logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات جنتنا | Janatna.com، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .


  1. منتديات جنتنا | Janatna.com
  2. الأقسام العامة General Sections
  3. القصص والروايات – قصص قصيرة – روايات رومانسية – أدب – خواطر | Stories & Novels
  4. رواية شهد الحياة


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:48 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السادس والعشرون

انتبهوا على صوت كريمة الحاد: شوفي بقا يا ليلى انا جبتلك مين انهاردا مفاجأة...
نظروا جميعا لتلك المرأة الواقفة بجانب كريمة، نهضت ليلى بخوف وهي تنظر لها وتهتف بارتباك واضح على ملامحها: ام زكريااااااا..
رمقها كريم بعد فهم واردف بقوة: ام زكريا!، ام زكريا ايه يا ليلى انتي مش قولتلي انها جارتك.
نظرت له ليلى بأعين دامعة، وهتفت بارتباك: ما، ماهو هي...

التوى فم مديحة بسخرية وهتفت: براحة عليها يا دكتور اصلها هاطب ساكتة من الخوف.
اندفع كريم نحوها بغضب وقال: انتي مين سمحلك تدخلي بيتي وتتكلمي فيه يا بتاعة انتي، امشي اطلعي برا.
هتفت بمكر كعادتها واشارت له ان يهدأ: اهدا على نفسك شوية يا دكتور، طب هي حقها تخاف، انت بقى لامؤاخذة تخاف ليه، ، وبعدين انا جاية للراجل الكبرة دا، جايله اعرفه هو عايش مع مين لامؤاخذة وفاكرها ملاك بجناحين.

هتف كريم بنبرة بتوعد: امشي اطلعي برا بقولك، اصل واقسم بالله اوديكي في ستين داهية.
اخيرا تحدث جمال بنبرة شبه هادئة: بس يا كريم سيبها تتكلم، قولي اللي انتي عاوزاة...

اتسعت أعين ليلى بخوف حقيقي وتسارعت ضربات قلبها، جلست مكانها لم تعد ساقيها تتحملها اكثر من ذلك، بينما هو وزع نظره بين مديحة ووالده وليلى، شعر بانه في ارض ضائعة وان ذلك السر سوف يعرف لا محال حتى يستطيع النجاة هو وليلى، بينما جلست كريمة بجانب جمال تبتسم بمكر، ومديحة وقفت تنظر بسخرية لليلى، فحولت بصرها لجمال وقالت:.

يابيه ليلى دي كانت مخطوبة لابني وكنت دايما بشك في سلوكها لامؤاخذة بس ابني طيب اوي، زي ابن حضرتك كدا هي بتقدر تسحرلهم بتغويهم لامؤاخذة، حضرتها ماشية من الحارة بفضيحة كبيرة اوي، راجعة في اخر الليل وواحد غلط معاها ولما ابني عرف وبهدلها ابوها ماات بقهرته على بنته الوحيدة اللي حطت راسه في الوحل، فمات ياعيني، ضحكت على ابنك الدكتور واتجوزته، ولما جيت اقولها سيبي الدكتور في حاله وبلاش تدمريه زي ما دمرتي ابني، قالتلي هو عارف كل حاجة وكانت عاوزة تدفعلي فلوس علشان اسكت ومنبهكوش بس انا ضميري حي يا بيه.

تعالت شهقاتها وبكت بكاء مرير وهتفت بانكسار: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، انتي عارفة كويس ان هو اغتصبني ومكنش برضايا، ليه بتعملي فيا كدا.
فهتفت كريمة بجانب اذن جمال بخبث: شفت طلعت مش بنت وابنك جايب واحدة مغتصبة وبيضحك عليك...
صدم جمال مما سمع ونظر لكريم وجده يطأطأ رأسه فهتف: الكلام دا صحيح يا كريم، رد عليا صحيح ولا لأ.
هز رأسه بضعف وهتف بخفوت: لا مش صحيح..

شهقت مديحة بصدمة وهتفت: جرا ايه يا دكتور انت هاتكدب ولا ايه، لا صح وحصلها كدا...
نهض كريم بغضب ونظر لها بشر وهتف بنبرة اشبه بالصراخ: لا مش كدا مش حصل، ليلى سليمة زي ماهي، ليلى زي ماهي محدش عمل فيها حاجة.
ضحكت مديحة بسخرية: شوفوا يا ناس الدكتور بيضحك على عقولنا فاكرنا ناس صغيرة.

نهضت ليلى ورمقتها بكره، ثم حولت بصرها لجمال: اه انا حصلي كدا وكريم بيكدب علشان خايف على مشاعري، بس انا بواجهه ومش عندي حاجة اخاف منها، اه انا في واحد اغتصبني...
قالت جملتها الاخيرة بنبرة ضعيفة ومهزوزة للغاية، فبتر كريم حديثها بعصبية مفرطة:
لا يا ليلى انتي لسه بنت زي مانتي وتقدري تروحي تكشفي عند اي دكتور دلوقتي هايأكد كلامي، مش حصلك حاجة وانا اللي الفت دا كله من دماغي علشان افوز بيكي واتجوزك..

قال حديثه بنفس واحد وبعد ان انهى تنفس بصوت عالي، فنظرت له ليلى بشك فاخفض بصره للاسفل يتفادا النظر بعينها، فاقتربت منه بخطوات بطيئة وكانها لا تريد تصديق ما قاله لتو، امسكت يداه بيد وباليد الاخرى رفعت بها وجهه وهتفت بنبرة شبه باكية: مش ضروري تكذب علشاني، انا عرفت وفهمت غلطي واست...

بتر جملتها وهتف بنفي: لا يا ليلى اللي بقوله هو دا الصح، انتي كنتي جاية يومها فعلا لبسك متقطع وفي علامات في جسمك بدل على اغتصاب واغتصاب وحشي كمان، بداية الامر اتكهنا اللي حصل، فالما جيت اكشف عليكي كان عندك نزيف وكنتي لسه بنت وسليمة ففهمت ووقتها انه جالك نزيف من الخوف، انا مش عارف هو سابك ليه وقتها، يمكن حصل حاجة خوفته، او النزيف نفسه خوفه، او يمكن العناية الالهية حفظتك، بس انتي لسه بنت وسليمة، وقتها فرحت جدا بس في عز فرحتي حاجة قالتلي اقول انك اغتصبتي، بس والله كل الي في بالي وقتها هو خطيبك كنت عاوزك تسبيه باي طريقة واتجوزك، مكنتش عارف ان دا كله هايحصل...

شعرت بالدوار لكم الصدمات، ترنحت قليلا فامسكها بسرعه، ابتعدت عنه وهتفت ببكاء: انت!، انت يا كريم انت تعمل فيا كدا، انت تعيشني في الوهم دا، انت خليت ابويا يموت بسببي، خلتني افقد اعز ما ليا، انت دمرتني، انت ازاي قدرت تكدب وتعمل كدا، انت أمر من اللي حاول يغتصبني، انت زيك زيه بالظبط، انت حيييييييييييييييوان.

قالت جملتها الاخيرة بصراخ، بقلب مجروح، باعين تفيض من الدمع على صدمة حبيب خائن حبيب اعتبرته ملاك وهو في الاصل شيطان!، هتف سريعا وباندفاع وبنبرة كلها رجاء: ارجوكي يا ليلى، افهميني انا حبيتك، حبي كان دافع يخليني اعمل كدا، انا مكنتش هاستحمل ابقى اعيش من غيرك، كنت عاوزك ملكي مراتي على اسمي، انا مكنتش مدرك وقتها انه كان هاياذيكي صدقيني كنت هاعترفلك بس الامور مشيت عكسي في كل حاجة...

اتسعت اعين مديحة من اعتراف كريم، فانسحبت للخلف بعدما رأت كريمة وهي تنحني بجذعها الاعلى نحو جمال وتقوم بتدليك قلبه بخوف، لم تعرف الى الان كيف وصلت الى الباب، فتحته وهربت في ثواني في ظل انشغالهم...
كريمة بخوف: مالك يا جمال اهدى يا خويا، اهدى ابوس ايدك...
حاول جمال ابعادها عنه وهتف بتعب: اه، ابعدي عني، كسرتي قلبهم يا كريمة، انا مش مسامحك...

جثت على ركبتيها، مسكت يداه وطبعت قبلة فوقها وهتفت برجاء: لا يا جمال انا مقدرش على زعلك مني كله الا انت، بالله عليك ما تزعل مني...
لم يعيطها رد، رفعت بصرها وجدته يميل رأسه ناحية اليمين وفاقد الوعي، حركته بسرعة وهي تهتف بقلق: جمال مالك يا اخويا، رد عليا، يالهوي الحقني يا كريم...

اسرع كريم اليها وفحص والده وجده نبضه ضعيف للغاية هتف بنبرة قلقة يتخللها خوف: بابا لا خليك معايا، تليفوني فين، اسعاف ضروري...
اندفع صوب غرفته، بينما دفنت كريمة وجهها بين راحتيها وتبكي بندم: فوق يا جمال حقك عليا انت الي باقيلى في الدنيا دي...

وقفت تتابع الموقف بصمت وعيناها تفيض بالدموع تمزق قلبها لرؤيته وذكرها بحالة والدها، ابتسمت بسخرية للقدر كريم وضعها في ذلك الموقف بارداته والان هو يعيش الخوف من فقدان والده، حركت بصرها بين كريمة الباكية وجمال الفاقد للوعي، سمعت صوت كريم يستعجل سيارة الاسعاف، التفت للوراء تتفقد مديحة ووجدت الباب مفتوح على مصرعيه، جذبت هاتفها وخرجت من المنزل بسرعة ولا تعرف الي اين تذهب، ولكن ذلك المجهول ارحم من معلوم قاسي.

بمنزل زكريا...
يوووة يا سلمى حتى الاكل مش عاوزة تاكلي.
نظرت له بأعين منتفخة من كثرة البكاء وهتفت بصوت مبحوح: مش عاوزاة آكل، شيلو من قدامي.
مد يده ولمس وجنتيها بحنان وهتف بصوت حاني: طب واخرتها يا سلمى...
ابتعدت بوجهها قليلا عنه وهتفت بحزن: اخرتها هاموت انا واللي في بطني.
زكريا بعتاب: ليه كدا يا سلمى، ينفع تقولي الكلام دا، استغفري ربنا بقى..

نظرت له بغضب واردفت: الموت عندي راحة منك ومن امك، استغفر ربنا ايه من امتى وانت مؤمن كدا يا زكريا انا متهايلي لو فتحوا قلبك انت وامك مش هايلاقوا فيه ذرة طيبة او حنان، ربنا مسحوا من قلبكوا.
رفع حاجبيه بصدمة من حديثها واردف: انتي مجنونة يا سلمى ايه الكلام دا، انا عاملتك وحش فين، وامي كمان من وقت موت امك وهي بتعاملك حلو وبتعملك اكل حلو وبتهتم بيكي.

ضحكت بتهكم: الطيبة بتبان في العيون، ان انسان يحبك او يكرهك بتبان من نظرته ليك من همسته من اقل حركة بيعملها، مفيش انسان غبي يا زكريا، وانا مش غبية وفاهمة كويس اوي اللي حواليا، انت بتوهمني بالحب، لكن في الحقيقة انت شايفني جسم وبس وشكل حلو بتباهى بيه قدام الناس علشان تقول ليلى خانتني فانا اخدت اللي احسن منها واللي عندها السكر فقوم اتفرعن عليها، انت بتوهم نفسك بالحب بس انت عمرك ما حبيت ولا قلبك دا دق للحب لان قلبك كله سواد وكره وقلبك دا نسخة مصغرة من قلب امك.

انتفض واقفا بغضب، ثم خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة، فحدقت في اثره وغمغمت: مكرهتش في حياتي قدك انت وامك.

بمنزل رامي...
وضعت الشاي على المنضدة وجلست بجانبه وهو يتابع قراءة الملفات التي بيده بتركيز، ترددت كثيرا في قولها ولكنها جازفت وتحدثت بتلعثم: رامي ممكن اتكلم معاك.

رفع بصره لها، انتبهت لنظارته الطبية ابتسمت ببلاهة فتلك العوينات وعلى الرغم من انها طبية الا انها زداته وسامة، وكأن ذلك الزجاج هو نافذتها وتشاهد منه العشب الاخضر الصافي في عينه، استفاقت على تحريكه للقلم على وجنتيها وتلك الابتسامة الماكرة تلوح على ثغره، تنحنحت بحرج، وهتفت بتوتر: ااا، كنت عاوزة اقولك يعني انا نفسي اكمل تعليمي اوي، هو ينفع ولا لأ.

وضع يديه على عويناته لخلعها ولكن يديها منعته من ذلك، وهتفت بتوتر: لا سيبها ليه بتخلعها.
وضعها جانبا وهتف بوقاحة غير معهودة منه: علشان تشوفي عيني احسن من غير النضارة.
انهى حديثه بغمزة من عنيه، سعلت بشدة، وارتبكت فامسكت كوب الشاي وارتشفت رشفة كبيرة منه ولكنها سرعان ما وضعته جانبا ووقفت تقفز كالمجنونة: اه، سخن، اه، يالهوي لساني اتحرق.

جلس بأريحية وهو يتابعها بتسلية ويقسم بداخله على معاقبتها على افعالها من قبل، نظرت له وجدته يبتسم بتسلية، شعرت بالضيق منه فعادت لطبيعتها فورا وانحنت بجذعها الاعلى وهي تشير بسبابتها في وجهه وتهتف بعبوس: انت بتضحك عليا يا رامي انتي شايفني مهزقة ولا ايه.
جذبها بسرعة واجلسها على ساقيه، فارتبكت لوضعها ذلك حاولت القيام، ولكنه مانعها وهتف بعبث: ايه يا شوشو مالك متوترة كدا ليه؟!، الدنيا حلوة يا قلبي.

نظرت له وهتفت بتساؤل: قلبك؟!
فابتسم بحب وهو يدفن وجهه في عنقها ويهتف بحب: طبعا قلبي، بس اختي.
دفعته مرة واحدة وهتفت بعصبية مفرطة: على فكرة بقى انت رخم موت.
ادعى انه ينهض ورسم على وجهه علامات الغضب ببراعة، فركضت بسرعة الي غرفتها، تغلق الباب خلفها وهي تهتف بغضب طفولي: بردوا معرفتش تمسكني.

اما عند ليلى.

ظلت تسير بين الطرقات بخطوات بطيئة، ووجه باكي، وجسد متعب منهك، لم تعلم اين وجهتها حتى الان، ولكنها تسير ويمر امام عيناها شريط حياتها ببط حادثة الاغتصاب ووفاة والدها، ضرب زكريا لها، حديث مديحة اللاذع، زواجها من كريم، طيبة جمال، كره كريمة لها، لحظاتها البسيطة مع كريم، وقفت فاجأة وهي تضرب قلبها بقوة عندما تذكرت تبا لك يا قلبي، لماذا عشقته!، استفاقت على يد سيدة عجوز وهي تهتف بقلق: مالك يابنتي، اقدر اساعدك بحاجة.

هتفت بنبرة باكية: لا متقدريش للاسف.
: طيب يا بنتي اهلك فين تعالي قوليلي عنوانك وروحيلهم.
هتفت ببكاء مرير على فقدان الاهل و كل شئ: معنديش ماتوا.
: طيب ولا زوج ولا صاحبة ولا جار...
ليلى: لا معنديش بردو...
بترت جملتها عندما تذكرت شهد، اخرجت هاتفها وضغطت على الهاتف باصابع مترددة، بينما نظرت لها السيدة بتمعن وظلت تراقب حركاتها الفوضوية تلك.

بمنزل زكريا...
أغلقت على نفسها الغرفة جيدا وظلت تدور حول نفسها وهي تهتف بحيرة: يالهوي يعني ليلى طلعت بنت، والدكتور دا طلع بيحبها وعمل كدا...
ولكنها ابتسمت بشر: بس بردوا بوظت حياتها، عقبالك بقى يامرات ابني.

بالمشفى..
: للاسف يا دكتور، والدك القلب اتوقف ومقدرناش نسعفه انا اسف البقاء لله.
استمع لتلك الكلمات، وتجاهل حديث الطبيب وهتف بلهفة: لا اوع كدا انا هادخله وهاقدر اسعفه.
اوقفه الطبيب هاتفا بنبرة حزينة: اهدى يا كريم الاعماار بيد الله وهو عمره كدا، دا امر الله ونفذ.
هتف كريم بصراخ: اوع بقولك ابويا مش هايموت كدا.
ترنحت كريمة بوقفتها وهتفت ببكاء: اخويا مات، الاخ اللي حيلتي مات، كلهم سابوني وماتوا.

التفت اليها كريم بأعين تبث من شرارت الغضب وهتف بصراخ: انتي السبب، انتي السبب موتيه وهو زعلان مني، انا طول عمري بكرهك، بس دلوقتي نفسي اقتلك، خسرتيني ابويا ومراتي وكل حياتي، اتبسطتي يا كريمة، اتبسطتي ولا لأ.
ابتعدت عدة خطوات للخلف، وهتفت ببكاء: والله ما قصدي يابني.

اختصر المسافات بينهم بخطوة واحدة وامسكها وهو يهزها بعنف: انا مش ابنك، ولا حتى تقربيلي، ابعدي عني انا بكرهك، انتي السبب في موته، مسكتيش الا لما بعدتيني عنهم، ليه عملت فيكي ايه.
ابعده الطبيب عن كريمة واردف: كريم اهدى بقى، مينفعش كدا المستشفى كلها بتتفرج عليك، ادخل لوالدك محتاجك.
ظل صدره يعلو ويهبط بسرعة، وبصره معلق بكريمة وهو ينظر لها بكره عما فعلته، حركه الطبيب نحو غرفة والدة...

منزل رامي..
طرق على الباب للمرة العاشرة وهو يهتف بضيق: يابنتي افتحي بقى، عاوز البس واخرج.
هتفت من خلف الباب بحنق: لا مش فاتحة انت عاوز تدخل تنتقم مني.
هتف في سره: واقسم بالله انا غلطت غلطة عمري ان حبيتها دي هبلة ولا ايه.
طرق مرة اخرى بعصبية: يا شهد انا خلقي ضيق والله، افتحي احسنلك.
شهد: طب هاتعملي حاجة؟
رامي: هو انا عيل علشان العب معاكي، افتحي بقى..

فتحت الباب بحذر وانطلقت صوب السرير ووقفت عليه وهي تمسك الوسادة كحماية لها، دلف للغرفة وجدها على حالتها تلك، ابتسم وهتف بسخرية: والله هبلة
تجاهلها واتجه صوب الخزانى واخرج ثيابه بينما قطبت مابين حاجبيها بتعجب: ايه دا، ايه البرود دا.
رن هاتفها التقطته بسرعة وجدت رقم ليلى، دعكت عيناها بسرعة لعدم تصديقها، اغلقتهم وفتحتهم مرة اخرى، اجابت: الو..
اتاها صوت ليلى الباكي: شهد.

شهد بقلق: ليلى مالك في ايه، بتعيطي ليه؟!.
ليلى بحزن: محتاجكي اوي يا شهد، اوي.
شهد باندفاع: قوليلي انتي فين وانا اجيلك.
ليلى: انا في...
شهد: طيب انا هاجيلك اوعي تتحركي.
رفعت بصرها وتحركت نحو رامي وهتفت بسرعة: رامي، ليلى بتعيط جامد ومحتاجني.
رامي ببرود: طب واعمل ايه؟!
شهد: وديني عندها اروح اشوفها مالها.
التفت اليها رامي وهتف بضيق: مش ليلى دي اللي قست عليكي وظلمتك بمجرد عياطها انتي عاوزاة تروحيلها.

شهد: رامي دي صاحبة عمري وحصل سوء تفاهم ما بينا، وبيحصل بين الاخوات اللي امر من كدا وبيقفوا جنب بعض، لو مش عاوز تروح معايا انا هاروح لوحدي.
رامي: خلاص يا شهد انا اصلا مش هاخلص منك يالا خلي حمزة يصحى ولبسيه خلينا نروح لصاحبتك.

اعطتها العجوز زجاجة مياه واجلستها بالكشك الصغير الذي تسترزق منه، هتفت السيدة بتساؤل: صاحبتك جاية يا بنتي.
اؤمات بضعف، فهتف العجوز بقلق: طب انتي كويسة يابنتي دلوقتي..
هزت راسها بنفي وهتفت بصوت ضعيف للغاية: لا مش كويسة والظاهر عمري ما هابقى كويسة انا مش عارفة الدنيا جاية عليا كدا ليه، انا مبقتش قادرة استحمل والله.

ربتت العجوز على يد ليلى بحنو واردفت: بصي يابنتي الدنيا بتيجي على الضعيف والقوي على الغني والفقير، ميغركيش وشوش الناس اللي ماشية بتضحك دي، ولا الناس اللي سايقة عربيتها وعايشين حياتهم، كل واحد فيهم عنده علة عنده حاجة منغصة عليه حياته، كل واحد شايف الي خناقه هو اصعب حاجة، اللي انتي فيه مش اصعب حاجة ولا نهاية الدنيا، والدنيا مليانة صعوبات كتيرة اوي هاتمري بيها اقوي كدا وخدي الصدمة واقعي واتعلمي ازاي تقومي من تاني علشان تعافري وتكملي.

ليلى: طب ولو عشتي صدمة كبيرة اوي، وجه حد اخد بايدك و قواكي جامد، وغير حياتك من الحزن والالم للسعادة، وتحبيه وتعشقيه وتشكري ربنا انه بعته ليكي وان دي احلى هدية وتعويض عن اللي حصلك، وفاجأة ومن غير مقدمات تكتشفي انه سبب الصدمة دي وهو السبب في تدمير حياتك، هاتعملي ايه هاتبقي قوية ولا هاتضعفي.

العجوز: مش قادرة احكم علشان معشتش، انا معرفش هو كان بيحبك ولا بيكرهك ولا انتي خيالك اقنعك انه بيحبك، ومعرفش الصدمة درجتها ايه يابنتي، بس كل اللي بقولهولك انك اضعفي و اقعي، اصل الواحد يابنتي مننا مش مخلوق انسان قوي ومكمل كدا، بالعكس احنا الصدمات بتجيلنا علشان نضعف ونقوم تاني على رجلينا ونكمل، اهدى كدا واحكمي الامور بعقلك صح، واوعي تاخدي قرارات في وقت انهيار علشان متندميش عليها، واوعي تهربي واجههي وربك هايعينك ويقويكي على اللي فيكي.

ليلى: يارب...
نظرت للطريق مرة اخرى وجدت سيارة تقف امامهم وتهبط منها شهد مهرولة بقلق، اندفعت ليلى نحو شهد وعانقتها بقوة وبكت، فهتفت شهد بقلق: في ايه مالك، طب قوليلي طمني قلبي.
ليلى: انا اسفة يا شهد ظلمتك، ولما احتاجتك جتيلي في ثواني، انا اسفة.
شهد: متقوليش كدا انتي اختي وان شاء الله اللي بينا يروح لحاله، مالك يا ليلى.
ابتعدت ليلي عنها وهتفت ببكاء: انا اتدمرت لتاني مرة يا شهد، طلع هو السبب في كل حاجة.

شهد: طب اهدي كدا وتعالي نركب وتحكيلي على كل حاجة.

بالمشفى.

جلس بجانب والده يقرأ القران الكريم بنبرة مهزوزة، سمع طرق الباب، دلف الطبيب واخبره بانه يريده لانهاء اجراءات الدفن، خرج الطبيب واغلق الباب خلفه، فحول كريم بصره لوالده، مد يديه المرتعشة ورفع الملاءة من على وجه جمال، فسرت رجفة في جسد كريم، امتلئت عيناه بالدموع، حاول حبسها بمقلتيه ولكنها رفضت وهبطت كالشلالات هتف ببكاء: بابا انا اسف، انت دلوقتي كرهتني صح، طب انت مت وانت مش راضي عني، انا قلبي واجعني عليك اوي انت كنت كل حياتي، عوضتني عن موت امي وعوضتني عن حاجات كتير، كنت بالنسبالي السند وكل حاجة، انا كنت بتخيل اليوم اللي هاتموت فيه، كنت بتخنق مكنتش قادر استحمل افكر ازاي ممكن اعيش من غيرك، دلوقتي انت مت وانت مش راضي عني، طب اراضيك ازاي، طب اعمل ايه، انت حاسس بيا حاسس بابنك، بابا انا والله عملت كدا غصب عني انا غلطت بس انا مش عارف ايه حصل ولا انا عقلي كان فين، انت سبتني في اكتر وقت محتاجكك فيه، انا مش هاقدر اعيش من غيرك، لساني مش هايقدر يبطل كلمة بابا، سامحني كان غصب عني والله، اهو انت سبتني وهي سابتني، هاعيش.

ازاي من غيركو. ، هاعيش ازاي بس.

‏بمنزل رامي..
جلست بغرفة شهد السابقة، ابدلت ملابسها، دلفت شهد وعلى وجهها ابتسامة عريضة وبيدها طبق ملئ بالسندوتشاات، جلست مقابلها وقالت: يالا بقى كلي الاكل دا كله علشان نعرف نتكلم.
هزت رأسها برفض وهتفت: لا مش عاوزة ارجوكي يا شهد تعبانة..
تنهدت شهد واردف: مالك يا ليلى، احكيلي يا قلبي وريحي بالك شوية، حصل ايه..

عادت للبكاء من جديد واخفضت بصرها: انا مش قادرة ابص في وشك بعد ظلمي ليكي.
مدت يديها ورفعت وجهها وهتفت بحنو: لا اتكلمي وبصي وانسي اللي فات، ياما بيحصل بين الاخوات، وبعد كدا النفوس بتتراضا وانتي اكتر من اختي.
ليلى: كنتي انتي اخر امل ليا بعد ما بقيت في الشارع، ربنا يخليكي ليا، انا بس هاقضي الليل هنا وبكرة انزل وادورلي على مكان.

هتفت شهد بعتاب: اخص عليكي، ليل ايه اللي تقضيه انت هاتقعدي معايا هنا، دا بيت خالتي واللي شوفتيه معايا دا يبقى ابن خالتي والصغنن الي معانا دا بقى ابنه حمزة.
ليلى: ومراته فين زمانها مضايقة دلوقتي من وجودي.
هتفت شهد بمزاح: قدامك اهي ولا زعلانة ولا مضايقة بالعكس فرحانة جدا والدنيا مش سايعها.
قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم ولكنها سرعان ما ادركت، ابتسمت بسعادة: انتي اتجوزتي يا شهد، بجد...

اؤمات شهد وهتفت: اه اتجوزت رامي، ايه رايك شبه بتوع الروايات صح.
ابتسمت ليلى بحزن عندما تذكرت كريم: وانا كمان اتجوزت يا شهد وقصتي تتعمل افلام ورواياات، بس يارب روايتك تبقى اسعد من روايتي.
شهد: طب احكيلي وريحي قلبي..
ليلى: هاحكيلك على كل حاجة...



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:48 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السابع والعشرون

بمنزل رامي المالكي.
انتهت من سردها، ولكن لم تنتهي من بكائها، ربتت شهد على يديها، وهتفت بأعين دامعة: معلش يا حبيبتي، اهدي واحتسبي دا كله عند ربنا، والله يا ليلى ربنا هايعوضك خير.
ليلي ببكاء: انا بس زعلانة على قلبي اللي عشق واحد زيه، هاقدر اطلع حبه من قلبي يا شهد؟
شهد: مش عارفة والله يا ليلى، ادعي ربنا يوفقك ويبعد عنك الشر.

ليلى: هو بقى فيه شر اكتر من كدا، رسم كدبة وانا شربتها وكان السبب في موت ابويا وفضحتي في الحارة وكرهي ليكي، حياتي ادمرت بسببه، ودا كله تحت مسمى الحب، حب ايه دا اللي فيه الاذية دي كلها.؟
شهد: معلش يا حبيبتي حاولي تنسي، علشان تقدري تقاومي وبعدين الحمد لله انتي سليمة والحاجة اللي كانت ممكن تكسرك بين الناس خلصتي منها، الحمد لله يا ليلى.

ليلى بحزن: الحمد لله على كل حال، بس والله يا شهد هو كسرني امر من كسرتي يوم اغتصابي.
ربتت شهد على يديها وهتفت بصوت حزين: ياقلبي معلش انشاء الله هاتعدي..
انتبهت شهد على صوت طرق الباب، فقالت: ليلى هاقوم اشوف رامي يمكن عاوز حاجة..
ليلى: اعتذريله على الازعاج اللي عملته.
شهد: لو قولتي كدا تاني هازعل منك، اتفقنا.

اؤمات ليلى بضعف، خرجت شهد من الغرفة وجدت رامي يقف يتاكأ على الحائط ووجهه عابس، فهتفت بتساؤل: في ايه يا رامي.
جذبها من مرفقها، وادخلها غرفته، اردف بضيق: في انك من وقت ما صاحبتك جت وانتي في الاوضة ولا طلعتي ولا عبرتيني ولا اي حاجة.
شهد بحزن: معلش الكلام اخدنا شوية، حقك عليا.
اقترب منها وهتف بصوت حاني: مالك يا شهد زعلانة ليه؟!، هي قالتلك حاجة زعلتك.

هزت رأسها بنفي واردفت: لا مزعلتنيش، بس حكتلي اللي حصلها وزعلت عليها هي متستاهلش كدا ابدا.
اجلسها على طرف السرير وجلس هو مقابلها واردف: هو ايه اللي حصلها؟!

شهد بدموع: اتجوزت الدكتور اللي كان بيحبها وبيموت فيها عرض عليها الجواز في تاني يوم موت عم احمد وافقت وراحت معاه، قواها جامد وودها دكتورة نفسيه تتعالج، وكان بيعاملها معاملة حلوة اوي، حبته وفتحت قلبها له، وشافته الضهر والسند، وفاجأة ومن غير مقدمات طلع هو كداب وقال حصلها اغتصاب وهي اصلا سليمة، دمرلها حياتها وابوها مات بسبب حسرته عليها، واتفضحت وانا اتفضحت وبعدت عن امي واختي ودا كله بسبب الحب.

رامي: مش فاهم هو بيعمل كدا انتقام منها ولا ايه.
شهد: لا بيحبها عاوزها وعاوز يتجوزها، فلما جت في حالة شبه اعتداء عليها كدب الكدبة دي علشان خطيبها يسيبها ويتجوزها هو، يعني هو اللي عمله بيحطه تحت مسمى دافع الحب.
قطب رامي ما بين حاجبيه وهو يهتف بتعجب: هو الايام دي الحب بقى له دوافع اذية، هو في ايه، الدكتور اذها بسبب الحب، وهايدي حاولت تاذيكي بدافع الحب.

شعرت بالغيرة فهتفت بضيق: اه ماهي بتحبك فليها حق تأذيني.
ابتسم على غيرتها واردف: لا يا شهد مهما كان بردوا موصلش ان اذي الي حواليا بسبب حبي لحد، لا دا كدا اسمه انانية او امتلاك.
فهتفت هي بشرود: او يمكن عشق، عشقها مستحملش تبقى ملك حد تاني غيره.

ان الاوان شهد الحياة ان تعرفي حبي لكي، ان الاوان ان تتذوقي عشقي، فاقترب اكثر وداعب وجنتيها وهو يهتف بخفوت: لا طبعا انا اهو قدامك اكبر دليل، شوفتك من ٨ سنين حبيتك من اول نظرة، من اول نظرة يا شهد وانتي خطفتي قلبي وطيرتي بيه، مبقاش ملكي، مش عارف فيكي ايه مختلف عن كل البنات اللي شوفتهم، نظرتك ليا لسة قدامي كانها امبارح، الوان هدومك، لون شعرك اخدت بالي منه من تحت الطرحة، كل حاجة فيكي لمحتها وحفظتها كأني ببصلك من سنين، كأن ربنا زرع حبك في قلبي وسابه يكبر يكبر يكبر لغاية ماامتلكتيه كله، كنت وقتها متجوز اميرة بس قلبي كان ليكي، كتمت حبي في قلبي سنين وسنين حتى بعد موتها كنت اقدر اجاي واتجوزك بس بسبب وعد وعدته وقطعته عليا مقدرتش، بس ربنا كان رحيم بيا لما جيتي واتجوزتك وبقيتي قدامي في اللحظة دي يا شهد انا مبقتش قادر اخبي مشاعري اكتر من كدا...

استمعت لكل كلمة، وقلبها يتراقص فرحا، توردت وجنتيها، حاولت ابعاد عيناها عنه ولكنها فشلت، تعابير وجهه، صوته الخافت الحاني، عيناه الصافية، اقترب اكثر وهتف بهمس اكثر:
حقيقي انا مش قادر، شهد انا بحبك اوي، كلمة بحبك دي كلمة بسيطة على اللي بحسه من ناحيتك، لو في كلمة اكبر من العشق يبقى انا اكيد وصلتلها ومن زمان، انا مش عارف ولا اتكلم ولا اعبر عن اللي جوايا، بصي تعالي معايا...

امسكها من يديها واخذها نحو المكتب فتح الدرج المغلق، مشت معه كما المسحورة، المأخوذة بكم المشاعر التي اغدقها بها، واخرج رسومات لها كثيرة، وايضا اوراق مدون بها اسمها شهد الحياة، امسكتهم بأعين دامعة وتنقلت بينهم، وهي تبتسم بسعادة، رفعت بصرها، فتلاقت اعينهم في نظرة طويلة، سألته بخفوت ونبرة مترددة: معقول كل المشاعر دي ليا بقلبك يا رامي؟ معقول بتحبني كدا؟

رد رامي وهو يسترق قبلة رقيقة على ثغرها وانفاسه تلفحها: واكتر والله يا شهدي، اكتر بكتير، انا فعلا مش قادر اوصفلك بتعملي بيا ايه، ووضع يدها على قلبه واكمل، بيبقى متلخبط وضرباته بتزيد بشكل مجنون وساعات بحسها اختفت تماما كأنه وقف.

لمعت عيناه بفرحة غامرة وسعادة لا حد لها ورغبة بلا جماح، اضطربت انفاسه اكثر واكثر وكالمغيب اقترب رويدا واخذها في قبلة طويلة يبث فيها مدى حبه وعشقه لها، بادلته قبلته على استحياء، تمسك بها اكثر وهو يرفعها بين يديه، فحاوطته بيديها وتساقطت الاوراق والرسومات ارضا، اتجه نحو السرير وهو ينوي بداخله ان يجعلها زوجته امام الله، فسكتت شهرزاد عن الكلام لشهرايار، واصبحت شهد الحياة، شهد حياته، واصبح الحلم حقيقة على ارض الواقع...

وبمنزل كريم...

جلس في منتصف المنزل ينظر بحزن لارجائه، ينظر هنا وهناك، هنا كان يتحرك والده ويهتف باسمه، وهناك كانت ليلى مثل الفراشة، طبعت في كل مكان ذكرى لها وهو يراقبها في صمت، الان خسر كل شئ والده وحبيبته بسبب خطأ فادح اتخذه في غفلة من الشيطان، نزلت دموعه بصمت، رفع وجهه للسماء وهتف: يعني انا كدا بتعاقب على اللي عملته فيها، يعني زي ما ابوها مات وسابها وحيدة، اتعاقبت بنفس الطريقة وابويا مات وسابني وحيد، بس انا مكنتش اقصد، حتى هي سابتني وعدتني تفضل جنبي تحت اي ظرف، بس مستحملتش وسابتني، حقها تسيبني، طب هي راحت فين وعند مين، ملهاش حد غيري، يارب اقف جنبها ورجعهالي تاني...

تحرك نحو كرسي جمال وجثى على ركبتيه وتلمسه بطرف اصابعه، وهتف والدموع تتسابق مع الكلام: سامحني يا حبيبي، سامحني، يعز عليا انك تموت وانت مش راضي عني، انا اتكسرت من بعدك والله يا ابويا، موتك كسرني.

بمنزل رامي...
غفت ليلى بتعب، ولكن هناك زوجين من العشاق لم يغفلوا، دفنت وجهها في الوسادة فاتكأ هو على ذراعه وهتف بعبث: شهد، ارفعي وشك.
رفعت وجهها المتورد خجلا منه، وشعرها المبعثر حولها، فداعب وجنتيها وابتسم: ايه بتخبي وشك الحلو دا بعيد عني، دا حتى مينفعش يتخبى بعد كدا.
ضحكت بخفوت وهتفت بجدية مصطنعة: احم انا هاقوم اشوف ليلى وانام معاها.

هتف سريعا وباندفاع: تنامي معاها فين، انتي كدا هاتخليني اكره ليلى صاحبتك ومقعدهاش في البيت.
شهد: هو انت ممكن تمشيها يا رامي بجد.
رامي: لا طبعا بهزر، دا بيتك يا حبيبتي اتصرفي فيه زي ما تحبي، بس متقوليش تنامي معاها دي، وقتها هايبقى بيتي انا وهاتصرف تصرف يضايقك.
شهد: ربنا يخليك ليا يا رامي، انا كل يوم بعرف ان ربنا كفائني وعوضني عن اهلي بيك.

اقترب اكثر وهو يهتف بمزاح: الحمد لله مقولتيش بيكوا، كان هايحصلي حاجة.
شهد: بيكوا دي قدام الناس، اما بيك دي مابينا وبس.
ضل يقترب حتى التصق بها تماما ولامس شفتيها بشفتيه: طب تعالي اقولك سر بيني وبينك.
وغابا بدنياهم الخاصة التي يختبرناها لاول مرة معا.

بمنزل كريمة...
دلفت غرفتها بخطوات ثقيلة، القت بجسدها على الفراش، شردت باحداث اليوم ونهايته بموت اخيها، وعند هذه النقطة بالتحديد سالت دموعها من جديد وهتفت لنفسها: كنت رايحة اطلقها من كريم، موت اخويا بايدي، قالي مش مسمحاك يا كريمة، قالي مش مسامحك ومات، اللي باقيلي من اهلي مات، اه يا ناري هاموت من حسرتي عليك يا اخويا...
دفنت وجهها في الوسادة وبكت ندم على ما فعلته وخططت له.

صباحا...
استيقظت ليلى باكرا وظلت جالسة في الغرفة، حتى دلفت شهد لكي توقظها وجدتها مستيقظة بالفعل، قابلتها شهد بابتسامتها المعهودة وهتفت: صباح الخير يا ليلى.
حاولت رسم ابتسامة على ثغرها ولكنها فشلت وهتفت بعبوس: صباح النور.
اقتربت شهد منها وطبعت قبلة على احدى وجنتيها وهتف بهدوء: قومي كدا خدي شاور وروقي واكون جهزت الفطار لينا ونفطر مع بعض زي زمان...

ثم استطردت: وياستي متقلقيش رامي خرج من بدري الشغل وتقريبا مبيجيش الا بليل، وحمزة في المدرسة، البيت فاضي هانقعد نحكي بقى واحكيلك عرفت رامي ازاي.
اؤمات ليلى بضعف ونهضت من جلستها وسارت مع شهد، وعقلها بمكان اخر...

بمنزل زكريا...
صباح الخير يا سلمى، نمتي كويس.
سلمى: لا يا زكريا منمتش اصلا.
زكريا: وياترى ليه بقى؟!، منا سبتلك الاوضة كلها ونمت برا.
سلمى: زكريا انا عاوزة اتكلم معاك بهدوء لو سمحت، وياريت تسمعني للاخر، انا فضلت طول الليل سهرانة ارتب ازاي اقولك وافهمك اللي جوايا، فسبني ارجوك احاول اوصلك اللي عايزاه..
اعتدل في جلسته وهتف باهتمام: قولي انا سامعك.

ارتبكت قليلا ولكنها شجعت نفسها وهتفت: زكريا انا عاوزة اطلق، انا بجد مش عاوزة اكمل معاك انا مش قادرة امثل اكتر من كدا، ارجوك اتفهمني انا خسرت اهلي امي ماتت، وابويا في السجن، واختي معرفش ليها طريق،
يعني بقيت لوحدي، يعني اظن امك انتقمت مني كويس، سبوني لحالي بقى، سبوني اعيش اللي فاضلي من عمري في امان مش في خوف ان امك بتكون بتخططلي حاجة.

نهض بهدوء من جلسته و اتجه صوب المرحاض، فهتفت بضيق: انت رايح فين وسايبني، كلمني رد عليا.
وقف فاجأة واستدار وهتف بخشونة: انا لو رديت عليكي مش هايكون بلساني زي مانتي فاكرة، هايكون بايدي واظن ان مفيش فيكي نفس..
تركها ودلف الى المرحاض مغلقا الباب خلفه بقوة، فزعت هي في جلستها، فهتفت في سرها: ربنا ياخدك يا شيخ.

ذهبت لسامح سايبر وبداخلها سعادة لا توصف، اليوم سوف تنتهي من سلمى نهائيا، طرقت باب السايبر، فتح لها شاب اخر غير سامح قطبت ما بين حاجبيها وهتفت: لامؤاخذة فين استاذ سامح.
فتح لها الباب واردف: ادخلي جوا يالا علشان تاخدي الصور.
رفعت حاجبيها وهتفت: ادخل ليه؟!، استاذ سامح كان بيتفق معايا هنا مش جوا..
زفر الاخر بحنق وهتف: بقولك ايه يا وليه متوجعيش دماغي، تسليم الصور جوا علشان اللبش في الحارة.

زمت شفتيها بضيق وهتفت: طيب ياخويا وسع من طريقي.
دلفت الي الداخل واغلق الباب جيدا، ثم اشار اليها ان تصعد سلم خشبي، صعدت وجدت الغرفة مليئة بالحاسبات الآلية وعليها صور مختلفة، جذبها المنظر فحدقت جيدا بالغرفة وهي تتمتم: يالهوي على المناظر ياجدعان.
تحرك سامح ووضع الصور امامها، التقطتهم بسرعة، وهي تقلبهم وتنظر فيهم بتمعن: ايه دا انت حريف والله، انا لو مكنتش مفبركاهم كنت صدقت انهم حقيقة.

التوى ثغره بتهكم: عيب انتي جاية لاكبر واحد بيعمل فوتوشوب في مصر، وعلشان ياستي البقين الحلوين دول خدي صورة ليها اهو وهي في وضع مخل.
اتسعت عيناها بذهول وهتفت: يالهوي لا احنا مش اتفقنا على كدا، انا قايلك صور عاد..
بتر جملتها بحدة: بقولك ياست اديك على المعلوم وانتي ساكتة انتي رضيتي تديني الصورة يبقى مالكيش فيه،
يالا هاتي الفلوس.
مديحة: طيب يا اخويا براحة شوية.

فتحت حقيبتها واخرجت المال وما ان اعطتهم لسامح، حتى كسر الباب بقوة ودخلت الشرطة بسرعة، تسمرت مديحة مكانها برعب والصور مازالت في يديها.
وقعت ياسامح فاكر اننا مش هانجيبك لما غيرت عنوانك، وقعتك سودة انت وكل اللي معاك، لموهم على البوكس.

بمنزل رامي..
شهد: وبس هو دا كل اللي حصل، وامبارح اعترفلي بحبه ليا.
ليلى بابتسامة: مبروك يا شهد انتي طيبة وقلبك صافي تستاهلي كل خير.

شهد بسعادة حقيقة: الحمد لله يا ليلى بعد ما اطردت وامي وسلمى باعوني كدا بالرخيص اتكسرت نفسي اوي، بالك كنت بتخانق معاه واطول لساني واضايقه بس كان غصب عني، كنت ببقى عاوزة اكرههم علشان لما يمشوني من عندهم مش اتعب واتقهر زي ما حصلي، بس خالتي دي اطيب من امي نفسها بتخاف عليا اوي.

ليلى: انا والله زعلت جدا من االي حصلك، بس مديحة السبب بقى الله ينتقم منها، بس كل اللي زعلني اكتر هي سلمى ازاي توافق تتجوز زكريا.
نهضت شهد من جلستها وهتفت بصدمة: نعم سلمى مين دي اللي اتجوزت زكريا، دي بتكرهه طول عمرها، ومكنتش عاوزكي تتخطبيله.
ليلى: لا مديحة قالتلي انهم اتجوزوا.

تذكرت شهد صوتها الحزين في الهاتف، فهتفت سريعا: هو الكلب حسني اللي غصبها اكيد، سلمى اختى لا يمكن توافق الا اذا هددها، وطبعا امي سمعت كلامه كالعادة، والله لاروح واطربقها فوق دماغهم الكلاب دول.
اندفعت صوب غرفتها وعزمت على تبديل ملابسها، ذهبت ورائها ليلى: يا شهد استني متروحيش لوحدك، هاجاي معاكي.

التفت لها شهد وهتفت باصرار: لا خليكي انتي زمان حمزة جاي من المدرسة، انا هاروح لوحدي واكلم رامي في الطريق يلحقني، خلي بالك بس من حمزة يا ليلى.

بمنزل زكريا...
خرج من المرحاض يهندم ملابسه رائها تقف وتحكم حجابها، فقطب ما بين حاجبيه مردفا بخشونة: رايحة فين يا سلمى؟!
وضعت يديها على باب المقبض وفتحته وهتفت وهي تهم بالخروج: رايحة لامي في المشرحة، ملهاش حد يعجل بدفنها..
خرجت خطوتين من الشقة، اندفع هو ورائها، يجذبها من مرفقها بعنف وهو يهتف: انت اتجننتي ولا ايه، مش في حكم راجل، ادخلي جوا، مفيش مرواح، امك ماتت خلاص، الحكومة تدفنها بمعرفتها.

اغتاظت من حديثه، ابعدت يديه بقوة بعيدا عنها، وهتفت بغضب: بان على اصلك يا زكريا اقلع وش التمثيل كمان وكمان، علشان كدا بقولك طلقني انا خلاص فاض بيا ولا يمكن افضل على ذمتك دقيقه واحدة..
زكريا بصوته الجهوري: يابت اتلمي اصل والله ارنك العلقه التمام، انا مراعي انك حامل.
سلمى بغضب: بلا قرف، حمل النيلة والندامة، اوعى من وشي.

اندفعت صوب الدرج تهبط اول خطوة، فجذبها من مرفقها استدرات بسرعة تبعده عنها، رفع يده وهبط بكفيه على وجنتها صافعا اياها بقوة، اختل توازنها فسقطت من اعلى الدرج بسرعة كبيرة، وصلت عند انتهائه فاقدة للوعي، والدم يملىء جسدها بغزارة، اتسعت عيناه بصدمة، تسمرت قدماه وهو يتابعها وهي تسقط بسرعة كبيرة فهتف بخوف:
سلمي.



look/images/icons/i1.gif رواية شهد الحياة
  22-01-2022 12:49 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6431
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن والعشرون

استقلت التاكسي وبداخلها مشاعر متضاربة، خوف على سلمى من مديحة وزكريا، وقلق على سميحة وما يفعله بها حسني، وغضب من حسني وما فعله بابنته، اخرجت هاتفها وقررت محادثة رامي، وضعته على اذنها واتاها صوته الرجولي: الو يا حبيبتي.
سرت رجفة في جسدها اثر ذكره كلمة حبيبتي، صمتت قليلا تستوعبها او بمعنى اصح تتذوق مذاقها، فهتف مرة اخرى بقلق: شهد.
تنحنحت بحرج وهتفت بخفوت: معاك يا رامي.
رامي: في حاجة يا حبيبتي.

اخفضت صوتها وهتفت: انا نزلت من البيت ورايحة البيت عند امي...
قاطعها رامي بسرعة: نازلة فين يا شهد ومن غير اذني، وازاي تروحي هناك لوحدك.
شهد: حسني الكلب جوز سلمى لخطيب ليلى زكريا هو وامه مش كويسين وزمانهم مبهدلينها وطبعا امي ساكتة، انا لازم اروحلها وانقذها يا رامي.
هتف رامي بتحذير: ماشي يا شهد اقفي على اول الحارة واياكي تدخلي وانا دقايق وهاكون عندك، شهد لو دخلتي لوحدك مش هاعديهالك بالساهل.

شهد: حاضر يا رامي، هاستناك ومش هادخل الا بيك.

في قسم الشرطة...
هتفت ببكاء: يابيه والله انا بريئة.
هتف الضابط المسؤول: اسكتي يا ولية، انتي ممسوكة متلبسة بتزوري صور لمين انطقي.
هتفت بتلعثم: مش، مش لحد يابيه، انا جيت...
قاطعها بسخرية: ايه عاوزة تقولي جيتي غلط ولا ايه؟!، انتي هاتضحكي علينا ولا ايه.
حول بصره لسامح الواقف بخوف وهتف بصوته الجهوري: قولي يلا الست دي كانت عندك بتعمل ايه..
هتف سامح بارتباك: كانت يا بيه جاية تعمل فوتوشوب لواحدة.

الظابط: وقبضت كام؟!
سامح: الف ونص يا بيه، نصهم لما اخدت الصورة ونصهم انهاردة قبل ما انتوا تدخلوا علينا..
التقط الظابط الصور من على المكتب وحدق بهم وهتف: مين دي يا ولية انطقي احسنلك، اصل كدا كدا هانعرف مين دي، بمعرفتنا هانعرف، انطقي.
قال كلمته الاخيرة بصوت هز ارجاء المكان، فزعت مديحة وعادت للخلف خطوتين وهي تهتف بتلعثم: دي مرات ابني يا بيه.
الظابط: مراته ولا طليقته.
مديحة بخوف: مراته يا بيه.

اتسعت عيناه بصدمة واقترب منها وهو يجز على اسنانه بغضب وقال: مرات ابنك يعني شرفه، تقومي تفبركيلها صور يا عديمة الاخلاق والدين، هي حرقاكي اوي كدا، انتي اوسخ حد شوفته لغاية دلوقتي...
هتفت ببكاء مزيف: يا بيه انا..
قاطعها بصفعة على وجهها وهتف بغضب: اخرسي مسمعش صوتك ابدا، لغاية ما اخلص مع الكلب التاني.
اؤمات بخوف وهي تضع يديها على مكان الصفعة تتحسها بألم.

بمنزل كريم.
فتح عينيه بتثاقل، شعر بألام تغزو رأسه وعنقه نتيجة لنومته على كرسي ابيه طول الليل، نهض بصعوبة حاول تحريك رأسه يمينا ويسارا لعل تلك التمرينات تقلل من الالم قليلا، نظر في ارجاء المنزل وجده فارغ بلا روح، هتف بضعف: بابا.
ثم تابع بضعف اكبر وبنبرة مهزوزة: طب ليلى، كلكوا سبتوني.

استفاق على طرق الباب، اتجه صوب الباب بخطوات بطيئة، فتح الباب فظهرت كريمة بثيابها السوداء واعينها المنتفخة، رمقها بغضب وهتف بخشونة: ايه اللي جابك هنا.
هتفت بهدوء: ايه يا كريم مش هاتخليني ادخل.
هتف بغضب: لا مش هاتدخلي ولا بقيت عاوز اشوف وشك دا، انا من انهاردا مبقاش ليا عمة اسمها كريمة، انت موتي بالنسبالي فاهمة يعني ايه موتي.

امسكت يداه تترجاه وتهتف بندم: والله يابني والله انا مكنش قصدي كدا، انا كنت كل اللي في بالي انك تطلقها بس، مش قصدي اموت اخويا اللي حلتي يا كريم، انا هاموت من امبارح لما مش سمحتلي اشوفه واسلم عليه لاخر مرا.
هتف كريم بقوة فبرزت عروقه في عنقه: علشان انتي السبب، تشوفيه ليه يا كريمة وانتي خربتي حياتي موتيلي ابويا وليلى مشيت عملت فيكي ايه علشان تطلقيها تقدري تقوليلي.

كريمة ببكاء: كنت شايفها مش من مستوانا وكنت عاوزلك بنت وزير ولا رجل اعمال ترفع اسم العيلة لفوق، فكر...

قاطعها كريم بقوة: اه شايفها مش من مستوانا زي امي، لما بهدلتيها في حياتها كدا طول عمرك تبصي لنفسك من فوق واللي اقل منك دا حقير ميستحقش يعيش، انتي قلبك مفيهوش مكان للحب للاسف متعرفيش يعني ايه الواحد يحب ويعشق انا بشفق عليكي جوزك مات وسابك وزهق من تفكيرك واخوكي مات بردوا بسبب تفكيرك بس الفرق انه مش مسامحك عارفة يعني ايه ميت مش مسامحك.

طأطأت راسها وهي تبكي بندم، اغلق كريم الباب ف وجهها وهتف بصوته الجهور: اخر مرة بقولك اطلعي برا حياتي وانا بالنسبالك ميت وانتي بالنسبالي موتي.
خرجت من البنايه وهي تبكي ندم على فقدانها لاخيها وابنه ايضا اصبحت وحيدة، بلا اهل ايضا وكان هذا اكبر عقاب لها.

وقفت تنتظر قدومه بفارغ الصبر حتى ظهرت سيارته، تابعته بعيناها وهو يهبط منها، تقدمت منه بعض الخطوات وهتفت بسرعة: يالا بينا يارامي بسرعة.
جذبها من مرفقها وهتف بضيق: اهدي كدا بس انتي رايحة تعملي ايه علشان ابقى عارف بس..
شهد: رايحة اخد اختي من الحيوان اللي اسمه زكريا دا.
رامي: انتي مش بتقولي انه اتجوزها، ناخدها ازاي هي عيلة يا شهد، دي بنت كبيرة وكمان متجوزة.

هتفت بحنق: مش عارفة يا رامي هاعمل ايه بس المهم اروح اطمن عليها يالا بس..
اؤمئ بضيق التفت بسرعة حتى تذهب لجهتها وجدت سيارة الاسعاف تخرج من حارتهم وسكان الحي متجمهرين، توقفت تنظر بتركيز فوجدت عبدو امامها، نظر لها بصدمة وهتف: شهد معقولة لسه فاكرة تيجي.
قطبت ما بين حاجبيها وكانت على وشك الرد ولكن صوت رامي الغليظ مانعها: انت تبقى مين.
التفت له وهتفت: رامي، دا يبقى عبدو جاري.

ثم تابعت موجهة حديثها لعبدو: في ايه يا عبدو وايه عربية الاسعاف دي واخدة مين...
رأها نسوة الحارة تجمعوا حولها وهم يرمقوها بحزن
فهتف جارة لها: يا حبيبتي يابنتي جاية بعد ايه، ملحقتش تشوف امها.
مصمصمت الاخرى شفتيها وهتفت بحزن: كنتي تعالي ياشهد الحقي امك واختك يا حبيبتي.
صرخت شهد وقالت: مالها امي واختي في ايه.
امسكها رامي من كتفيها وهتف بهدوء: اهدي يا حبيبي هانفهم دلوقتي...

ثم هتف بصوته الجهور: ممكن نفهم في ايه؟!، مالها خالتي وسلمى.
هتف عبدو بحزن حقيقي على حالها: امك يا شهد حسني قتلها وهي دلوقتي في المشرحة، وسلمى زكريا زقها من فوق السلم ووقعت والاسعاف اخدوها وهو اتقبض عليها.
اتسعت عيناها بصدمة، وزاد اضطراب قلبها، وعلت انفاسها، تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة، وهتفت بهمس شديد: امي ماتت.

داهمها دوار في رأسها، وزاغت انظارها، وقعت فاقدة للوعي اثر تلقيها صدمة موت والدتها، وما حدث لاختها.
التقطها رامي بسرعة كالريشة، وذهب صوب سيارته يتجه بها لاقرب مشفى والخوف ياكل صدره، قاد سيارته باقصى سرعة وصل للمشفى حملها وذهب بها للطوارئ...
بعد مرور ساعتين...
فتحت عيناها ببط وتأملت الغرفة وجدت رامي ينحني بجذعه الاعلى عليها، هتف رامي براحة: الحمد لله فوقتي يا حبيبتي، اخيرا طمنتي قلبي..

اعتدلت في جلستها فساعدها على الجلوس، تذكرت حديث النسوة، وتردد في اذنها حديث عبدو: امك حسني قتلها، وسلمى زكريا ووقعها من السلم.
نظرت لرامي بأعين دامعة وهتفت بصوت مبحوح: امي يا رامي، امي ماتت وانا معرفش، امي ماتت وانا بعيدة عنها، الكلب قتلها.

امسكها رامي من كتفيها وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بحزن: بالله عليكي اهدي، احتسبيها عند الله يا شهد، ربنا يرحمها ياحبيبتي، مش هاتقدري ترجعي اللي فاات، فوقي كدا علشان تبقي جنب سلمى.
تذكرت شهد امر سلمى فهتف بقلق: سلمى، ايوا هي كويسة؟
اؤمى براسه وهتف بهدوء: ايوا كويسة الحمد لله، بس كانت حامل فقدت الجنين، هما دلوقتي بيحاولو يظبطوا السكر، فقدت دم كتير، بس الدكاترة بيطمنوني انها هاتبقى بخير.

نهضت وهي تهتف بقوة: ايوا لازم اقف جنبها علشان اخد حقها من الكلب زكريا دا مش هاسيبه يتهنى ولا هو ولا امه.
جذبها لاحضانه وهتف بحنان: طول مانا جنبك متخافيش من اي حاجة انا معاكي واللي انتي عاوزاة تعمليه انا هاقوم بيه.
دفنت وجهها في صدره وبكت: ربنا يخليك يارامي.
رامي: ويخليكي ليا يا شهدي.

بمنزل رامي..
سالها الصغير ببراءة: الساعه بقت ٨ وبابا اتاخر اوي يا طنط ليلى.
تعجبت وسالته: هو انت بتعرف في الساعة يا حمزة؟!.
اؤمى وهتف: اه بابا معلمني اعرف في الساعة..
ثم تابع بضيق طفولي: هو بابا وشهد هايتاخروا كتير.
ليلى بقلق: والله ما عارفة يا حمزة، انا باين غلطت لما قولتلها بس كنت بحسب انها عارفة.
حمزة: طب اتصلي عليهم تاني.
ليلى: تليفوناتهم مقفولة، هو انت مش عاوز تقعد معايا ولا ايه؟!

حمزة: لا عاوز، بس انا عاوز بابا وشهد.
ليلى: انت بتحب شهد اوي كدا.
حمزة: اه اوي اوي، شهد دي صاحبتي انا بحبها اوي، انا بنام وبخاف اصحى مش الاقيها، بس بابا بيقولي عمرها ماتمشي ابدا هو وعدني بكدا، ولما بابا بيوعدني مش بيخلف وعده ابدا.

تذكرت وعدها لكريم بان لا تتركه مهما حدث، تجمعت الدموع في عيناها بسرعة حبستهم بقوة وهتفت في سرها: خلاص مش هاعيط على حد تاني ولا هاضعف تاني، واللي فات مات يا ليلى، متسمحيش لحد انه يضعفك ولا يهزك، سواء كريم او غيره.

فاقت سلمى بتعب ظاهر على وجهها، والام تغزو جسدها، فتحت عيناها على شهد وشاب يقف بجانبها، هتفت بضعف: شهد.
اقتربت منها شهد بسرعة وهتفت: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي كويس انك قومتي بالسلامة ليا.
سلمى بصوت ضعيف للغاية: اخيرا جيتي يا شهد وحشتيني اوي.

طبعت شهد قبلة اعلى جبينها وهتفت بحزن: والله ما كنت اعرف يا سلمى، ولما عرفت جيت جري، انا اسفة يا حبيبتي انا هاخدلك حقك منه الحيوان دا، خلاص مش هايقدر يعملك حاجة.
سرت رجفة في جسدها اثر ذكر سيرته، وضعت يداها تلقائيا على بطنها، فهتفت شهد باسف: معلش يا حبيبتي البيبي نزل بسبب وقعتك كانت قوية جدا.

ابتسمت سلمى بتهكم: انتي فاكرة اني هازعل، انا هاحمد ربنا انه نزل يا شهد، انا لايمكن اعيش معاه، والبيبي دا كان هايتولد محكوم عليه بالضياع، الحمد لله على كل حال.
ابتسمت شهد براحة وهتفت: الحمد لله ياحبيتي، الحمد لله انك رجعتيلي بالسلامة، والله لانتقم من حسني الكلب وزكريا على اللي عملو فيكوا.

مر يومان على وجود ليلى وسلمى في منزل رامي، ووجود زكريا في قسم الشرطة، وتتوالى التحقيقات مع مديحة وحسني، حبس كريم نفسه في المنزل، ووحدة كريمة واحساسها بالندم وخصوصا مع كوابيسها بجمال...
في منزل رامي..
وقفت شهد وهتفت بتذمر: يعني انتو الاتنين عاوزين تتطلقوا وعاوزني اروح لرامي علشان اقوله..
اؤمات سلمى بقوة: اه طبعا عاوزة اطلق، انا لايمكن افضل على ذمته دقيقة واحدة بعد اللي حصلي.

بينما التزمت ليلى الصمت، فهتفت شهد بمكر: طب سلمى وليها عذرها يا ليلى، انتي بقى ايه عذرك علشان تطلقي.
رفعت ليلى بصرها وهتفت متصنعة القوة: وانا كمان لازم اطلق يا شهد وانا ليا اسبابي، واظن انتي عارفها كويس.
زمت شهد شفتيها بضيق: طب فكري يا ليلى، الطلاق مش حاجة سهلة، وخصوصا بين اتنين بيحبوا بعض.
ليلى بتهكم: مين دا اللي بيحبني، كريم!، مفيش حد بيحبني يا شهد، كريم حبه كان خدعة.

شهد: لا يا ليلى مكنش خدعة، هو كدب وغلط ووارد كلنا نغلط وانتي نفسك غلطتي في حق نفسك وحقي وسامحتك، يا ليلى فكري كويس قبل ما تندمي.
ليلى باصرار: فكرت كويس يا شهد وخلاص انا مش هاسمح لحد يهدني بعد كدا، انا لازم اتغير وابقى حد تاني وانسى ليلى بتاعت زمان، قولي لرامي يروحله يكلمه ويطلقني.
هتفت شهد بضيق: حاضر.

خرجت من الغرفة وتوجهت صوب غرفة رامي، امسكت المقبض وهي تهتف بضيق: يالهوي اكلمه ازاي دلوقتي بقى، دا لاوي بوزه في وشي، يالا ربنا يستر بقى.

دخلت الغرفة ولاحت على ثغرها ابتسامة عريضة، كان يتابع رسمه رفع بصره لها رمقها بضيق واخفض بصره مرة اخرى يتابع رسمه، تقدمت منه وجلست بجانبه وهتفت بهدوء: انا عارفة انك زعلان وليك الحق، بس هما يا رامي كانوا واحشني والله وكنت عاوزاة اشبع منهم وخصوصا سلمى كانت محتاجة اللي يراعيها بعد اللي حصلها.

هتف رامي بضيق: طب وانا فين من كل دا، شهد انتي تقريبا نسيتي كلمة بحبك الي لسه قايلهالك من يومين، انتي زي مايكون قولتلك بكرهك فابعدتي عني.
شهد: انت قصدك يعني انها مأثرتش فيا، ومش حستها منك.
رامي: دا الظاهر قدامي.

تجمعت الدموع في عيناها سريعا وهتفت: غصب عني، اللي حصلي مكنش سهل امي تموت وانا مش جنبها والله اعلم احساسها كان ايه وقتها، واختي تتبهدل بالطريقة دي اكيد يا رامي هتاثر نفسيا انا مش جبل علشان افضل استحمل واكتم واتعامل عادي، اختي كانت وحشاني يا رامي كنت عاوزاة اشم ريحة امي فيها، وفي نفس الوقت انا مضايقة من نفسي اني ببعد عنك بس غصب عني.

رامي: انا مش عاوز اعرف دا كله، انا عارفو وحاسه كويس من غير ما تتكلمي، اللي انا عاوز اعرفه انتي حبتيني، حسيتي كلمة بحبك مني، اثرت فيك ولا لأ.
اخفضت بصرها، وهتفت وهي تزيل دموعها بصوت خافت للغاية: اثرت.
رفع وجهها بطرف ابهامه وهتف بخفوت ايضا: مش دي اللي انا عاوز اسمعها يا شهد.
ابعدت بصرها بعيدا عنه وهتفت بتوتر: مش لازم تسمعها انت اكيد بتحسها مني.

هتف باصرار: لا لازم اسمعها لان هي دي اللي هاتخليني اغفرلك اي بعد وهاتصبرني بعد كدا، بصي في عيني وقوليها، بردي نار قلبي يا شهد حياتي، انا عشت سنين بحلم تكوني جنبي ويوم ما تبقي...
قاطعته وهي تهتف بهمس: بحبك..

لمعت عيناها بوميض غريب، مع ظهور ابتسامة على ثغره، بينما هي نطقتها اخيرا بعد معاناة، خفق قلبها بشدة لنظراته لها، اقترب اكثر بوجهه وطبع قبل بسيطة على شفتيها وهو يهتف بين الحين والاخر: بحبك، بحبك اوي.
حاوطته بيديها تجذبه لها اكثر تنعم بحبه وعشقه ودفئ قلبه، نست امر طلاق سلمى وليلى، وتناست معه من هي وتاهت معا في لاحظات يسرقونها من الزمن...

بغرفة ليلى.
سلمى: ليلى، ليلى سرحانة في ايه؟!
استفاقت على هتاف سلمى لها وهتفت بدون وعي: ياترى بيعمل ايه دلوقتي...
ابتسمت سلمى بحب وهتفت: لما انتي بتحبيه يا ليلى عاوزاة تتطلقي ليه؟!

انتبهت لها وهتفت بدموع: علشان دا المفروض يحصل يا سلمى، انا هادوس على قلبي وابعد واطلق منه، اللي كريم عمله مش قليل، يمكن انتي شايفاه بدافع الحب، بس الحب مالوش دوافع اذية، اللي كريم عمله مالوش غير مبرر واحد عندي وهو انه يمتلكني باي ثمن.
سلمى: بس باللي انتي حكتهولي يا ليلى، هو كان بيحبك اوي وصعب تلاقي حد بيحبك اوي كدا.
هتفت ليلى بتهكم: وصعب بردوا تلاقي يا سلمى حد بياذي بالشكل دا.

في غرفة رامي وشهد.
كانت نائمة على الوسادة، تمسك بالملاءة جيدا وتغطي جسدها وتخفي نصف وجهها بها، اما هو فاتكأ على مرفقه وتعلق بصره بها فهتف بجدية زائفة: اه يعني سلمى وليلى طالبين الطلاق وانا بقى الماذون صح..
اؤمات براسها وهي تكتم ضحكتها بقوة، فهتف بمزاح: عيونك على فكرة بتضحك.
انزلت الملاءة قليلا وهي تردف: هاتعمل ايه المفروض ابلغهم رايك..

اطلق تنهيدة قوية وقال: هو بالنسبة لسلمى، انا كلمت سامي له صاحبه محامي شاطر اوي، هو اقترح نروحله بكرا نهدده انه يطلقها ويكتب اقرار بعدم التعرض ياما السجن وانا شايف تخلص منه من غير شوشرة ويروح لحال سبيله، اما ليلى بقا هي كدا مش بتتسرع ولا ايه تهدا شوية في قرارها وبعدين انا هاروحله اكلمه بصفتي ايه.

هتفت شهد بضيق: والله قولتلها يا رامي اهدي واحكمي الامور مصرة بردوا، وبعدين يعني تروحله بصفتك ايه، انت تروحله بصفتك جوزي، اقصد يعني جوز صاحبتها وهو عارف انا ايه عند ليلى مش هايستغرب.
اقترب منها وهو ينظر لعيناها ويهتف بخفوت: سيبك انتي دول اللي شدوني من اول ما شفتهم، ولسه بردوا لما بقرب منك بيشدوني وبنسى نفسي.
ضحكت بغنج وهتفت بخجل واضح: شوف انا بقول ايه وانت بتقول ايه، انا بتكلم في حاجة مهمة.

اقترب منها وهتف امام شفتيها: لا سيبك من المهم بتاعك، انا هاقولك الاهم منه، خدي عندك ياستي رقم واحد انا بحبك.
هتفت هي الاخرى: وانا كمان بحبك.
ابتسم رامي بحب واكمل حديثه: رقم اتنين انا بعشقك..
ضغط على حروف الكلمة ببطء شديد، ففعلت هي مثلما فعل وهتفت ببطء: وانا كمان.
اشار الي عيونها وهتف: رقم تلاتة دول خطفوني من اول ما شفتهم.

فعلت مثلما فعل ولكنها هتفت بحديث نابع من القلب: ودول سحروني من اول ما شفتهم، سبحان من صورهم.
مال رأسه ناحيتها وطبع قبلة على احدى وجنتيها واردف: رقم اربعة، تعالي اقولك في ودانك علشان عيب حد يسمعنا...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2287 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1654 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1679 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1525 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2755 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الحياة ،











الساعة الآن 10:54 PM