ان تفعل بعد ان تسافر الى الخارج يا سيف...؟ ماذا يعني ماذا انوي ان افعل...؟ سأله سيف بعدم فهم فأجابه معتز موضحا: ما اقصده، هل تنوي البقاء على عملك في تجارة الاسلحه والمخدرات..؟ اجابه سيف بدون تفكير:.
بالتأكيد، مالذي قد يمنعني من هذا...؟ ولكن انا لا اريد ان استمر في هذه الاعمال... هل قررت ان تتوب...! قالها سيف بنبرة ساخره ليؤكد معتز ما قاله بصوت جاد: نعم قررت ان اتوب... صمت سيف لوهله محاولا استيعاب ما يقوله معتز، ضغط على كف يده بقوه، هو لا يريد لمعتز ان يتركه لوحده، دائما كان معتز معه شريكا له في جميع أعماله، لا يريد ان يتركه لوحده، يحتاجه بجانبه، يكفي انه الرجل الوحيد الذي يثق به...
تنهد سيف بصمت ثم تحدث بصوت حاول ان يجعله طبيعيا: لك ما شئت... نهض معتز من مكانه وخرج من الصاله وهو يشعر براحه غريبه تسيطر عليه، اخذ نفسا عميقا وزفره ثم خرج الى الحديقه الخارجيه للفيلا... اخرج هاتفه من جيبه وفتحه باحثا عن اسمها، ما ان وجده حتى ضغط على زر الاتصال ووضع الهاتف على اذنه منتظرا اجابتها، جاءه صوتها الهادئ بعد لحظات ليقول لها بسرعه: احبك...
أبعدت نورا هاتفها من على اذنها و تطلعت اليه باندهاش شديد ثم ما لبث ان وضعته على اذنها وهي تقول باستغراب: ما بك معتز...؟ هل انت مصاب بالحمى...؟ لم يبال معتز بما قالته بل اكمل بجديه: انا قررت ان اترك أعمالي المشبوهه يا نورا، أخبرت سيف بهذا، سوف اتركها من اجلك... وضعت نورا يدها على فمها بعدم تصديق، أدمعت عيناها بقوه بسبب ما تسمعه، تحدث بصوت مضطرب: معتز، انت، ماذا تقول...؟
الم تسمعيني جيدا، سوف اترك كل شيء من اجلك... توسعت ابتسامتها تدريجيا ثم اجابته بصوت منتشي فرحا: احبك، احبك أكثر مما تتخيل... ابتسم معتز وهو يستمع الى اعترافها بحبه ثم بدأ يحدث عن خطبته لها وطلب منها تحديد موعد مع والدتها ليقابلها في اقرب وقت...
اغلق قصي هاتف ثم تقدم ناحية بسرعه وهو يقول: تعالي معي يجب ان نخرج من القصر حالا... سألته يارا بعدم فهم: لماذا...؟ ماذا حدث...؟ اجابها بسرعه وهو يجرها من يدها: هذا ليس الوقت المناسب لهكذا احاديث، يجب ان نهرب حالا قبل ان تأتي الشرطه... قال كلماته الاخيره ثم ركض بها متجها خارج القصر باكمله... ركب سيارته وخرج من القصر يتبعه حراسه بسياراتهم المصفحه لتظهر بعد لحظات سيارات الشرطه وهي تتقدم ناحية القصر...
ضغط قصي على مقود السياره بقوة وهو لا يعرف الى اين يتجه في وقت كهذا، اخذ يفكر كثيرا اثناء قيادته بمكان مناسب يذهب اليه بينما يارا تتابعه بانظارها بصمت تام فهي تشعر بتوتره ولا تريد ان تزيد منه بأسئلتها واستفساراتها... رن هاتفه بتلك الأثناء فحمله ليجد ادهم الخولي يتصل به، ضغط على زر الاجابه بسرعه ليأتيه صوت ادهم يقول بتحذير: اين انت الان...؟ الشرطه في طريقها الى منزلك... اجابه قصي بجديه:.
علمت، استطعت الهرب في اخر لحظه... عاد ادهم وسأله: الى اين سوف تذهب...؟ ليجيبه قصي: لا اعلم... اسمعني جيدا انا سأنتظرك في منطقه قريبه، سوف أرسل لك العنوان برساله، تأتي الى هناك وسوف آخذك الى مكان أمن... اغلق قصي الهاتف وانتظر وصول الرساله والتي وصلت بعد دقيقتين فقرأ العنوان بسرعه واستدار بسيارته متجها اليه...
كان ادهم ذو معرفه قديمه بقصي، فقد صادف ان جمعهما عملا سويا وبالرغم من صداقة ادهم العميقه بسيف الا انه استطاع تكوين علاقة جيده بقصي فهو لم يكن يحب التدخل في تلك المشاكل التي تجمعهما وفضل الابتعاد عنها ليحافظ على صداقته بسيف وعلاقة العمل التي تجمعهم بقصي... بعد حوالي نصف ساعه توقف قصي بسيارته في المنطقه التي حددها له ادهم فوجد ادهم ينتظره هناك...
هبط من السيارة وتقدم ناحيته وهبط ادهم هو الاخر من سيارته، حيا بعضهما ثم تحدث قصي متسائلا: كيف عرفت...؟ اجابه ادهم بهدوء: لدي معارف في الشرطه، اخبروني بهذا... والى اين سوف تأخذني...؟ لا تقلق، الى مكان مناسب وأمن للغايه... زم قصي شفتيه ثم هز رأسه بتفهم وقرر الاستماع الى كلام ادهم والذهاب معه فلا يوجد امامه حل اخر...
كان يقود سيارته متجها اليها حينما رن في باله شيء مهم غفل عنه، اذا كان محمود ما زال فهو من المفترض ان يكون زوج تمارا الان، شتم بصمت ثم اوقف سيارته على جانب الطريق، اخرج هاتفه من جيبه ثم بحث عن اسم سيف وضغط على زر الاتصال ليجيبه بسرعه وكأنه كان ينتظر اتصاله هذا... سأله بصوت بارد قائلا: هل طلق محمود تمارا ام لا...؟ هل سمحت لنفسك بان تجعلها على ذمة رجلين...؟ أجبني بدون كذب...
سمعت صوت زفير انفاسه خلال الهاتف، اجابه سيف بعد لحظات بدت سنوات بالنسبه له: طلقها غيابيا، اطمئن انت زوجها الوحيد السيده تمارا... زفر حازم انفاسه براحه ثم اغلق الهاتف في وجهه دون ان يقول كلمة اخرى... عاد يقود سيارته متجها الى القصر ليصل بعد حوالي ثلث ساعه الى هناك...
هبط من سيارته واتجه مسرعا الى الغرفة الموجوده بها تمارا، فتح الباب بالمفتاح الذي بحوزته ليجدها تغط في نوم عميق، اقترب منها وهزها برفق فاستيقظت بعد لحظات، تطلعت اليه بعدم تصديق ثم ما لبثت ان انتقضت من مكانها وضمته بقوه وهي تقول: أسفه، ارجوك سامحني... بادلها عناقها وهو يقول بحب: سامحتك تمارا، سامحتك حبيبتي... ابتعدت عنه وهي تبتسم بعدم تصديق، طبعت قبلة على شفتيه فبادلها اياها بشوق ولهفه...
تحدث بعدها بصوت جدي: جهزي ملابسكِ فسوف تأتين معي... الى اين...؟ سألته بعدم فهم ليجيبها بابتسامه خبيثه: من اجل شهر العسل الذي لم نقم به من قبل...
دلف سيف الى داخل غرفة نومه ليجد رغد قد استيقظت لتوها من نومها، ما ان رأته امامها حتى ارتدت الى الخلف لا إراديا، أدمعت عيناها بقوه ثم تحدثت بصوت متحشرج: أسفه، أسفه جدا، سامحني ارجوك... أغمض عينيه للحظات وفتحها، اخذ نفسا عميقا وزفره ثم تحدث قائلا: انتِ حامل... فغزت فاهها بدهشه مما قاله، لم تستوعب في بادئ الامر ما تفوه به، الا انها حالما استوعبت ما قاله ابتسمت لا إراديا بعد ان وضعت يدها على بطنها...
اقترب منها بخطوات بطيئة ثم انحنى بوجهه ناحيتها وهو يقول بتوعد: هذا الحمل انقذك مني يا رغد، لولاه ما كنت لاتركك ابدا قبل ان اكسر عظامك، لكن لا بأس، لقد خدمك الحظ هذه المره... ارتبكت بشده من كلامه ورمشت بعينيها عدة مرات بينما ابتعد هو عنها وخرج صافقا الباب خلفه... هبط درجات السلم متجها الى صالة الجلوس حينما رن هاتفه باسم معتز، ضغط على زر الاجابه ليأتيه صوت معتز قائلا:.
مصيبة يا سيف، رشاد الصاوي علم بما فعلته لابنته... كيف...؟ كيف علم..؟ ابنته استيقظت من الغيبوبه وأخبرته... ضغط سيف على هاتفه بقوه ثم قال بجديه: ماذا يجب ان نفعل الان...؟ اجابه معتز بجديه: رشاد لن يتركك هكذا، سوف يحاول ان ينتقم منك بكل الطرق، ومن الممكن ان يستخدم المقربون لك لتحقيق انتقامه، لهذا انا أرسلتهم جميعا الى هنا... ماذا! أرسلتهم الى اين...؟! الى هنا...
قالها معتز وهو بالكاد يستطيع كتم ضحكته ثم أردف قائلا: الجميع ما عدا حازم... لماذا...؟ هل رفض ان يأتي...؟ سأله بوجوم ليجيبه معتز بجديه: لم اجده من الاساس، اخذ زوجته وخرج من القصر... اللعنه الى اين ذهب...؟ وجوده هكذا خطر عليه... سوف احاول ان اجده، لا تقلق... وماذا عن اسد، الم تجده..؟ كلا، لم اجده... حسنا، حاول ان تجد الاثنين في اقرب وقت... حسنا...
اغلق معتز هاتفه وهو يتنهد بصمت لتأتيه رساله من نورا تخبره فيها بموعد مقابلته لوالدتها... ^ رن جرس باب الفيلا فسارعت الخادمه لفتحها، دلف كلا من ليان و لبنى وكريستين ولميس ودارين وابنها الى الداخل... تقدمت لميس بسرعه ناحية الخادمه وسآلتها بلهفة: اين ابنتي...؟ ليجيبها سيف والذي أتى على أصواتهم: في غرفتها...
ارتبكت لبنى بقوه فهذه المره الاولى التي ترى بها سيف منذ وقت طويل، طالعها سيف بنظرات هادئه ثم قال بجديه: ألن تسلمي علي يا لبنى... ركضت لبنى ناحيته وضمته بقوه، بادلها سيف عناقها فهو الاخر كان يشعر بالشوق لها بالرغم من كل شيء، ابتعدت عنه لبنى بعد لحظات وهي تقول: الحمد لله على سلامتك، الحمد لله...
تقدمت ليان هي الاخرى وضمته بقوه ثم ابتعدت عنه ليتقدم سيف ناحية ابنه ويحمله ويقبله باشتياق شديد، تطلع الى دارين بهدوء وسألها قائلا: كيف حالك يا دارين...؟ اجابته دارين بهدوء: بخير، الحمد لله على سلامتك... شكرا لك...
همت لميس بالحديث والسؤال عن ابنتها الا انها توقفت للحظه وهي تستمع الى جرس الباب يرن، تقدمت الخادمه وفتحت الباب ليدلف ادهم يتبعه كلا من قصي ويارا واللذان انصدما بشده حالما رأوا سيف أمامهم ولم تكن صدمة سيف باقل منهم...